قال سفير "إسرائيل" في الأمم المتحدة داني دانون إن الرد الإسرائيلي على إيران سيكون مؤلما وقويا للغاية لكنه لن يؤدي لحرب شاملة، ويأتي ذلك بعد تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إيران ارتكبت خطأ كبيرا بضربها إسرائيل وستدفع ثمنه.

وجاءت تصريحات دانون خلال مقابلة مع قناة CNN حيث قال، إن "المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية "الكابينيت" لن يقف مكتوف الأيدي إزاء هجوم إيران وهو يدرس خيارات الرد".

وأكد، دانون أن الرد الإسرائيلي سيحدث قريبا وسيكون قويا ومؤلما للغاية.

وأضاف أن، "الإيرانيين يعرفون قدراتنا في الوصول إلى أي وجهة بالشرق الأوسط، مشيرا إلى أن أمر الرد على الهجوم الإيراني متروك لنا لنقرر طبيعته وما نستهدف فيه".

سيناريوهات الرد

ويقول المحلل السياسي جمال زحالقة للجرمق، "أولا، سيكون رد إسرائيلي هذا أمر لا نقاش عليه في "إسرائيل"، والجميع يتحدث حتى المعارضة والحكومة والجيش والأجهزة الأمنية، هناك إجماع على الرد وهناك إجماع على رد قوي ومزلزل ويكون صدى له أثر وصدى كبير ويكون له أثر في ترميم الردع الإسرائيلي".

ويتابع للجرمق، "إسرائيل ستنسق مع الولايات المتحدة في هذا الموضوع لأن أي هجوم إسرائيلي على إيران له تأثير كبير على الولايات المتحدة، لأن الرد الإيراني سيكون ضد قوات أمريكية منتشرة في الشرق الأوسط وبالأخص الخليج، وإذا ردت إيران على "إسرائيل"، فإن الولايات المتحدة الأمريكية ستشارك في الدفاع عن "إسرائيل" كما شاركت في المرتين السابقتين، الأمر يخص الولايات المتحدة مباشرةً، لهذا السبب، إسرائيل ستنسق مع الولايات المتحدة".

ويضيف، "الولايات المتحدة سمحت لإسرائيل بالرد، والنقاش كيف سيكون هذا الرد، تحت سقف إشعال الحرب الإقليمية الشاملة، لأن الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد حربا شاملة وإيران لا تريدها".

ويتابع للجرمق، "لكن هناك أنواع من الرد الإسرائيلي التي قد تؤدي لإشعال حرب إقليمية، كيف سيكون الرد الإسرائيلي وبأي اتجاه، كل شيء خاضع لأن إسرائيل ستحاول أن تصنع مفاجأة، لكن الحديث يجري عن 3 إمكانيات للرد الإسرائيلي".

ويقول، "أولا، قصف المواقع التي انطلقت منها الصواريخ، في إسرائيل يدعون أنهم يعرفون 8 مواقع من هذا النوع، والولايات المتحدة بالأقمار الصناعية والتكنولوجيا والمخابرات الأمريكية تعرف من أين انطلقت الصواريخ فربما تساعد إسرائيل، وهذا أحد الإمكانيات أن يكون ضرب للمواقع التي انطلقت منها الصواريخ".

ويردف للجرمق، "الإمكانية الثانية، ضرب مرافق إنتاج النفط ومحطات توليد الطاقة في إيران وعملياً إدخال إيران في نقص كبير بالوقود، والأمر الثالث، هو استهداف المرافق النووية الإيرانية، وكان هناك خبر يتيم بأن بعض الصواريخ استهدفت ديمونا وبالنسبة لإسرائيل هذا كبير، ولهذا السبب قد يكون رد إسرائيلي على هذه المرافق".

تابع، "ماذا سيكون حجم الرد الإسرائيلي، هل سيكون محدودا وبمثابة رسالة أم رد قد يُحدث ضررا بالغا في إيران، هذا مطروح للنقاش، يعني مثلا المرافق النووية الإيرانية هناك عدة مرافق مهمة، إسرائيل تستطيع أن تقصف إحداها وتسبب ضررا لأحد المباني وهذه رسالة ولكن هذا ليس ضرر فعلي وليس تدمير للمرافق".

ويوضح أن، "طبيعة الرد وكيفيته الآن خاضعة للنقاش والتفاهم بين الولايات المتحدة وإسرائيل، والولايات المتحدة تريد أقل وإسرائيل تريد أقل، سيتفقون على رد معين والموعد سيكون قريب".

نتنياهو يتوعد إيران

ويقول زحالقة للجرمق، "واضح أن نتنياهو يتوعد أن إسرائيل سترد، ولكن أعتقد أن إسرائيل ستكون حريصة في هذه الحالة لن تقوم بخطوة بخطوة من شأنها أن تؤدي لحرب شاملة، لأن إسرائيل تعلم أن الولايات المتحدة تضع فيتو أحمر على هذا الأمر".

ويردف، "لا يمكن أن أن تشارك الولايات المتحدة في الرد عسكريا، فهي يكفي إسرائيل أنها تدافع عنها، فهي شريكة لأن إسرائيل حين تضرب تعرف أنها محمية أمريكيًا وهذا يُمّكن إسرائيل ويعطيها حرية العمل من جهة، ومن جهة أخرى يردع إيران، وهذه شراكة".

وأول أمس، الثلاثاء، شنت إيران هجوما صاروخيا على "إسرائيل" بمئات الصواريخ الباليستية، حيث دوت صافرات إنذار في أكثر من 1800 بلدة وموقع في جنوب ووسط وشمالي إسرائيل، وذلك ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران وأمين عام حزب الله، حسن نصر الله، في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وقال الحرس الثوري الإيراني، إن "العملية تأتي بعد مرحلة من الالتزام بضبط النفس بعد اغتيال إسماعيل هنية وحسن نصر الله وبناء على حقنا القانوني في الدفاع عن النفس، وذلك بقرار من المجلس الأعلى للأمن القومي ودعم الجيش". 

وتوعدت "إسرائيل" بالرد على القصف الإيراني على الرغم من أن إيران أعلنت عبر وزير خارجيتها أن "تحركها" انتهى.

وبدوره، توعد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إيران بالرد، وقال، إن، "إيران ارتكبت خطأ كبيرا الليلة وستدفع ثمنه".

ومن جهته، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلية هيرتسي هليفي إن، "الجيش الإسرائيلي سيتخذ ردًا دقيقًا وقويًا على هذه الهجمات".

وتابع، "سنرد، نعرف كيف نحدد أهدافًا مهمة، وسنضرب بدقة وقوة".

وأضاف، "لدينا القدرة على الوصول والضرب في أي نقطة في الشرق الأوسط، ومن لم يفهم ذلك من أعدائنا حتى الآن، سيفهم قريبًا".

رابط مختصر