ما المقصود "بالتوغل المحدود" الذي بدأته "إسرائيل" في لبنان؟


  • الثلاثاء 1 أكتوبر ,2024
ما المقصود "بالتوغل المحدود" الذي بدأته "إسرائيل" في لبنان؟
المصدر: فرانس برس

أكد الجيش الإسرائيلي فجر اليوم أنه دخل لبنان للمرة الأولى منذ حرب لبنان الثانية عام 2006، في عملية برية وصفها بـ "المحدودة".

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الثلاثاء أن الفرقة 98 وقوات الكوماندوز والمظليين، والمدرعات التابعة للواء السابع، تدربت في الأسابيع الأخيرة تمهيدا لعملية برية في جنوبي لبنان التي انطلقت أمس. وقال إن قوات الفرقة 98 بدأت "بمناورة برية في الجبهة الشمالية".

وقال الجيش الإسرائيلي إنه "يعمل وفق خطة منظمة تم إعدادها في هيئة الأركان العامة والقيادة الشمالية، والتي تم تدريب وتجهيز القوات لها خلال الأشهر الماضية"، وأضاف أن "القوات البرية مدعومة بهجمات جوية ومدفعية، حيث يجري تنفيذ ضربات ضد أهداف عسكرية في المنطقة بالتنسيق الكامل مع قوات المشاة"، وتابع أنه "تمت الموافقة على مراحل العملية ويتم تنفيذها وفقًا لقرار المستوى السياسي".

وذكر البيت الأبيض وفقًا لـ "CNN"، أنه يرى أن العملية البرية الإسرائيلية في جنوب لبنان "تتماشى مع حقها في الدفاع عن نفسها ضد التهديدات".

وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي: "نحن نفهم أن الإسرائيليين سيجرون عمليات محدودة لتدمير البنية التحتية لحزب الله والتي يمكن استخدامها لتهديد المواطنين الإسرائيليين، وهذا يتماشى مع حق إسرائيل في الدفاع عن مواطنيها وإعادة المدنيين بأمان إلى منازلهم".

ويقول المحلل السياسي والباحث أنطوان شلحت للجرمق، "المقصود بالعملية المحدودة أنها ستكون بالمنطقة الحدودية، ومن الممكن أن الولايات المتحدة الأمريكية أن تقصد ما تقول أي أن العملية فعلا محدودة ولكن لا يمكن الوثوق بما تقول إسرائيل، ومن الواضح أن الحرب التي تخوضها إسرائيل على غزة فيها الكثير من الخديعة والأكاذيب والوعود التي قالوها ولم ينفذوها".

ويتابع للجرمق، "إسرائيل تقول إن حربها حرب وجودية بحسب ادعائها، ويعززها أكثر شيء نزعة الانتقام وبما أن لديها ضوءا أخضر من الولايات المتحدة الأمريكية فإنها ستمضي إلى أقصى حد".

ويردف للجرمق، "جميع هذه المصطلحات التي تقول إن العملية ’محدودة’ أو ’غير محدودة’ يجب ألا تنطلي على أحد، فمن متابعتي للتقارير الإسرائيلية والتصريحات، نستطيع أن نعلم كيف ستبدأ العملية لكن لا نعلم إلى أين ستمتد وكيف ستنتهي، وهذا الأمر ينسحب ليس فقط على المسألة الجغرافية وإنما أيضا على مضمون العملية، ونسبة نجاحها وهل ستتخللها إخفاقات معينة وما هو الثمن الذي يمكن أن تُكبده المقاومة لإسرائيل في مثل هذه العملية؟ جميع هذه الأسئلة مطروحة ولكن لا أجوبة عليها في هذا الوقت".

"إسرائيل" تُهدد إيران

وهددت "إسرائيل" إيران بأنها ستشن هجوما على المنشآت الإيرانية في حال قامت الأخيرة بشن أي هجوم ضد "إسرائيل"، ويقول شلحت للجرمق، "إسرائيل تُهدد لأن هناك تقديرات إسرائيلية أن أي حرب ستخوضها إسرائيل ضد حزب الله ستؤدي إلى حرب أوسع وستؤدي لتدخل إيران، وأن إيران ضالعة بكل ما يقوم به حزب الله من نشاط عسكري ضد إسرائيل، وهي الدولة الرئيسية الضالعة في ذلك".

ويتابع للجرمق، "هذا يعكس مخاوف إسرائيل من تدخل إيران أو انفجار حرب إقليمية، ولكن السؤال إذا كانت إيران ستتدخل بالفعل وهنا لا يوجد جواب يقيني، إسرائيل تهدد وتقصد من وراء التهديد ردع إيران عن التدخل".

ويردف، "إسرائيل تدّعي أن الهدف من العملية البرية في لبنان ضمان منطقة أمنية في جنوب لبنان تتيح لها إعادة سكان الشمال دون أن يكون هناك ’تهديد من حزب الله’ وقواته بحسب تسمية إسرائيل، مع ذلك هناك من يقول في إسرائيل إن العملية تستهدف قدرات حزب الله، وبالتالي هناك نوع من الاصطلاحات العائمة التي لا توضح ما هو هدف العملية ولكن بمجرد تهديد إيران بأنه حذار أن تتدخلي ربما يشير إلى أن هدف العملية أبعد مما يمكن وصفه بالعملية المحدودة".

هل إيران ستتدخل؟

ويقول شلحت للجرمق، "سياسة إيران الجديدة باتت واضحة وظهر ذلك في تصريحات وخطاب الرئيس الإيراني في الجمعة العامة في الأمم المتحدة وهناك سياسة جديدة تحاول أن تصل إلى حل كل القضايا العالقة أو الأزمات السياسية التي تواجهها إيران من خلال الوسائل الدبلوماسية حتى أكثر من ذلك كما يقول المحللون من خلال التقرب للغرب".

ويردف، "السؤال، هل السياسة الجديدة ستستمر حتى مع قيام إسرائيل بحرب برية على لبنان التي يمكن أن تتطور لتكون حرب شاملة وألا تكون محدودة".

ويقول، "هذا سؤال مطروح لا يوجد مؤشرات قوية للإجابة عليه بشكل واضح، فإيران تقول حتى الآن أنها لن تترك حزب الله وحيدا ولكن من الواضح أنها تركته وحيدا، فهي لا تقوم بأكثر من تقديم استشارات وتقديم دعم تسليحي واستشاري، فهل ستغيّر هذه العملية البرية الواقع الذي كان قائما حتى الآن، يبقى سؤال مطروح وستجيب الأيام عليه".

هل سيتوغل جيش الاحتلال إلى ما بعد جنوب لبنان؟

ويضيف أنطوان شلحت للجرمق، "يجب أن نقرأ التجارب السابقة لاجتياح لبنان، في التجارب السابقة كانت إسرائيل تقول إنها ستشن عملية محدودة ثم نجد أنها توغلت بشكل غير محدود، ففي عام 1982، قالت إسرائيل إنها ستدخل بريا وتقوم بعملية ’تطهير’ لمسافة 40 كم فقط ولكن الحرب حينها وصلت لبيروت، وكذلك الأمر في عام 2006، فبالتالي تقدير هذا الأمر صعب".

ويتابع، " ربما إسرائيل تقصد فعلا أن عمليتها ستكون محدودة ولكن بمجرد تهديدها لإيران بهذا الشكل، ربما هناك نوايا أبعد من التوغل المحدود، الشيء الأساسي أن إسرائيل دخلت للبنان بتأيد من الولايات المتحدة الأمريكية ولهذا فإن الأمر خطر، فيمكن أن تستغل هذا التأييد وتنطلق لحرب أوسع مدى وأكثر من عملية عسكرية محدودة".

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر