سخط في الناصرة وصندلة بسبب تنظيم رحلة ترفيهية إلى مستوطنة "غان نير"
أثارت رحلة ترفيه

أثارت رحلة ترفيهية أعلن عنها النادي الأرثودكسي تضم أطفال من مدينة الناصرة إلى مستوطنة "غان نير" التي استشهد على مدخلها الشهيد ديار عمري سخطًا لدى أهالي صندلة وأهالي مدينة الناصرة على حد سواء، حيث استنكر أهالي صندلة وعائلة الشهيد دياري عمري تواصل إدارة النادي الأرثدوكسي في الناصرة مع إدارة أحد المسابح في مستوطنة "غان نير" التي ترعى وتحتضن قاتل عمري لتسيير الرحلة إليه.
ويقول رشاد عمري قريب الشهيد دياري عمري للجرمق، "تواصل معي عدد من أهالي الأطفال المشاركين في الرحلة الترفيهية والمخيم الصيفي، حيث تحدثت معي والدة أحد الأطفال وهي تبكي وتعتذر للشهيد ديار عمري لأن إدارة النادي والمخيم قرروا أن يتم تنظيم يوم ترفيهي في مستوطنة غان نير التي ترعى قاتل الشهيد ديار عمري".
ويضيف للجرمق، "بدأنا بالنشر عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الخاصة حول الأمر" مؤكدًا على أن ما يحدث مؤسف ومؤذي.
ويقول للجرمق، "لا نقبل أن يتم تمزيقنا لكنتونات في الداخل الفلسطيني وجعلنا نشعر أن كل منطقة لا يعنيها ما يحدث في المنطقة الأخرى، فنحن شعب واحد ومصير واحد وقضيتنا واحدة، ونعمل على مواجهة العنصرية والفاشية والقمع الإسرائيلي بشكل شامل في كل البلدات الفلسطينية".
ويتابع للجرمق، "من غير المعقول أن تتعرض صندلة لاقتحامات وتنكيل من حرس الحدود الذي يخرج من مستوطنة غان نير نفسها وهي المستوطنة التي خرج منها ديار عمري ثم تقام فيها رحلة ترفيهية لأطفال من الناصرة".
ويضيف للجرمق، "قاتل الشهيد ديار عمري كان يمكن أن يقتل أي عربي تواجد مكان ديار في تلك اللحظة، سواء من صندلة أو الناصرة فكيف نرسل أبناءنا لهذه المستوطنة".
دعم اقتصادي للمستوطنة
ويتابع رشاد عمري في حديث للجرمق، "هذه الرحلة من شأنها أن تدعم اقتصاد المستوطنة التي تجمع تبرعات وتدعم قاتل الشهيد ديار عمري وهذا أمر معلن وليس سرًا، وأتمنى أن تكون هذه هفوة من قبل النادي الأرثدوكسي، مع أننا ننظم أسبوعيًا وقفات للمطالبة بالقصاص من القاتل الإرهابي، وتنظم هذه الوقفات في الناصرة".
ويتابع للجرمق، "تعامل النادي الأرثدوكسي مع المستوطنة ودعمها اقتصاديًا يطعن في نضال أهل صندلة الذين يطالبون بالقصاص من هذا القاتل المجرم".
وبدوره، يقول أحمد عمري والد الشهيد دياري عمري للجرمق، "نشكر تعاون إدارة النادي التي تفهمت موقفنا، فابننا قتل بدم بارد والقاتل الذي خرج من غان نير ظل يطلق النار تجاه ابننا حتى استشهد، ورأوه سكان غان نير، ثم وقفوا مع المجرم وبدأوا بجمع تبرعات له ليخرج من القضية ببراءة، ولكن الله يحبنا لأن الجريمة مصورة وشخص من سكان غان نير هو من صوّرها".
ومن جهته، أصدر رئيس مجلس الطائفة الأرثوذكسية في الناصرة، المحامي بسيم عصفور، بيانًا، شرح فيه، عن "الاستخدام المؤقت والمحدود لبركة "غان نير"، الواقعة بمحاذاة قرية صندلة، بلد الشهيد ديار عمري، إذ أن الأمر تم تحت ضغط الظروف الجوية الحارة، وليس كبرنامج مخطط سلفًا"، مشددا على "تماثل مجلس الطائفة في الناصرة، مع ألم عائلة الشهيد، وأهالي صندلة وجماهيرنا عموما".
وقال المحامي عصفور، إنه، "على ضوء الأجواء الحارة الاستثنائية التي تسود البلاد، فقد صدرت تعليمات بعدم إجراء جولات في الطبيعة في هذه الأيام، وحسب برنامج مخيم نادي مركز الأحداث التابع لمجلس الطائفة في الناصرة، وهو من أضخم المخيمات الذي يضم أكثر من ألف طفل، فقد كان عدد كبير من الأطفال مخطط لهم جولات في الطبيعة، واضطرت إدارة المخيم للبحث عن بديل، سباحة، ونظرا للعدد الكبير، فإن الخيارات كانت ضيقة، وكان الوقت قصيرا. ولاحقا تم ترتيب بدائل، احتراماً لأهلنا في صندلة، ابتداء من يوم غد الأربعاء".
وأكد البيان، على أن هذا، "إجراء مؤقت محدود، ينتهي اليوم الثلاثاء، وفي ذات الوقت نؤكد مجددا وقوفنا الى جانب عائلة الشهيد ديار، الذي جريمة اغتياله الوحشية هزّت مجتمعنا كله، ونحن جزء من جماهيرنا بكل ما تحمله من قضايا وطنية ومجتمعية".
ومن جهتها، تقول الناشطة رلى مزاوي من مدينة الناصرة للجرمق، "تفاجأنا بالأمس، عندما وصلتنا رسالة من إدارة نادي الروم تخبرنا أنه تم تغيير برنامج المخيم وأن الأطفال سيذهبون اليوم إلى بركة مستوطنة جان نير، اسم هذه المستوطنة الواقعة على اراضي وأنفاس أهالي قرية صندلة أصبح معروفًا للجميع تحديدًا بعد استشهاد ديار العمري على يد أحد مستوطني تلك المستوطنة قبل حوالي شهرين، وقد أصبح معروفًا أكثر بعد توفير المستوطنة حاضنة لآلة قمع شعبنا في جنين ولنضال أهالي صندلة بسبب وقوفهم مع أهل الشهيد وتكاتفهم في معركة المطالبة بمحاسبة القاتل".
وتتابع للجرمق، "إرسال أطفال المخيم ل "يوم ترفيهي" إلى بركة المستوطنة هو استهتار بالسياق فيه تنكر لدماء الشهيد وضرب بعرض الحائط لنضال أهالي صندلة في وقت نحن فيه بأمس الحاجة إلى موقف موحد نجحت قرية صندلة في تعميمه على الجميع. علينا جميعا وخصوصًا إدارة النادي الاعتذار لام ديار وأهالي صندلة، ولنا جميعا على هذا العمل. فبدل أن يتم عزل هذه المستوطنة التي يجهد سكانها في جمع الأموال لدعم القاتل يتم التعاقد مع بركتها، فأي استهتار هذا! لقد كان حريًا بالإدارة أن تلغي اليوم الترفيهي بدل التذرع بحالة الطقس لتسويغ الخطأ".
وتضيف، "إن القول بأنه إجراء مؤقت وطارئ لا يبرر السقوط في مستنقعات المستعمر. لقد كان الأجدر بالإدارة أن تتراجع منذ أن علمت أمس باحتجاجات الأهالي، وكان التراجع سيحسب لها بدل أن يحسب عليها هذا الموقف المشين".
وختمت للجرمق، "علينا أن نربي أبناءنا على ثقافة وطنية فلسطينية أصيلة، وعلى مخيماتنا الصيفية أن تحترم قدسية دماء الشهداء الاكرم منا جميعًا، لا يجوز الدفع بأبنائنا إلى التطبيع مع القتلة لا يجوز استخدام حاجتهم للترفيه للتطبيع أو لتمويل المستوطنة التي تقوم بجمع مبلغ كبير من أجل القاتل وعائلته، كل تطبيع مع القاتل مرفوض بشكل قطعي، ونتطلع إلى مؤسساتنا كي تزود أطفالنا بتربية وطنية فلسطينية أصيلة تحترم دماء الشهداء ونضالات الشعوب واهمها نضال شعبنا من أجل الحرية".