هل ستشهد المنطقة تحولا في مسارات الحرب على غزة ولبنان بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟


  • الخميس 24 أكتوبر ,2024
هل ستشهد المنطقة تحولا في مسارات الحرب على غزة ولبنان بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟
نتنياهو&ترامب&هاريس

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن "إسرائيل في بداية نهاية العملية في غزة" ويأتي ذلك بالتزامن مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة التي ستجري في 5 من نوفمبر/تشرين ثاني المقبل، فما هو مصير الحرب بعد الانتخابات الأمريكية؟

ماذا تعني تصريحات نتنياهو؟

ويقول المحلل السياسي والكاتب أمير مخول، "جُملة نتنياهو غير محدودة بوقت، وإنما مفتوحة تماما كما الحرب التي يقوم بها والمعني بها، ليس هو فقط وإنما هناك إجماع عليها، رسالة إسرائيل كما جاءت على لسان نتنياهو إلى بلينكن هي أن إسرائيل ترى أن الحسم العسكري أولا قبل التفكير في أي حل سياسي، وأن ما يصنع الخارطة الإقليمية الجديدة هو الحل العسكري وهذه القناعة إسرائيلية واسعة وليس فقط لدى الحكومة وإنما تدعمها المعارضة لحد كبير خاصة فيما يتعلق بلبنان إيران".

ويتابع للجرمق، "الجُملة التي قالها نتنياهو تُبقي الأمور كما هي، ربما تخفف الضغط عليه إذا كان هناك ضغط بالأساس، وتعطي له مساحة مناورة أكبر ولا تعني شيئا فلسطينيا لأن ما يحدث فلسطينيا هو الآن ليس نهاية حرب وإنما إبادة شعب، بداية النهاية لا تعني الكثير وإنما تعني أن المسعى هو تطهير عرقي كامل لشمال قطاع غزة من الفلسطينيين وعندها ستكون حلول تتوافق مع الخارطة التي بناها الجيش الإسرائيلي على أرض الواقع، أي منطقة عازلة في شمال غزة، وهذه هي النية".

ويضيف، "ما يخص لبنان، الأمور غير مرتبطة بغزة إلى حد كبير، ليس كما كان سابقا بمفهوم جبهة الإسناد، لأنها باتت حرب وجودية على حزب الله وأيضا باتت الحرب تتجه للمنحى الإقليمي بشكل أوسع مما كانت عليه حتى الآن، وإذا كانت هناك ضربة إسرائيلية لإيران ستتضح الأمور"، متابعا، "جُملة نتنياهو لا توجد فيها أي بشرى وإنما تكثيف لحرب الإبادة على غزة".

الانتخابات الأمريكية

وبدوره يقول المُحاضر في العلوم السياسية د.سليم بريك للجرمق، "لا نعلم ما الذي سيحدث للحرب بعد الانتخابات الأمريكية ولكن هناك عدة عوامل لها علاقة بالأمر، العامل الأول أن إسرائيل تستعد لضربة قوية في إيران، في الوقت السابق لا يعني أن إسرائيل تتماهى في موضوع الضربة ولكن التأخير سببه التدريب والتخطيط لتنفيذ الضربة وعلى ما يبدو ستكون ضربة قوية جدا لإيران كما تقول بعض المصادر".

ويتابع للجرمق، "إسرائيل تأخذ بالحسبان قضية الانتخابات في الولايات المتحدة باتجاهين، الأول أنها لا تستطيع أن تضرب في هذه الفترة الحرجة للبيت الأبيض وإسرائيل لا تستطيع من غير الأمريكان أن تقوم بأي عملية عسكرية".

ويضيف، "وإسرائيل أيضا لا تريد وقف إطلاق النار أو التوصل لصفقة لأنها لا تريد إعطاء أي إنجاز لكامالا هاريس أو إدارة بايدن"

ويقول، "أيضا الحرب في لبنان تتعقد وعدد الجنود والقتلى يعلو طيلة الوقت، كل هذه المركبات تؤدي لزيادة حدة الحرب وزيادة العنف فيها، ولا نرى أي إمكانية لوقف إطلاق النار في الفترة القريبة".

ومن جهته، يقول الكاتب والمحلل السياسي أمير مخول، "الوضع الآن غير مرتبط بالانتخابات الأمريكية وإنما هي خطة استراتيجية، الناخب الأمريكي حسم أمره إلى حد ما لمن سيصوت، لذلك الأمور ليست مرتبطة بالانتخابات بالضرورة، وحتى إن كان هناك تفاقمات إقليمية لن تؤثر على سعر النفط مثلا وتؤدي إلى تغيير نتائج الانتخابات خلال 10 أيام".

ويردف، "الانتخابات الأمريكية كان لها أثر معين في الأشهر السابقة، ولكن حاليا حُسمت الأمور وبات الوضع عشية الانتخابات والمجتمع الأمريكي قرر لمن سيصوت في 5 نوفمبر".

ويتابع للجرمق، "وإذا جاء ترامب ليس بالضرورة أن يكون أفضل لنتنياهو من هاريس، أعتقد لا يوجد رئيس أمريكي أكثر صهيونية من بايدن ولا من وزير خارجيته ولا من المرسل لموضوع لبنان هوكشتاين، لذلك الأمور لا تسير وفقا لفكرة من الأفضل في الولايات المتحدة لإسرائيل، الجمهوريون أو الديموقراطيون، الجهتان أفضل لإسرائيل".

ويقول، "قد يكون هناك نزعة لدى ترامب لوقف الحرب لأنها حرب غير مجدية على غزة وهذا الشعار يريده ترامب أكثر من الذي قاله نتنياهو من بايدن، ’بداية النهاية’، وربما في حال انتُخب ترامب أن يكون هناك نقطة خروج إذا فرض أو سعى لفرض موقفه بوقف الحرب على غزة، ولكن هذا لا يعني أن غزة ستعود كما كانت ولا جغرافية غزة ستعود، ولا التوزيع الالسكاني وحضوره سيعود في غزة كما كان، الغزيون سيتكدسون جنوبا".

ويضيف، "الإدارة الأمريكية إلى حد معين استسلمت لما أوصلت نفسها إليه، وليس لم يكن لديها قدرة، كان لديها كل القدرة، ولكن لم ترد أن تستخدمها".

ماذا لو فاز ترامب في الانتخابات الأمريكية؟

ويقول د.سليم بريك للجرمق، "إذا انتُخب ترامب سيقرر، ولكن المخططات الأمريكية الإسرائيلية أكبر من ترامب وأكبر من قيادة أمريكية أو إسرائيلية، المخطط الأساسي للإسرائيليين والأمريكيين هو هيمنة أمريكية على الشرق الأوسط بواسطة إسرائيل، أي أن إسرائيل هي من يجب أن تسيطر على الشرق الأوسط وبالتالي تحافظ على مصالح الأمريكيين ومن يعارض سواء حزب الله أو حماس أو سوريا يجب ضربها وبقوة".

ويتابع، "باعتقادي هناك اتفاق أمريكي إسرائيلي أوروبي، وإذا أتى ترامب هل سيغير بشكل جذري كل السياسة في المنطقة أو سيفضل الاستمرار، رأينا في المرة السابقة قام ترامب بالأمرين من ناحية الاستمرار بالسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط التي تتعلق بدعم إسرائيل ومعاداة كل القوى التي تقف ضد إسرائيل، ولكن هناك أنظمة عربية موالية لإسرائيل وموالية للمخطط الأمريكي والإسرائيلي مثل دول الخليج مثلا، ولكن من ناحية ثانية كان يعمل على

ويضيف، "ترامب مفاجئ بتصرفاته ولا نستطيع أن نفهم ماذا يريد ولكن في نهاية المطاف هو سيضغط أكثر على الدول العربية للضغط على حزب الله للقبول بشروط إسرائيل وإنهاء الحرب ولكنه حاليا سعيد بنية إسرائيل ضرب إيران وهو يطالب بضرب المفاعلات النووية الإيرانية مع أن هذا لن يحدث إلا لعملية مكثفة إسرائيلية أمريكية وليس عن طريق إسرائيل وحدها".

ويوضح أن، "الحرب مستمرة لأن هناك مخطط إسرائيلي أمريكي كبير يتعلق بكل المنطقة، حتى 7 أكتوبر بدأ على ما يبدو لمحاولة إفشال المخطط الأمريكي، في سبتمبر 2023 عندما كان نتنياهو في الأمم المتحدة رفع خارطة لا يوجد فيها فلسطينيين بين البحر والنهر وتطبيع فوري مع السعودية وتنفيذ كل السياسة الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة وفجأة حدث 7 أكتوبر وهذا أعتقد حسب رأيي سبب الغضب الأمريكي على حماس وحزب الله، فهم يفشلون مخطط الهيمنة الإسرائيلية في المنطقة، ولذلك نرى أن الأمريكيين بدلا من محاولة وقف إطلاق النار هم يمنعون ذلك بكل الطرق والأساليب".

هل يُعطي نتنياهو ترامب إنجازا عبر القبول بصفقة؟

ومن جهته، يقول المحلل السياسي أمير مخول، "هذه الفرضية بحاجة للنقاش، قد يكون نتنياهو معني في قرارة نفسه أن يبقى بايدن لأن سياسة الحزب الديموقراطي قد تكون أسهل له لأنها ترى أولوية في بقاء الحرب إقليميا مع أوكرانيا أو بالتنافس الدولي، وهذه ترامب يختلف بها كثيرا عن الإدارة الديموقراطية، إضافة إلى أن الإدارة الديموقراطية أضعف ولا تستطيع أن تفرض على إسرائيل شيئا، ترامب يستطيع أن يفرض وهو يدعم الضم من ناحية ثانية"

ويتابع للجرمق، "نتنياهو يريد ترامب للضفة الغربية أكثر منه إلى غزة، يريده أن يدعم مشروع الضم، واليمين الإسرائيلي يريده ليدعم مشروع الحسم والاستيطان وتقويض فكرة الدولة الفلسطينية، وهذه ترامب مفيد فيها أكثر من الديموقراطيين".

ويختم، "الجمهور الذي يصوت لليمين في إسرائيل، أي لأحزاب الحكومة الحالية يدعم ترامب بشكل مطلق وكل الاستطلاعات تبين ذلك".

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر