انتخاب أمين عام جديد للحزب في لبنان..كيف ستتعامل "إسرائيل" مع هذا الأمر سياسيًا وعسكريًا؟

أعلن حزب الله أمس الثلاثاء عن انتخاب الشيخ نعيم قاسم أمينا عاما للحزب خلفا للأمين العام السابق حسن نصرالله، حيث قال الحزب في بيان له، "انطلاقًا من الإيمان بالله تعالى، والالتزام بالإسلام المحمدي الأصيل، وتمسُّكًا بمبادئ حزب الله وأهدافه، وعملا بالآلية المعتمدة لانتخاب الأمين العام، توافقت شورى حزب الله على انتخاب سماحة الشيخ نعيم قاسم أمينًا عامًّا لحزب الله، حاملا للراية المباركة في هذه المسيرة، سائلين المولى عز وجلّ تسديده في هذه المهمة الجليلة في قيادة حزب الله ومقاومته الإسلامية".
وهدد وزير الجيش الإسرائيلي الأمين العام الجديد لحزب الله نعيم قاسم بعد فترة وجيزة من الإعلان عن انتخابه عبر نشر تغريديتين باللغتين الإنجليزية والعبرية جاء فيهما، "التعيين: مؤقت..العد التنازلي بدأ"، فهل حزب الله على موعد مع اغتيالات جديدة؟
ويقول الباحث والمحلل السياسي صالح لطفي، "من الممكن أن يجدد الاحتلال الإسرائيلي اغتيال القيادات في حزب الله، أو لقادة المقاومة في حماس وهذا ليس ببعيد جدا، ولكن السؤال كيف سيتعامل حزب الله أو حماس مع هذا الأمر".
ويتابع للجرمق، "اختيار أمين عام كان نائبا لسنوات طويلة جدا شيء مهم جدا في هذه المرحلة، أولا لأنه مستوعب تاريخيا لسيرة الحزب و صيرورته، وثانيا يفهم الخلاف السياسي العام على المستوى الإقليمي وعلى مستوى لبنان في الداخل وعلى مستوى العلاقة مع المقاومة وكذلك في سياق المواجهة التي استمرت لعقود مع إسرائيل".
ويضيف، "اختيار نعيم قاسم طبيعي جدا ويتساوق مع القصف الذي يقوم به حزب الله في الشمال، ولكن هناك سؤالين مهمين يجب الاجابة عليهم خاصة أنه بعد الاختيار مباشرة وردت أخبار تتحدث عن أن الفعل السياسي يقوم به رئيس مجلس النواب اللبناني بالتالي واضح جدا أن الحزب يقوم بتقسيم أدوار هناك من يقوم بالنقاش السياسي تحت إشراف الحزب وهي حركة أمل وقائدها نبيه بري، وهناك من يقوم بالقيادة العسكرية وهو نعيم قاسم وهو رئيس الحزب والأجهزة التي تتبع الحزب".
ويردف لطفي للجرمق، "السؤال كيف سيتم استثمار الفعل العسكري للحزب للصالح السياسي، خاصة حول ما سمعناه ليلة يشأن الشروط التي وضعتها إسرائيل للموافقة على وقف إطلاق النار في الشمال مرهونا بخمسة عوامل وهي الابتعاد لما بعد الليطاني ومنع تجديد سلاح حزب الله ومضاعفة القوة العسكرية الدولية وحصار أمريكي بحري على لبنان لمنع دخول الأسلحة لحزب الله والسماح لدخول إسرائيل متى تريد إذا رأت أن هناك خطر يهدد أمن الشمال".
ويقول للجرمق، "هذه الشروط الخمس متوقع أن يكون هناك إجابة عليها ومن المفترض أن يرد نبيه بري بكونه المفاوض سياسيا يعبر فيه عن وجه حزب الله والإجابة عن السؤال هي التي تحدد وجه المنطقة هل سيتم وقف إطلاق النار في لبنان أم سيدخل عام 2025 بحرب ".
الشيخ نعيم قاسم
ما دلالات الإعلان عن الأمين العام الجديد في هذه المرحلة؟
ويقول صالح لطفي للجرمق، "باعتقادي الأسباب المهمة والجوهرية تعود إلى أن قاسم من مؤسسي الحزب ويعرف كل صغيرة وكبيرة على مدار العقود السابق على المستوى الداخلي والخارجي للحزب نفسه".
ويتابع، "الاختيار جوهرية وبدليل أن قاسم سيبني بناء جديدا وأن الحزب ماض في سياسته التي كان عليها تجاه الاحتلال والمنطقة، وهذا الرجل بحكم سنه وجيله فهو كبير في السن الآن وبحكم الخبرة فهو سيعمل على توريث الجيل القادم في حزب الله الخبرة على المستوى السياسي والعسكري".
ومن جهته يقول الكاتب والمحلل السياسي فايز عباس، "تهديد غالات لنعيم قاسم أنه لن يبقى في المنصب وأيامه معدودة رسالة إلى الشيخ أنه هدف للاغتيال الآن من قبل إسرائيل والتي ستحاول اغتياله ليس لأن الاغتيال سيكون له تأثير على حزب الله بشكل عام، فقبله تم اغتيال السيد حسن نصرالله ولكن هذا أثر على الحزب فقط 48 ساعة ولكن تمكن بعدها من لململة أوراقه وعاد القصف ضد إسرائيل".
ويتابع للجرمق، "هذا ربما ما سيحدث مع الشيخ نعيم قاسم لأن مثل هذه الاغتيالات لن تضع حدا لوجود حزب الله في لبنان ولن يتوقف الحزب عن مواصلة حربه مع إسرائيل لكن في إسرائيل على قناعة أنهم إذا قتلوا الرأس ربما يقضون على باقي الجسد ولكن هذا فشل في كل اغتيالات إسرائيل منذ أن تأسست الثورة الفلسطينية حتى اليوم حيث قامت إسرائيل باغتيال قيادة الشعب الفلسطيني وهذا لم يقض على القضية الفلسطينية لأن لكل شخص بديل".
ويضيف للجرمق، "أن يتحدث وزير الأمن بهذا الشكل هي رسالة واضحة أن الشيخ نعيم قاسم الآن هدف للاغتيال من قبل إسرائيل ولكن هم يعرفون الكثير عن نعيم قاسم الذي كان من مؤسسي حزب الله منذ عام 1982 وكان نائبا للسيد حسن نصرالله ولكن لم يبرز على المستويين الإعلامي والسياسي كما كان سماحة السيد حسن نصرالله لكن عمليا هو يريد أن يدير حزب الله الآن كما يجب".
ويقول للجرمق، "السؤال كيف ستتعامل إسرائيل مع الشيخ قاسم، باعتقادي عملية الاغتيال واردة جدا ولكن إذا استطاع أن يلملم حزب الله أوراقه بشكل جدي وهو عاد عمليا للقصف ولكن ربما يعود بأكثر قوة وقصف أكثر كثافة بأن تصل الصواريخ إلى تل أبيب وما بعدها".
ويردف، "باعتقادي ستواجه إسرائيل مشكلة مع الشيخ نعيم قاسم وليس فقط كما كان مع نصرالله وصفي الدين".
ويختم، "الحزب اختار أن يعلن عن أمينه العام لأنه يجب أن تكون هناك شخصية من حزب الله تدير الحزب ولكن هناك من يقول إن نعيم قاسم سيدير الحزب شكليا وهناك شخصية لم يُفصح عنها ستتولى الأمانة العامة بسبب التهديدات الاسرائيلية بالاغتيال".