رسم لفلسطين فاغتالوه.. 36 عامًا على رحيل ناجي العلي

ناجي العلي


  • الثلاثاء 29 أغسطس ,2023
رسم لفلسطين فاغتالوه.. 36 عامًا على رحيل ناجي العلي
ناجي العلي

يصادف اليوم 29 آب الذكرى الـ 36 لاغتيال الفنان الفلسطيني ناجي العلي رسّام الشخصية الشهيرة "حنظلة"، الذي وُلد عام 1938 بقرية الشجرة بين الناصرة وطبريا.

لم يمكث ناجي بقرية الشجرة طويلًا بعد أن أجبرته العصابات الصهيونية عام 1948 على اللجوء منها إلى مخيم عين الحلوة في لبنان طفلًا حاملًا معه أحلامه بالعودة بقريته ووطنه ليجوب لاحقًا مدن العالم ويرسّخ اسم فلسطين.

واغتيل الفنان الفلسطيني ناجي العلي في لندن عام 1987 بعد تهديداتٍ متواصلة تعرّض لها عقابًا له على رسوماته الوطنية الناقدة واللاذعة لشخصيات سياسية عدة ورسومات أرقت صفو "إسرائيل"، فلوحق وكان هدفًا للاغتيال وهو ما كان بالفعل في أحد شوارع العاصمة البريطانية، حيث صارع الموت لمدة 5 أسابيع إلى أن انتقلت روحه إلى بارئها في يوم السبت 29-8-1987.

ناجي العلي والصحافة

عام 1963 سافر الفنان ناجي العلي من لبنان إلى الكويت للعمل في جريدة الطليعة الكويتية لينشر رسوماته الكاريكاتيرية فيها حتى ترك العمل بها عام 1968، ثم عمل محررًا ورسامًا في السياسة الكويتية، والسفير اللبنانية، والقبس الكويتية، والقبس الدولية.

وتميزت رسومات الفنان ناجي العلي في نهاية الستينات بالصبغة الوطنية التي تنادي بالكفاح المسلح كوسيلة وحيدة لاستعادة الأرض، وما أجج مشاعره الوطنية الفنية في نهاية الستينات الانتصار في معركة الكرامة حيث فرّغ نشوة انتصار الفلسطينيين والأردنين في فنه ورسوماته.

وأنتج العلي ما يزيد عن 40 ألف عمل فني، رسم فيها العمل المقاوم ووسائل الكفاح المطلوبة والعدو الصهيوني والتشرد والمنافي والثورة الفلسطينية والنضال ضد المستعمر، والوصف اللاذع للشخصيات المتواطئة والعميلة.

ومُنعت العشرات من أعماله الفنية الناقدة نتيجة الرقابة، وإضافة لرسوماته كتب العلي 3 كتب، وعُرضت أعماله الفنية والأدبية في بيروت والكويت ودمشق وعمان وفلسطين ولندن وواشنطن.

متى يكبر حنظلة؟

تعد شخصية حنظلة أشهر رسومات الفنان الفلسطيني ناجي العلي التي رأى فيها طفولته في قرية الشجرة التي انتُزع منها عنوة بسبب الاستعمار، وبالتالي يعبر حنظلة عن الحزن والمرارة التي قاساها العلي بعد خروجه من وطنه.

ورسم الفنان ناجي العلي حنظلة بعمر العاشرة، وبقي حنظلة طفلًا مع مرور السنوات، وقال عنه، "سيظل في العاشرة حتى يعود الوطن. عندها فقط يكبر حنظلة، ويبدأ في النمو.. قوانين الطبيعة المعروفة لا تطبق عليه، إنه استثناء، لأن فقدان الوطن استثناء، وستصبح الأمور طبيعية حين يعود الوطن".

انحاز للفقراء

كان الفنان ناجي العلي منحازًا للفقراء والبسطاء من أبناء شعبه الذي وصف نفسه أنه منهم وينتمي لهم، ومن مقولاته الشهيرة، "أنا لست حياديًا، أنا مع الـ “تحت”، مع أولئك الفقراء البسطاء الذين يكونون دائمًا عند خط الواجب الأول، أولئك الذين يسكنون تحت سقف الفقر الواطي ولكنهم يقفون عند خط المعركة العالي".

وقال أيضًا، "أنا شخصيًا منحاز لطبقتي، منحاز للفقراء، وأنا لا أغالط روحي ولا أتملق أحدًا، القضية واضحة ولا تتحمل الاجتهاد .. الفقراء هم الذين يموتون، وهم الذين يسجنون".

وعكس الفنان ناجي العلي في رسوماته الواقع الفلسطيني المعاش، فرسم التطبيع العربي عبر رسم المرأة التي ترقص بشمعدان إسرائيلي يحيط بها المصفقون العرب، في إشارة إلى التطبيع العربي مع الاحتلال.

اغتيال العلي

في 22 من تموز لعام 1987 ترصد قاتل مجهول للرسام ناجي العلي قرب مقر جريدة القبس الدولية التي عمل فيها العلي في تلك الفترة، وسار القاتل بموازاة العلي وأطلق رصاصة تجاه رأسه ثم فرّ هاربًا.

وكان العلي قد تلقى تهديداتٍ عدة من الموساد الإسرائيلي ومن شخصيات عربية وفلسطينية بحسب تقارير إعلامية  إلّا أنه لم يتخذ إجراءات للحماية، إذ اقتنصته رصاصة غادرة نُقل على إثرها إلى مستشفى "القدس ستيفن"، وظل يصارع  الموت حتى ارتقت روحه إلى بارئها في 29/8/1987 فجر يوم السبت، ودفن في المقبرة الإسلامية في لندن.

. . .
رابط مختصر



اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر