سيناريوهات الرد على الاغتيالات في طهران وبيروت..هل سنشهد مفاجأة في طبيعته ومكانه؟


  • الثلاثاء 6 أغسطس ,2024
سيناريوهات الرد على الاغتيالات في طهران وبيروت..هل سنشهد مفاجأة في طبيعته ومكانه؟
توضيحية

لم تتضح الرؤية بعد بشأن الرد الإيراني على "إسرائيل" عقب تنفيذها عمليات اغتيال في طهران وبيروت طالت رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية والقيادي في حزب الله فؤاد شكر.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" إنه حتى الآن، "لم يتم رصد أي تحركات إيرانية تشير إلى وقوع هجوم في الساعات المقبلة ضد إسرائيل". كما قال مسؤول أميركي إن هناك عدم وضوح بشأن الهجوم المتوقع من إيران أو لبنان وذلك وفقًا لما ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية.

ولا تزال معالم الرد الإيراني وطبيعته غير واضحة تماما كما أن توقيت الرد لا يزال مجهولا وذلك وسط حالة من الترقب في الشرق الأوسط.

سيناريوهات الرد الإيراني

ويقول المحلل السياسي والكاتب أمير مخول، "عدم الرد من قبل إيران حتى الآن هو بحد ذاته رد وله أثر كبير معنويا بمفهوم الغموض وانهيار سوق رأس المال إسرائيليًا وعالميًا وحدوث نوع من الاستعداد الحربي بشكل نفسي وبشكل جدي وحالة القلق وإغلاق المرافق الاقتصادية في الشمال وعدم الشعور بالأمان والتفكك الداخلي هذا كله رد".

ويتابع للجرمق، "الرد الإسرائيلي رد، إسرائيل تحاول أن توهم الجميع عبر ترويع الناس أن قضية الحرب والرد والرد المقابل هي حالة وجودية بالنسبة لإسرائيل، وهذا نوع الرد من الحكومة الإسرائيلية التي تحاول إسكات أي صوت إسرائيلي معارض وإدارة الحرب بهذا الشكل جزء من الحرب نفسها".

ويردف، "ليست من المتكهنين حول سيناريوهات وشكل الضربة، وقد لا تكون ضربة، وقد تكون ضربة على دفعات متعددة أو ضربة واحدة فقط، وقد تكون ضربة استباقية وهذا لا يمكن إخراجه من حيز الاحتمالات".

ويتابع للجرمق، "هذا ليس توجها دفاعيًا إسرائيليًا وإنما هجوميا والسياق هو كذلك ولذلك أي رد قد يكون من قبل أي طرف بما فيه إسرائيل قد يجعلها تبادل بشكل فعال ومكثف لمواصلة ما قامت به من اغتيال هنية وشكر وعملية الحديدة في اليمن التي تريد أن يعتبر منها الآخرون ويرون أنها المعيار الذي سيكون في الرد على أي رد".

ويردف، "استراتيجيا إسرائيل ليست بوضع جيد وأعتقد أن الجبهة الأساسية للمواجهة الحربية ليست إيران في نهاية المطاف، والجبهة الوحيدة التي فيها حدود هي لبنان وباقي الجبهات هي مكملة بالمفهومالحربي، أما بالمفهوم الاستراتيجي السياسي أهم جبهة هي غزة، وعليها تسير الأمور إما صفقة وإما حرب وإما صفقة حرب إقليمية ذات أبعاد دولية".

ويوضح، "ليس فقط الولايات المتحدة الأمريكية هي من ترسل قائد المنطقة الوسطى للجيش الأمريكي كوريلا وإنما أيضا روسيا أرسلت رئيس مجلس الأمن القومي الروسي إلى طهران لكن الواضح أيضا أنه كلما اشتعل الحديث عن الحرب التي أصبحت المحور، يتراجع الحديث عن غزة عالميا وهذا يجب أن نراه و ينبهنا كثيرا ولذلك الأمور لا تزال غير واضحة المعالم إلى أين ستذهب".

ويقول للجرمق، "لا أعتقد أن هناك أطرافا معنية بحرب إقليمية أما حكومة نتنياهو فهذا الوضع الأمثل له وهو مرتاح داخليا في الائتلاف ومرتاح أيضا لأن القضية تحولت من غزة ومحكمة العدل الدولية وجرائم الحرب والجنايات الدولية إلى قضية إيران والنووي الإيراني".

ويردف، "نتنياهو معني باستهداف المنشآت والبنية النووية الإيرانية والبنية النفطية والصاروخية لتقويض نظام إيران وهذا حلم حياته، لكنه لن يُقدم على حرب إقليمية دون توفير غطاء حربي أمريكي فعلي، وهذا الغطاء قد يكون طوعا وقد يكون قسرا بتوريط الولايات المتحدة إذا نجح بذلك نتنياهو، ولكن زيارة الجنرال الأمريكي كوريلا لا تعني أن الولايات المتحدة معنية بالحرب الآن، فقد تخسرها وهي ليست هي في رأس جدول أعمالها خاصة مع الانتخابات الرئاسية الأمريكية وقد تخسر فيها كثيرا إقليميا وعالميا ودوليا خاصة في التنافس في مشروع فكرة التحالفات الأبراهيمية التي أقامتها وفي موضوع التنافس مع الصين تجاريا ومع روسيا عسكريا في المنطقة والنفوذ وليس مضمونا لها أن تكسب هكذا معركة".

ويتابع، "أعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية قد تخسر أوكرانيا أيضا في ظل مواجهة واسعة بعدة أطراف دولية وقد تتردد في هذا الشأن سواء كان بايدن المعني كثيرًا بدعم إسرائيل بكل حالة رئيسا أو انتُخب ترامب الذي واضح أن غير معني بحروب تدخل فيها الولايات المتحدة الأمريكية في وضع تريد فيه الأطراف الأخرى أن تدخلها على حساب الولايات المتحدة.

ويقول للجرمق، "هناك متغيرات، الدول العربية غير متحالفة مع نتنياهو، أيضا الدول الأوروبية غيرت موقفها، ففرنسا غير معنية بحرب في لبنان وبريطانيا غيرت موقفها مع أنها كانت أكبر حليف للولايات المتحدة ولكن بعد تغيير الحكم أصبح هناك نوع من تغيير المواقف".

عنصر المفاجأة الحاضر الغائب عن الرد

ويقول المحلل السياسي والكاتب أمير مخول، "عنصر المفاجأة مسألة تكتيكية في كل حرب في التاريخ، عناصر المفاجأة الآن أقل مما كانت عليه قبل 7 من أكتوبر، هناك حرب مفتوحة بوتيرة معينة وهناك حديث عن إشعالها الآن وانتقام  ورد، إيران تريد استعادة هيبتها والرد على استباحة سيادتها واستهداف قائد حماس هنية، وحزب الله لديه حاجة لاستعادة الردع، لأن إسرائيل اخترقت الضاحية واستهدفت قائد عسكري مهم جدا لحزب الله، هذا عمليا يكسر التوازن الذي كان قائما".

ويتابع للجرمق، "المميز أيضا أنه ليس فقط عنصر المفاجأة غير موجود، كل طرف لديه بنك أهداف عند الطرف الآخر، إسرائيل تستهدف مواقع وأشخاص وحزب الله يستهدف مواقع عسكرية واستراتيجية وقد تتغير المعادلة ولكن هذا ما يحدث، كل طرف يوجع الآخر بأدواته وأيضا بالخسائر التي يلحقها به، ولكن عنصر المفاجأة بحد ذاته غير موجود، لا تستطيع إيران  تُفاجئ إسرائيل إن أرسلت مسيرات أو صواريخ لأن هناك تهديدات من كل طرف للآخر".

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر