تسريع بناء سياج حدودي مع الأردن..هل "إسرائيل" تخشى جبهة قتال أخرى؟


  • الاثنين 21 أكتوبر ,2024
تسريع بناء سياج حدودي مع الأردن..هل "إسرائيل" تخشى جبهة قتال أخرى؟
توضيحية

قال وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين إنه سيعمل على تسريع بناء سياج حدودي مع الأردن وذلك عقب تنفيذ شابين أردنيين عملية جنوب البحر الميت أدت لإصابة جنديين إسرائيليين.

وتابع كوهين: "إنه ليس خيارًا، إنه أمر لا بد منه".

وبدوره، أعرب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مطلع أيلول/ سبتمبر الماضي، عن عزمه بناء سياج على الحدود مع الأردن على غرار السياج الذي تم بناؤه على الحدود مع مصر.

ويبلغ طول الحدود الأردنية مع "إسرائيل" والضفة الغربية 335 كيلومترا، منها 97 كيلومترا مع الضفة الغربية.

ويقول المحلل السياسي والكاتب أمير مخول، "الأردن دولة قوية ولديها نظام وجيش قوي ومنظم فهناك تنسيق أمني مع إسرائيل، ضمن اتفاقية وادي عربة لكن الموضوع الأساسي عند الحدود مع الأردن هي الحدود الأطول لـ "إسرائيل" وهي الحدود الأردنية الفلسطينية بالأساس وهي أيضا تلتقي مع الحدود السورية إلى حد معين، وهي منطقة شائكة بالنسبة لإسرائيل".

ويتابع للجرمق، "الحديث ليس فقط عن قضايا أمنية هناك، هناك تهريب بضائع وإتجار بالبشر، من دول مختلفة ليس بالضرورة فلسطينيين أو عرب، ربما من الاتحدا السوفييتي سابقا أو من دول آسيوية، وهناك شبكات تقوم بالتهريب، لذلك هناك اقتصاد مبني على هذه الحدود".

ويردف، "ولكن إسرائيل تتوقع وهناك تأكيدات كما يبدو أن أسلحة كثيرة دخلت عبر هذه الحدود بنادق ومسدسات بكميات كبيرة إلى الضفة الغربية وإلى الداخل، لدعم الجريمة، التي تغذيها أيضا ذخيرة قواعد الجيش الإسرائيلي والكثير منا لجنود يتاجرون بها".

ويوضح أن، "الادعاء الإسرائيلي أن هناك محاولات إيرانية لإدخال أسلحة للضفة الغربية لمقاومة إسرائيل، وهذا ما بدأ يدور الحديث عنه في إسرائيل".

ويقول، "أيضا هناك مشكلة عقائدية في إسرائيل إذا كانوا سيغلقونها تماما أم لا، أقصى اليمين والصهيونية الدينية ترى الأردن جزء من إسرائيل، سموتريتش حين كان في أحد الاجتماعات في أوروبا عرض خارطة تشمل الأردن، وقال إنها أرض إسرائيل، ونتنياهو عرض خارطة في الأمم المتحدة لا تشمل الضفة الغربية".

ويضيف، "قضية السياج الأردني هو بمفهوم يدخل بالعقيدة اليمينية الإسرائيلية، بما فيه الليكود حيث فيه جناح كبير وأيضا الصهيونية الدينية التي ترى بالأردن جزء من أرض إسرائيل الكبرى أو مملكة يهودا، لهذا كان هناك تحفظ على بناء جدار في هذه الحدود".

ويتابع، "الحدود مع الأردن طويلة جدا فهناك تخوف إسرائيلي من التكلفة العالية لجدار من هذا النوع، وعدم القدرة على بناء جدار بسبب وجود الصحراء جنوب البحر الميت، وكلها هذه منطقة مفتوحة وفقا للتقديرات الإسرائيلية، لذلك ليس مؤكدا أنه سيكون هناك جدار، الموضوع مطروح منذ عشرات السنين، ولكن دائما كان هناك تلميحات وليس بالنشر المباشر أن الهدف منع بناء حدود من باب العقيدة الإسرائيلية الدينية والأكثر يمينية".

ويضيف، "هناك من يرى في إسرائيل أن هناك حاجة لبقاء الحدود مفتوحة من الأردن سواء من أجل التهجير من الضفة الغربية نحو الوطن البديل، وأيضا بمفهوم الأردن كجزء من أرض إسرائيل".

ويقول للجرمق، "العمليات دائما موجودة ومنها ما حدث في حينه بعدما دخل جندي وقتل 6 أشخاص، وهذه العمليات تتكرر من فترة إلى أخرى، ولكنها بالمجمل هذه الحدود محمية من الجهتين، وتحميها جيوش نظامية وليس منظمات وهناك نوع الضبط الكبير وحتى مع الضبط الكبير لا يمكن منع عمليات".

ويوضح، "التخوف في إسرائيل من المستقبل في حال ضَعُفَ النظام في الأردن وإسرائيل تخطط للمستقبل، وجاء نظام مختلف فقد تصبح حدود معادية لإسرائيل، أما الآن هناك حدود تحميها إلى حد معين، وهذا التفكير موجود في عمق المؤسسة الإسرائيلية، وأعتقد أنه ليس من المؤكد أن يتم بناء جدار بهذه المساحات الطويلة بسبب التكلفة الهائلة، والآن هناك تكاليف عالية للحرب تؤثر على الاقتصاد الإسرائيلي لنحو 10 سنوات قادمة بمبالغ خيالية تصل إلى ما لا يقل عن ربع تريليون شيكل".

ويردف للجرمق، "كان هناك مقترحات لقيام الجيش الإسرائيلي بدوريات أكثر في مناطق معينة عند الحدود مع الأردن وأجهزة رقابة وكل هذا ممكن، ولكن المشكلة الأساسية كانت عقائدية أكثر منها مشكلة أمنية".

ويشار إلى أن صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية قالت منتصف أيلول/ سبتمبر، إن "الجيش الإسرائيلي بدأ بحفر خندق على الحدود مع الأردن".

ونشرت على موقعها الإلكتروني صورا لآليات كبيرة تابعة للجيش تقوم بأعمال حفر.

وأضافت أنه "عقب مخاوف من تسلل مسلحين على طول الحدود الشرقية مع الأردن، سارع الجيش إلى تنفيذ خطة حفر خندق في منطقة شمال وجنوب وادي عربة".

وفي أيلول/ سبتمبر الماضي، قتل 3 إسرائيليين متأثرين بإصابتهم بجروح خطيرة إثر عملية إطلاق نار نفذها السائق الأردني ماهر جازي، في معبر "اللنبي" (جسر الملك الحسين) الرابط بين الضفة الغربية المحتلة والأردن.

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر