ما الذي ينتظر البلاد عقب حدوث هزات أرضية متتالية؟


  • الأربعاء 16 فبراير ,2022
ما الذي ينتظر البلاد عقب حدوث هزات أرضية متتالية؟

ضربت 8 هزات أرضية أساسية وارتدادية شمال فلسطين وبالتحديد منطقة بيسان خلال اليومين الأخيرين دون أن يُبلغ عن إصابات أو أي أضرار، حيث بلغت قوة آخر هزة 3.1 درجة على مقياس ريختر والتي وقعت بعد ساعات قليلة من هزة أرضية وقعت مساء أمس الثلاثاء.

مصدر الهزات الأرضية

وتعتبر منطقة شمالي فلسطين، وتحديدًا بيسان التي كانت مركز الهزات الأخيرة منطقة هزات عنيفة ومعروفة تاريخيًا، ويعود سبب الهزات في هذه المنطقة إلى وجودها في منطقة غور البحر الميت الذي يعتبر جزءًا من الشق السوري الأفريقي.

ويقول الخبير في علوم الكرة الأرضية البروفيسور علي زغيّر إن الهزات الأرضية التي وقعت في اليومين الأخيرين هي 8 هزات وقسم منها هزات أصلية وقسم هزات ارتدادية تأتي ما بعد الأصلية.

ويتابع زغيّر للجرمق أن هذه الهزات في منطقة بيسان ناتجة عن وجود المنطقة في غور البحر الميت الذي يعد جزءًا من الشق السوري الإفريقي، مؤكدًا على أن غور البحر الميت لا يعني البحر الميت نفسه وإنما غور البحر الميت هو مصطلح تكتوني المقصود فيه المنطقة الممتدة ما بين بداية الشق السوري عند بوابة كيليكيا في الشمال حيث جبال طوروس فيتريكا حتى شرم الشيخ أو رأس محمد جنوب سيناء.

ويضيف أن منطقة غور البحر الميت يبلغ طولها 1000 كم وهي آخر منطقة في الشق السوري الإفريقي على الامتداد من الشمال للجنوب.

ويؤكد على أن الهزات الأرضية التي حدثت في اليومين الأخيرين ضربت قسم من غور البحر الميت وهي منطقة بيسان جنوب طبريا، مضيقا أنها واقعة على طول كسر جيولوجي طويل جدًا معروف وهو كسر غور البحر الميت الممتد من الشق السوري الإفريقي.

ويتابع للجرمق أن كسر الشق السوري الإفريقي يبلغ طوله 6800 كم وهو طويل جدًا بدايته من بوابة كيليكا حتى نهر الزنبيزي شرق إفريقيا، مشيرًا إلى أن غور البحر الميت يأخذ من هذا الكسر 1000 كم ممتدة من شرم الشيخ أو رأس محمد حتى بداية الكسر في جبال طوروس.

كيف حدثت الهزات؟

ويلفت زغيّر إلى أنه على طول المنطقة من الشمال حتى الجنوب لا يوجد فقط كسر واحد وإنما عدة كسور تنحرف شرقًا أو غربًا بطبيعة الحال، مضيفًا أنه على طول الكسر هناك كتلتين من صفائح قشرة الكرة الأرضية، أحدها شرقي كسر غور البحر الميت والأخرة غربه.

ويتابع للجرمق أن القسم الشرقي من الكسر أي الصفيحة العربية تتحرك شمالًا والقسم الغربي من الكسر أي سيناء وأراضي الـ48 ولبنان وغربي سوريا تتحرك أيضًا شمالًا، مشيرًا إلى أن الأردن تتحرك شمالًا لكن بسرعة أكبر من فلسطين.

ويضيف إلى أن حركة الصفائح ليست ناعمة وإنما صفائح تعلق ببعضها وتولد احتكاك، وعندما تنفلت إحدى الصفيحتين من الأخرى تتولد الهزة الأرضية.

تاريخ الهزات في فلسطين

ويقول البروفيسور علي زغيّر إن 8 هزّات خلال يومين رقم كبير جدًا، مشيرًا إلى أن هناك هزة قوية مستقبلية غير معروف متى ستضرب البلاد لكنها ستحدث بحسب المعطيات المتوفرة.

ويلفت للجرمق إلى أنه من الممكن أن تكون الهزات المتكررة مؤخرًا هي مؤشر لهذه الهزة القوية والعنيفة، مؤكدًا على أن المنطقة الممتدة من سهل الحولة لطبريا وغور بيسان حتى البحر الميت ووادي عربة هي منطقة هزات أرضية تاريخيًا.

ويضيف أن مدينة بيسان دُمرت في هزة أرضية عام 794 للميلاد حيث كانت هذه الهزة قبل نهاية الحُكم الأموي وقد تدمرت أيضًا مدينة تل الفرس وتأثر المسجد الأقصى من الهزة كما أن مدينة صفد وأريحا تضررن منها، حيث كانت بيسان مركز هذه الهزة.

ويتابع أن هذه الهزة بحسب ما تسببت به من أضرار ودمار فقد قُدّرت درجتها بـ 7 أو 7.5 على مقياس ريختر، لافتًا أنه في ذلك الوقت لم يكن هناك أي أجهزة قياس من هذا النوع.

ويضيف للجرمق أن هذه الأجهزة تقوم بقياس الطاقة التي تتولد من الهزة الأرضية ولا تعبر عن الأضرار التي تتسبب بها، حيث أن كل درجة في مقياس ريختر تكون أعلى بـ 30 مرة من الدرجة السابقة.

ويردف أنه أيضًا في عام 659 ضربت فلسطين هزة مدمرة أيضًا، مشيرًا إلى أن معدل الهزات الأرضية المدمرة في فلسطين هو هزة كل 100 عام وإما يكون مركزها فلسطين أو خارجها.

ويوضح أن الهزات الأخيرة التي ضربت البلاد كان مركزها على الحدود بين فلسطين والأردن.

كيف يُمكن مواجهة الهزات؟

ويقول الخبير في علوم الأرض إن الأبنية في "إسرائيل" غير مهيأة للصمود أمام الهزات الأرضية، حيث أن 80% من المباني غير مناسبة لـ حادث من هذا النوع.

ويؤكد  للجرمق على أن الحل هو الإسراع في خلق مباني تصمد أمام الهزات لكن هذا الأمر يحتاج إلى ميزانيات تفتقر لها معظم دول المنطقة، مشيرًا إلى أن آخر هزة وقعت عام 1927 وما قبلها وقعت في عام 1837 أي المعدل للهزات هو 100.

ويلفت إلى أنه منذ عام 1927 حتى اليوم هناك 90 عامًا، قائلًا، "ربما نحن مقبلون على هزة قوية..لأن معدل الهزات التي تضرب فلسطين كل 100 عام يمكن أن تقل أو تزيد بضعة أعوام إما 130 عامًا مثلًا وإما 90 عامًا".

ويؤكد على أن طرق مواجهة الهزات الأرضية المدمرة هو تقوية المباني القائمة وإقامة مباني جديدة تصمد أمام هزة تصل قوتها إلى 8 درجات على مقياس ريختر، مشيرًا إلى أن هذا يحتاج لميزانيات ضخمة غير متوفرة.

ويتابع للجرمق أن الإشكالية عند الفلسطينيين هو البناء على منحدرات جبلية أو في الأودية الأمر الذي يجعل المنازل لا تصمد بتاتًا أمام الهزات حيث تقام المباني على صخور رطبة جدًا وتتحل بسرعة عالية.

ويضيف أنه يجب أيضًا أن يتم تحضير وتوعية السكان نفسيًا وعقليًا لاستقبال هذا النوع من الكوارث، قائلًا إنه في الولايات المتحدة الأمريكية تحديدًا كاليفورنيا ولو أنجلس يتم تربية الأطفال على الهزات الأرضية منذ الصغر وتهيئتهم للتعامل معها.

ماذا الذي يجب فعله عند حدوث هزة؟

ويؤكد زغيّر للجرمق أن على السكان أن يتعبوا إجراءات السلامة التي تقرها الجبهة الداخلية في كل منطقة، مشيرًا إلى أنه يجب الخروج من المنزل عند حدوث هزة أو الاحتماء في غرفة آمنة أو أسفل الدرج، وأنه يجب إيقاف المركبات بعيدًا عن أعمدة الهواتف والكهرباء.

ومن الجدير بذكره أن هزات أرضية ضربت شمالي فلسطين في شهر كانون الثاني بدرجات متفاوتة على مقياس ريختي كي يكون الفارق الزمني بين سلسلة الهزات في يناير وفبراير حوالي شهر.

. . .
رابط مختصر



اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر