رد إيراني مرتقب على "إسرائيل"..هل يحدث؟ وما طبيعته وتوقيته؟


  • الأحد 3 نوفمبر ,2024
رد إيراني مرتقب على "إسرائيل"..هل يحدث؟ وما طبيعته وتوقيته؟
توضيحية

قال المرشد الأعلى الإيراني إن "إسرائيل" والولايات المتحدة الأمريكية سيتلقيان ردا قاصما على ما قاما به ضد الشعب الإيراني وجبهة المقاومة عبر تغريدة له نشرها باللغة العبرية يوم أمس.

 ويأتي ذلك في ظل الحديث عن رد إيراني على استهداف إسرائيل لمواقع عسكرية إيرانية قبل نحو أسبوعين، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي في 26 أكتوبر 2024 عن "انتهاء هجوم دقيق نفذه، ضد مواقع عسكرية إيرانية في عدة مناطق، ردا على سلسلة من الهجمات التي شنتها إيران ضد إسرائيل خلال الأشهر الأخيرة".

وقال بيان للجيش في حينه إن "الغارات الجوية، التي تم تنفيذها بناء على توجيه استخباري، شملت مواقع إنتاج صواريخ إيرانية كانت قد أُطلقت نحو إسرائيل خلال العام الماضي، حيث شكلت هذه الصواريخ تهديدا مباشرا على أمن مواطني إسرائيل"، وفق البيان.

هل ترد إيران على "إسرائيل"؟

ويقول الكاتب والمحلل السياسي أمير مخول إنه، "ليس بالضرورة أن يكون رد إيراني وليس مؤكدا أن يكون وليس مؤكدا أن إيران معنية برد، من الممكن أن لديها أولويات أخرى للتفاهم مع الولايات المتحدة الأمريكية حول لبنان وبشأن المنطقة، وهذا قد يكون رد أهم، وقد يكون رد إيراني بمفهوم صناعتها الصاروخية وتطوير قدراتها وحتى النووية إن كانت في ضايقة"

ويتابع للجرمق، "فكرة أنه سيكون هناك رد إيراني وخلال أسبوع، هذا أكثر يبدو إسرائيلي أمريكيا أكثر منه إيرانيا، حتى لو استمعنا بالأمس لتصريحات المرشد العام ولكن كل المعطيات تؤكد أن إسرائيل هي المعنية بهجوم من هذا النوع لأنه وفقًا للتقديرات العسكرية الإسرائيلية والسياسية والاستراتيجية والأمريكية أيضا أن إسرائيل استهدفت في ضربتها الأخيرة الدفاعات الجوية الإيرانية وتبجحوا الناطق العسكري ونتنياهو وغالانت أن المجال الإيراني أصبح متاحا للسلاح الجوي الإسرائيلي".

ويقول، "إن كانت فعلا إسرائيل قد قضت على الدفاعات الجوية الإيرانية عمليا لن تقوم إيران بالهجوم على إسرائيل حتى تتلقى ضربة إضافية، لذلك إما التقديرات الإسرائيلية كانت كاذبة أو مضللة أو أن الهدف الآن من الحديث عن ضربة إيرانية هو أيضا مضلل لتوجيه ضربة، لأن إسرائيل بما فيها رئيس المعارضة دعوا إلى توجيه ضربة أقوى بكثير لإيران في حينه ونتنياهو أكد أن الضربة الأخيرة ليست نهاية المطاف"

ويضيف، "لذلك أعتقد أن التوجه الإسرائيلي يتعامل أنه سيكون هناك رد إيراني وأن إسرائيل ستدافع ولكن التوجه الإسرائيلي عدواني بأقصى حد بغطاء أمريكي استراتيجي تهدد المنطقة والعالم أنه قد يدخل لاعبون آخرون كروسيا التي من المزمع أن تعقد اتفاق دفاع استراتيجي مع إيران، وهذا يبدو أيضا استباق، وقد تكون هناك ضربة إسرائيلية أمريكية استباقية لهذه الإمكانية، لذلك إيران ليست بصدد تصعيد مع أمريكيا وإسرائيل".

ويردف، "أما إسرائيل بقيادة نتنياهو معنية بالتصعيد وبصدد التصعيد مع إيران وكل الديباجات الأخرى أعتقد تصب في هذه الخانة، وإسرائيل قد تدعي أن إيران وجه لها ضربات من العراق أو اليمن وتستعملها لشن عدوان أو ضربة للمنشآت النفطية والنووية ولكن هذا أولا ليس بالضرورة أن إسرائيل قادرة على كل ذلك ويؤكد أكثر على النوايا الإسرائيلية أكثر منه على النوايا الإيرانية".

كيف يمكن تفسير التصريحات الإيرانية بشأن الرد؟

ويقول أمير مخول للجرمق، "هناك تصريحات للاستهلاك السياسي وهناك تصريحات من أجل المفاوضات وكل هذا ممكن ولكن هذا تصعيد كلامي ولا يعني تصعيد عسكري إيراني حاليا، التصعيد الإيراني لم يحدد موعد ولم يصدر أوامر، وحتى إن حدث ذلك لا يكون على الملأ، وكل التقديرات أن الرد الإيراني سيكون خلال أسبوع غير صحيح، فقد مر أسبوع على الاستهداف الإسرائيلي ولم تأت الضربة"

ويتابع، "هناك تقديرات استخباراتية أنه قد تكون الانتخابات الأمريكية تاريخ حاسم ولكنها ليست تاريخ حاسم أو مقدس لأي أحد ولا للأمريكيين أنفسهم، ولكن يبدو أن التوجه الأمريكي بعد الانتخابات سيكون أكثر تصعيدا في المنطقة إذا أحضروا الطائرات B-52، هذه الطائرات هي الذروة في القدرات اليوم، لذلك الأمور تبدو أكثر تعقيدا من إعلان المرشد، فهذه مصالح دولة عظمى إقليميا تتحدد وفقا لعدة مستويات وليست لقرار المرشد العام وحده، كما الرئيس الأمريكي وليس نتنياهو ولا يقرر لوحده في نهاية المطاف حتى لو كان لديه القدرة".

ويوضح أن، "التصريحات الإيرانية هي بالأساس دفاعية أكثر منها هجومية لأن إيران استراتيجيا لا تريد الحرب مع إسرائيل، ولكن إسرائيل بقيادة نتنياهو الذي هو صاحب القول الفصل يريد الحرب مع إيران يريد تنفيذ مشاريع وهناك تفاهمات أمريكية إسرائيلية كما يبدو لإعادة ترتيب المنطقة ولكن هذا لا يعني أن هناك قدرات بتنفيذ ذلك".

ويقول، "أعتقد أن الاتفاقيات الأبراهيمية تراجعت مثلا وفكرة إقامة حلف عسكري مع إسرائيل ودول الخليج لم يعد له أثر، وفكرة دق الأسافين بين إيران ودول الخليج والسعودية لم تنجح ولذلك لا يعني أن إسرائيل تستطيع على كل شيء، أعتقد أن إيران لديها استراتيجية واضحة ولكن إسرائيل لا تملك استراتيجية واضحة إلا إذا كان مفهوم الضبابية الموجودة اليوم أن تقوم عمليا بتغيير وجه الشرق الأوسط وهذا أكبر من قدرة إسرائيل، فهي لا تستطيع أن تعيد المحتجزين في غزة، ورغم القوة العسكرية الهائلة التي تملكها، بدون استراتيجية محددة لا تؤثر كثيرا في نهاية المطاف، فهي تفتك بالفلسطينيين واللبنانيين والعرب لكنها لا تأت بنتائج"

ويضيف، "إيران لديها استراتيجية أوضح فهي تحافظ على النظام والحفاظ على إيران كدولة متماسكة وتطويرها لتكون دولة عظمى إقليميا ذات أثر دولي ومحمية بالقدرة على إنتاج سلاح نووي ومحمية بالقدرة الصاروخية المتطورة جدا كما أثبتت في الأول من أكتوبر بالغارة على إسرائيل".

دعوات لتوجيه ضربة ثانية لإيران

ويختم مخول للجرمق، "المعارضة الإسرائيلية أكثر عدوانية من الحكومة بمفاهيم معينة، لابيد أعاب على نتنياهو أن الضربة كانت خفيفة نسبيا وليبرمان أراد أن يقصف المنشآت النووية، وله تاريخه بالتصريحات، فهو أراد أن يدمر السد العالي المصري لذلك فهو يتبجح، حين كان وزيرا للأمن لم يقم بكل ذلك، هذه تصريحات استهلاكية من المعارضة يستغلها نتنياهو ويلعب بها لإضعاف المعارضة ولكنها لا تعني الكثير أن ليبرمان يطالب بذلك، ليبرمان من أقصى اليمين وصاحب نظريات التطهير العرقي وله بموضوع الترانسفير باع طويل فقد كان من أوائل الداعين له، هو يسمى معارضة لكنه قد يكون على يمين الليكود".

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر