توسيع القصف الصاروخي من لبنان..هل يقصف حزب الله منطقة "غوش دان"؟

حزب الله


  • الأحد 22 سبتمبر ,2024
توسيع القصف الصاروخي من لبنان..هل يقصف حزب الله منطقة "غوش دان"؟
آثار الدمار جراء القصف من جنوب لبنان

وسّع حزب الله في لبنان قصفه فجر اليوم الأحد حيث انطلقت الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه شمال "إسرائيل" حتى وصلت لمنطقة جنوب شرق حيفا وأصابت قاعدة "رمات دافيد" العسكرية قرب حيفا.

وأعلن حزب الله قصف "تجمعات الصناعات العسكرية ‏لشركة ‘رفائيل‘ المتخصصة بالوسائل والتجهيزات الإلكترونية العسكرية والواقعة في منطقة زوفولون شمال ‏مدينة حيفا بعشرات الصواريخ من نوع فادي 1 وفادي 2 والكاتيوشا، وذلك عند الساعة 6:30 من ‏صباح اليوم، الأحد".

كما أكد حزب الله أن ذلك جاء في "ردٍ أولي على ‏المجزرة الوحشية التي ارتكبها العدو الإسرائيلي في مختلف المناطق اللبنانية يومي الثلاثاء والأربعاء"، كما أعلن حزب الله استهداف قاعدة ومطار "رامات دافيد" جنوب شرق حيفا، "ردا على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على مختلف مناطق لبنان".

ويقول المحاضر في العلوم السياسية د.سليم بريك، "حزب الله برغم التفجيرات والاغتيالات التي قامت بها إسرائيل لا يزال ملتزما حتى الآن بالقواعد التي كانت ولم يوسع المعركة كثيرا، حيث وصل إلى نحو 15 إلى 20 كم من الحدود تقريبا، ولكن هذه الليلة حدث تغيران في اتجاهين، حيث توسعت المنطقة الجغرافية التي يقصفها حزب الله في إسرائيل ووصلت إلى قاعدة ’رامات دافيد’ والناحية الثانية أن نوعية السلاح المستخدم في القصف (فادي 1 وفادي 2) صواريخ وأسلحة ذات قدرة تدميرية كبيرة".

ويتابع للجرمق، "حزب الله لا يزال مصرا ألا يرتقي الوصل لحرب شاملة، بينما إسرائيل لا تلتزم بالقواعد التي كانت ملتزمة بها سابقا، وهي تقصف كل مكان في لبنان وليس فقط الجنوب وإنما قصفت البقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، مع أن حزب الله كان قد صرح بأكثر من مرة أن الضاحية الجنوبية سيقابلها تل أبيب ولكن نحن نرى الآن ضبط نفس من قبل حزب الله ولكن لا نعرف ما الذي سيحدث مستقبلا".

ويردف، "لا أعتقد أن يتم قصف تل أبيب فهذا حاليا ليس في حسابات حزب الله، وتصريحات قادة الحزب الآن لا تريد فتح حرب واسعة وجبهة لأن ذلك سيؤدي لدمار في لبنان وبيروت، وحزب الله غير معني في ذلك، وإنما معني بأن يكون جبهة إسناد لغزة وهو على استعداد لوقف إطلاق النار إذا أوقفت إسرائيل إطلاق النار في غزة".

ويوضح، "لا أعتقد أن التصعيد سيصل لدرجة قصف غوش دان، وإنما سيكون التصعيد كميا ونوعيا، ورأينا من الناحية الكمية كيف أن عدد الصواريخ هذه الليلة وفجر اليوم كانت أكثر بكثير من الماضي، كما أن نوعية الصواريخ مختلفة ولكن القصف على المستوى الجغرافي سيبقى بحدود منطقة حيفا وخطوط منطقة مركز الجليل والجليل الأسفل وليس أكثر من ذلك".

ويضيف للجرمق، "أما عن الدخول البري فسيكون خطوة خاطئة تقوم بها إسرائيل، فقائد المنطقة الشمالية قال يجب الدخول بري واحتلال لبنان، ولكن هذا لن يمنع الحزب من قصف المناطق الشمالية في إسرائيل وهذا سيساعد حزب اللهأيضا بشكل أكبر لضرب قوات الجيش التي ستكون مكشوفة أكثر، ولذلك الدخول البري غير وارد، ولا أعتقد أن حكومة إسرائيل تفكر بهذا الأمر".

ويقول، "إسرائيل تفكر بشن ضربات يكون لها الأفضلية بها، مثلا في نوعية السلاح، فإسرائيل لديها جهاز استخبارات وسلاح جوي قوي جدا كما رأينا في العمليات الأخيرة".

وبدوره، يقول الباحث والمحلل السياسي صالح لطفي، "الهجوم الصاروخي الذي حدث الليلة على شمال إسرائيل ومنطقة حيفا هو يحمل 3 دلالات، الدلالة الأولى هي مساعي حزب الله لإعادة مفهوم الردع الذي تهدم بشكل كبير جدا الثلاثاء والأربعاء والقصف التي تعرضت له النخب العسكري في الضاحية الجنوبية هذه الرسالة الأولى التي أراد الحزب ايصالها لإسرائيل، والأمر الثاني أن الحزب يريد أن تكون إسرائيل على استعداد كامل لمعركة ستكون أثمانها باهظة جدا، حزب الله قصف مناطق محددة واعترفت إسرائيل أن القصف تم ’بنجاح’ هذا يعني أن البنية المدنية في إسرائيل أيضا ستتعرض لقصف دقيق، بالتالي تجاوزنا مفهوم الرد إلى مفهوم يسمى الحسم".

ويردف للجرمق، "ثبت في التجربة بإطار الحرب على غزة أن إسرائيل لا تستطيع أن تحسم معارك في غزة، ومن باب أولى لا تستطيع أن تحسم معركة في لبنان أو جنوب لبنان، لا بـ جيشها ولا بطيرانها، وستكون الخسائر المدنية في إسرائيل كبيرة لن تستطيع إسرائيل كدولة ولا كمؤسسات أمنية وعسكرية أن تتحمل تبعات هذا الدمار الذي سيصيب المدن الكبرى في سياق المدنيين".

ويقول، "الأمر الثالث حزب الله وإسرائيل يسعيان لتقديم الفعل الدبلوماسي وتحريك الرمال الهادئة في هذا الباب وصباح اليوم صدرت تصريحات عن بريطانيا والولايات المتحدة بهذا الخصوص، ورشح من حديث لغة التصعيد الكلامي مع إسرائيل نحو تحقيق تهدئة بشكل أو بآخر، وحزب الله لا يريد خوض معركة كبيرة مع إسرائيل".

ويتابع، "توقعاتي أننا نتجه لأمرين، أما تصعيد مستمر سيكون من طرف إسرائيل أكثر من حرب استنزاف وأقل من حرب شاملة، وستكون بالنسبة لحزب الله إقل من حرب شاملة وأكثر من حرب استنزاف وبالتالي هذه القضية باعتقادي لا حزب الله معني بها ولا إسرائيل، سوى نتنياهو كشخص مأزوم يريد الخروج من أطر كثيرة وقع برمالها وفي مستنقعها في هذا العام".

ويقول للجرمق، "الدبلوماسية بدأت تأخذ أثارها، ليس فقط على المستوى الأوروبي وإنما على المستوى العربي، لأن الدول العربية والحاكمة لا تريد الانجرار لحرب شاملة لأن الحرب الشاملة تعني عودة الربيع العربي وسقوط أنظمة ترعرعت وعاشت إما على هوامش ما حدث من الربيع وتداعياته مثل دول الخليج ومصر وبعض دول إفريقيا أو بقيت محمية بسبب هذا الحدث مثل النظام العراقي والسوري، بالتالي الجميع معني بتهدئة الأوضاع، والمستقبل القريب سيكون لصالح التهدئة، وكله مرتبط بما يدور على أرض غزة".

وحول قصف "تل أبيب، يقول لطفي للجرمق، "من الممكن قصف تل أبيب، هذا الذي تخوفت منه القيادات العسكرية والأمنية في إسرائيل أن تنتقل الهجمات الصاروخية من شمال إسرائيل إلى وسطها، وتركيز السكان في منطقة غوش دان الممتدة من مدينة الخضيرة حتى عسقلان كبيرة".

ويردف، "وصول الصواريخ لهذه المناطق ستكون تداعياتها كارثية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ليس على المستوى المدني وإنما على المستوى المعيشي، على محطات الوقود والغاز، والمؤسسات الحكومية فكلها موجودة بهذه المنطقة، والجامعات والكليات والمستشفيات وهذا سيشكل خطر كبيرعلى السكان".

ويتابع، "لا أتوقع غزو بري إسرائيلي للبنان، الجيش الإسرائيلي تقدم بعض كيلومترات داخل الجنوب، والصور التي رشحت للمتحدث العسكري تبين ذلك وحزب الله نفسه أشار لهذا الموضوع، ولذلك لن يكون زحف بري لعمق الجنوب اللبناني، لأن هناك ستكون المصيدة، والمجزرة".

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر