هل تلجأ إسرائيل لشن ضربة استباقية ضد لبنان، وماذا عن الرد الإيراني حينها؟

تُظهر استطلاعات مختلفة للرأي في "إسرائيل" أن أكثر نصف الإسرائيليين يؤيدوين شن ضربة استباقية ضد حزب الله في لبنان وذلك بالتزامن مع انطلاق دعوات من وزراء إسرائيليين حاليين وسابقين لشن هذه الضربة ضد الحزب اللبناني، فهل تلجأ "إسرائيل" إلى ذلك؟
للمزيد من أخبار الترجمة العبرية تابعوا قناتنا على تليجرام "الجرمق الإخباري/ترجمات عبرية"
ويقول المحلل السياسي والكاتب أليف صباغ للجرمق، "هناك استطلاع للرأي نُشر قبل أيام يُظهر أن 73% من الإسرائيليين يؤيدون شن ضربة استباقية ضد حزب الله وهذا محل إجماع في المجتمع الصهيوني في "إسرائيل".
ويتابع، "السبب في طرح هذا الأمر هو أن إسرائيل لا تستطيع أن تحتمل الانتظار وتخاف من ضربة قوية تستهدف شخصيات أو مواقع هامة في إسرائيل وبالتالي قد تشعر بالارتباك كما حدث في 7 من أكتوبر الماضي ولا تستطيع الرد".
ويستدرك صباغ، "ما يمنع الضربة الاستباقية ضد حزب الله، هي حسابات نتنياهو، حينما يحاول اللعب ما بين الضغط من الداخل وبين التحذير من الخارج لأن أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية يحذرون نتنياهو أنه إذا شنت إسرائيل ضربة استباقية فمن الصعب أن يقفوا معها، ولذلك نتنياهو يحاول أن يستخدم الضغط الداخلي للتخلق من التحذير الخارجي".
ويردف للجرمق، "من المتوقع أن تقوم إسرائيل بشن ضربة استباقية ضد حزب الله وهذا ما تفعله منذ أسبوع حتى اليوم، فهي تحاول منذ أسبوع أن تضغط على لبنان أكثر وتخرق قواعد الاشتباك بشكل واضح ليس فقط باغتيال شُكر وإنما تقصف قرى وتحرق مزارع وكروم وتفعل كل شيء خارج قواعد الاشتباك حتى تقول للحزب تفضل اضرب ضربتك".
ويتابع للجرمق، "إذا قام الحزب بضرب إسرائيل تكون قد حصلت على الشرعية لكي تضرب ضربتها الكبيرة ضد لبنان، وباعتقادي وتقديري الجيش الإسرائيلي يريد الضربة الاستباقية لأنه يخاف من ضربة الحزب، كما كان في الماضي قبل السابع من أكتوبر وبعد أراد عدة مرات أن يقوم بضربة استباقية وفي كل مرة كان المستوى السياسي هو الذي يتردد".
ويُشير إلى أنه، "ليس فقط المستوى السياسي الحاكم يريد ضربة استباقية وإنما المعارِض اليوم يريد هذه الضربة، غانتس وليبرمان يريدان، كثير من قيادات المعارضة خاصة من أولئك الذين كانوا في الجيش أو لديهم مراتب عسكرية مثل ليبرمان حيث كان وزيرا للحرب في فترة من الفترات وكان دائما يتحدث عن اغتيالات وضربات استباقية".
ماذا عن الرد الإيراني في حال شُنت ضربة استباقية؟
ويتابع المحلل السياسي صباغ للجرمق، "في إسرائيل يخافون من حزب الله أكثر بكثير من ضربة إيرانية، لأنه يوجد بين إسرائيل وإيران حاجز حديدي صنعته الولايات المتحدة وإسرائيل في أجواء الدول العربية وفي برها وبحرها حتى يمنعوا إمكانية نجاح ضربة إيرانية لإسرائيل".
ويقول، "ضربة استباقية ضد حزب الله لا تلغي ضربة إيرانية، ولكن هناك تحالف دولي يستطيع امتصاص الضربة الإيرانية أو امتصاص غالبيتها وإذا ما وصل عدد من الصواريخ والمسيرات إلى إسرائيل قد يصيب مواقع حساسة ولكن هذا الاحتمال ضعف مقارنة باحتمالية أن يصيب حزب الله أماكن حساسة وشخصيات كبيرة أكبر بكثير وأضعاف إضعاف ما يمكن أن تفعله إيران وهم يدركون ذلك".
ويقول، "عدوهم الأساسي والرئيسي اليوم هو حزب الله وإذا تدحرجت الأمور لحرب إقليمية شاركت فيها الولايات المتحدة فهم يتّكلون عليها أن تضرب المفاعلات النووية في إيران والبنية التحتية الإيرانية وهم سيشاركون في ذلك وبريطانيا ستشارك في ذلك".
ويتابع، "إذا لم ترد إيران على إسرائيل، يعتقدون أنها سترد على المواقع الأمريكية الاستراتيجية في الشرق الأوسط وعندها ستكون الدول العربية هي التي تدفع ثمن الحرب الإقليمية وهذا لا يهم إسرائيل أن تدفع الدول العربية ثمن الحرب وفي الأساس نتنياهو يعتقد أنه في نهاية الحرب لا بد أن تدفع الدول العربية الصديقة له تكاليف الحرب".
عنصر المفاجأة في الضربة الاستباقية؟
ويقول أليف صباغ للجرمق، "عنصر المفاجأة موجود دائما ومرتبط بفرصة عندما قال نصرالله في خطابه ’الرد قادم ونبحث عن فرصة’، هذا يعني أنهم ينتظرون تجمعا عسكريا فيه قيادات عسكرية أم ملاحظة وجود مطار عسكري حراسته ليست مشددة قد تمنع إصابته، هذه أمور مرتبطة بقرار سياسي لدى الحزب ومرتبطة بفرصة تلوح".
ويتابع، "هكذا فعلت إسرائيل عند اغتيال شُكر، انتظرت فرصة لا تأتي كل يوم، ولكن يجب أن يكون هناك قرار سياسي أولا وتخطيط جيد وجاهز حتى يتم تنفيذه عندما تلوح الفرصة، فعنصر المفاجأة موجود دائما إذا لاحت الفرصة".
تهديدات غالانت لتحويل بيروت لغزة ثانية
ويقول صباغ للجرمق، "تهديدات غالانت موجودة قبل 7 أكتوبر وليست فقط على لسان غالانت، غانتس سبق وقال سنعيد لبنان للعصر الحجري وسنجعل من بيرويت مدينة غير قابلة للحياة وكل هذه التهديدات قالها وزراء سابقون، وإنما غالانت يعيد ما قاله الآخرون بعنجهية، ولكن هل سينفذ ذلك؟".
ويتابع، "تنفيذ هذا الأمر مرتبط بعدة عوامل، إن كان لديه القدرات العسكرية، إسرائيل لديها طيران وقنابل من الولايات المتحدة MK83 وقنابل أخرى ربما حصلت عليها أو ستحصل عليها وربما موجود لديها قنابل الطن، ولديها قنابل نووية و200 رأس نووي، وكما فعلت في ميناء بيروت يمكن أن تفعل ببيروت، الإمكانيات موجودة".
ويختم، "لكن هل يفهمون أن الطرف الآخر لديه إمكانيات، حزب الله لديه إمكانيات وإيران لديها إمكانيات تدميرية واذا الأمور فلتت الأمور سوريا لديها إمكانيات تدميرية رغم كل الوضع الذي تعيشه".
للمزيد من الأخبار تابعوا قناتنا على تليجرام "الجرمق الإخباري"