خطاب نتنياهو على هامش جدول الأعمال الأمريكي وانسحاب بايدن

مقالات


  • الاثنين 22 يوليو ,2024
خطاب نتنياهو على هامش جدول الأعمال الأمريكي وانسحاب بايدن
نتنياهو وبايدن

زيارة نتنياهو الى واشنطن وخطابه أمام الكونغرس لم تكن منذ البداية لترقى الى مستوى حوار استراتيجي او زيارة مفصلية بين البلدين، بل جاءت ضمن مساعي نتنياهو بذاته وكذلك في سياق التنافس السياسي الأمريكي الداخلي على البيت الأبيض. في حين أن التنسيق الحقيقي والمستدام يتم من خلال مستشاري بايدن للأمن القومي ووزير الخارجية ورئيس السي اي ايه ويليام بيرنز، وحصريا بين وزير الدفاع اوستن ومقابله غالنت وقيادة أركان الجيش الإسرائيلي. اي ان زيارة نتنياهو التي خطط لها ليكون لها مردود تظاهرة قوة امام الراي العام الاسرائيلي، قد تنقلب عليه.

تتفاوت ردود الفعل الإسرائيلية بصدد قرار بايدن الانسحاب من سباق الرئاسة الأمريكية، وارتفع في معظمها منسوب القلق وهذا ما يتضح من التصريحات شبه الرسمية وما يعكسه الإعلام العبري. يدرك نتنياهو أنه بالرغم من التوتر بين الادارتين، لم يكن من رئيس أمريكي سيقدم لإسرائيل منذ السابع من أكتوبر اكثر من بايدن الذي على قناعة ذاتية بأنه صهيوني بالمفهوم العميق للصهيونية. بل يساور نتنياهو القلق بأنه في حال انتخاب ترامب سيكون عدم اليقين من سياسته هو سيد الموقف، فمن ناحية من المعوّل عليه أن يتيح الضم في الضفة الغربية، وتقويض السلطة الفلسطينية والكيانية الفلسطينية، إلا أنه قد يفرض على إسرائيل وقف الحرب "غير المجدية" على غزة، مما يعتبره نتنياهو هزيمة. 

كما أن مسعى نتنياهو في خطابه امام الكونغرس لمحورة الأنظار حول الحرب "الوجودية" على غزة وحول اولوية حشد عالمي واقليمي عربي تقوده الولايات المتحدة وفي محوره إسرائيل ضد إيران، بات هامشيا قياسا بجدول الاعمال الامريكي الحقيقي المنشغل في انسحاب بايدن من سباق الرئاسة. كما أن المنطقة العربية معنية بتهدئة الجبهات لا اشعالها وحصريا مع ايران المعنية بدورها بهذه التهدئة. و للتنويه كل ما سعى ترامب للتأسيس له على الاتفاقات الإبراهيمية  قد تهاوى.

التخوف الجوهري لدى نتنياهو حاليا هو أن بايدن من لحظة انسحابه بات محررا من الأخذ بالحسبان المسألة الانتخابية في كل خطوة بصدد غزة، وحصريا قد يكون أكثر حزما في هذه المرحلة بصدد إبرام الصفقة والتهدئة وتبريد الجبهات. كما أن احتدام الانتخابات الأمريكية من شأنه الدفع نحو الاهتمام بالقضايا الأمريكية الداخلية وليس بإسرائيل والمنطقة.

الخلاصة إن إسرائيل الرسمية تعيش حالة قلق نتيجة التطورات والاحتمالات بعد انسحاب بايدن، كما ان استراتيجية نتنياهو للتلاعب على التناقضات الامريكية الداخلية في التنافس الرئاسي باتت هامشية، وحصريا مع تحرر بايدن من اخذ الاعتبارات الانتخابية في خطواته، كما أن احتمالية الصفقة والتهدئة في غزة باتت أكبر. أما فلسطينيا وعربيا هذه فرصة هامة لدفع ادارة بايدن محدودة الزمن الى التصعيد في اتخاذ خطوات عقابية تجاه الاستيطان في الضفة وإلزام حكومة نتنياهو بذلك، لكن دون الكثير من التوقعات.

. . .
رابط مختصر



اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر