هل يمكن أن نشهد اتفاقًا لوقف الحرب مع لبنان دون قطاع غزة؟
تقارير

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية مؤخرًا عن اتفاق أمريكي إسرائيلي يقضي بوقف إطلاق النار على لبنان، والبقاء على الطيران الاستخباراتي الإسرائيلي في الأجواء اللبنانية، ويعطي إسرائيل الحق بالهجوم على لبنان في أي لحظة تشعر بتهديد أمني، الأمر الذي اعتبره محللون سياسيون احتلال للأراضي اللبنانية.
ويقول الخبير بالشأن السياسي فايز عباس في حديثٍ خاص مع الجرمق: "الشروط الاسرائيلية التي أرسلت للبنان تهدف لإفشال المحاولة لوقف إطلاق النار من قبل إسرائيل، لأن الشروط التي وضعتها إسرائيل بالشراكة مع الإدارة الأمريكية الحالية هي تقول إسرائيل تريد احتلال لبنان".
ويتابع، "تلك الشروط، لا يمكن حتى للمعارضين لحزب الله أمثال جعجع وغيره من السياسيين لا يمكن أن يقبلوا بالشروط التي وضعتها حكومة إسرائيل وهذه الشروط هي احتلال لبنان وليست إطلاق النار".
ويردف، "الجانب للبناني رفض هذه المبادرة بالكامل على الرغم من الأوضاع الصعبة في لبنان، لنعود قليلاً عندما طرح بايدن المبادرة الاسرائيلية لوقف إطلاق النار وإعادة المحتجزين تراجع نتنياهو عن اقتراحه ووضع شروط جديدة لا يمكن لأحد القبول فيها لذلك فشلت المفاوضات يعني عمليًا بنيامين نتنياهو يريد مواصلة هذه الحرب على لبنان كما هو الوضع في قطاع غزة".
ويضيف، "لكن السؤال هنا كيف سيكون الوضع اللبناني الداخلي يعني إذا كان الرد اللبناني الرسمي رفض هذه المبادرة بسبب الشروط الإسرائيلية يعني هناك إجماع كامل على رفض هذه المبادرة".
شراكة أمريكية إسرائيلية..
ويردف عباس في حديثه مع الجرمق، "هذا جزء من اللعبة القذرة بين الإدارة الأمريكية وإسرائيل بكل ما يتعلق بالحرب على لبنان وغزة، أمريكا لا يمكن أن تكون وسيط بهذه الحرب بين لبنان وإسرائيل لأن الولايات المتحدة هي شريكة لإسرائيل".
ويقول: "بالمناسبة من وضع هذه الشروط للاتفاق على وقف إطلاق النار هي الإدارة الأمريكية، إسرائيل وضعت شروطها ووافقت على المبادرة الأمريكية وزاد نتنياهو من شروطه على هذه المبادرة، عندما تقول الولايات المتحدة أنه يحق لإسرائيل مواصلة الطيران الاستخباراتي في الأجواء اللبنانية هذا يعني احتلال".
ماذا يعني الاتفاق؟
ويضيف، "إذا ما شعرت إسرائيل أنه سيتم في مكان ما في كل لبنان أمر يهدد أمن إسرائيل حتى لو كان في شمال لبنان وليس الجنوب يحق لإسرائيل القيام بأعمال عسكرية وفي كل مكان في لبنان وهذا باعتقادي لا يمكن لأي دولة تحترم نفسها أن تقبل بمثل هذه الشروط".
ويتابع، "إسرائيل تريد احتلال لبنان بشكل رسمي وبشرعية دولية وموافقة لبنانية على احتلال إسرائيل لأراضيها".
هل سنشهد اتفاق مع لبنان دون غزة؟
ويتابع، "باعتقادي لن يتم إبرام صفقة تتعلق بلبنان بمعزل عن غزة، كما قال الأمين العام الجديد لحزب الله، نعيم قاسم بأن وقف إطلاق النار سيتم بعد وقفها في قطاع غزة، حزب الله لن يتخلى رغم الخسائر الكبيرة والمؤلمة من اغتيال القيادة السياسية الأولى والعسكرية إلا أنه لا يزال يتمسك بالموقف الداعم لقطاع غزة".
ويقول: "لبنان رفض الشروط الإسرائيلية، إسرائيل تعتقد أنه كان بإمكانها فرض شروطها على كل الشرق الأوسط، ونتنياهو قال إنه سيغير الشرق الأوسط ،هو حاول تغيير قطاع غزة وقرى جنوب لبنان لكنه لن ينجح بذلك باعتقادي بأن الأشهر القادمة ستثبت للدول العربية التي تقف موقف الحياد والوسيط سيصلون إلى قناعة بأن إسرائيل هو ليس دفاع عن النفس وإنما هي تريد السيطرة بشكل كامل على الشرق الأوسط".
وأضافت القناة، "بحسب التقرير، فقد وصل مسؤولون كبار من الولايات المتحدة إلى إسرائيل في الأيام الأخيرة من أجل مناقشة مسودة اتفاق لإنهاء الحرب في لبنان، حيث تم الاتفاق على أنه سيكون لإسرائيل خيار مهاجمة لبنان لمدة شهرين، من تاريخ توقيع الاتفاق، رداً على تهديدات وشيكة".
وأردفت، "بالإضافة إلى ذلك، سيتم نشر قوات الجيش اللبناني في جنوب البلاد للمساعدة في تفكيك البنية التحتية العسكرية المرتبطة بحزب الله وغيره من الميليشيات غير الحكومية. وهناك بند آخر يسمح لإسرائيل بتحليق طائرات فوق لبنان لأغراض المراقبة طالما أن الطائرة لا تخترق حاجز الصوت وغير مرئية بالعين المجردة، ويمكن لإسرائيل أيضًا أن تنفذ غارات جوية على لبنان ردًا على التهديدات الوشيكة أو الناشئة".
وتابعت، "تزعم صحيفة وول ستريت جورنال أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تسعى إلى التوصل إلى اتفاق في لبنان على أساس أن الجيش الإسرائيلي يقترب من تحقيق معظم الأهداف المحددة للحرب، وزعم أحد المطلعين على التفاصيل أن المقربين من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يقولون إن الصفقة لن تنفذ قبل الانتخابات الأمريكية".
وقالت القناة 14: "لم يقبل حزب الله ولا الحكومة اللبنانية هذا الاقتراح، الذي يقولون إنه يمنح إسرائيل مساحة كبيرة من الحرية لمواصلة الهجوم عبر الحدود، وقال مسؤولون في لبنان للصحيفة إنهم لا يريدون إلغاء الاتفاق علناً لأن الوثيقة تتيح مجالاً لمزيد من المفاوضات التي قد تؤدي في نهاية المطاف إلى إنهاء الحرب".