بعد وقف إطلاق النار في لبنان..كيف سيكون المشهد في قطاع غزة؟

دخل وقف إطلا


  • الأربعاء 27 نوفمبر ,2024
بعد وقف إطلاق النار في لبنان..كيف سيكون المشهد في قطاع غزة؟
قطاع غزة

دخل وقف إطلاق النار بين "إسرائيل" ولبنان حيز التنفيذ، بعد عدوان إسرائيلي استمر لأكثر من عام على خلفية دخول حزب الله كجبهة إسناد لقطاع غزة، في الوقت الذي تتعثر في مفاوضات التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإبرام صفقة.

وصادق المجلس الوزاري الأمني السياسي الإسرائيلي (الكابينت) خلال اجتماع له على اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، ليعلن الرئيس الأمريكي فيما بعد عن التوصل للاتفاق.

وأعلنت باريس وواشنطن في بيان مشترك، أنهما ستعملان "مع إسرائيل ولبنان على التأكد من التطبيق الكامل" لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان. 

ما المشهد في قطاع غزة بعد اتفاق لبنان؟

ويقول المحلل السياسي والباحث جمال زحالقة، "إسرائيل ستواصل حربها على قطاع غزة، عمليا ما يقوله الإسرائيليون هو أن الاتفاق مع لبنان على وقف لإطلاق النار يجعل إسرائيل أكثر قدرة على التفرغ لإتمام ما يسمونه المهمة في غزة، ولكن هناك من يريد وقف لإطلاق النار في غزة وهناك من يريد إبرام صفقة تبادل ولكن القرار فقط بيد الحكومة الإسرائيلية التي تواصل حربها".

ويتابع للجرمق، "أعتقد أن الحكومة الإسرائيلية ستواصل الحرب على قطاع غزة حتى تجد بديل ترضى عنه لإدارة القطاع، وهذا البديل بعيد جدا في هذه المرحلة لأن إسرائيل ترى أنه لا يمكن أن يستلم أحد قطاع غزة ما دام هناك قدرات عسكرية لحماس تمنع دخول أي طرف سواء عربي أو دولي أو فلسطيني لقطاع غزة، لهذا السبب ستواصل إسرائيل حربها في غزة ربما لأشهر طويلة أو لسنوات".

وبدوره، يقول المُحاضر في العلوم السياسية د.سليم بريك للجرمق، "المشهد في قطاع غزة استمرار للحرب إن لم يكن حتى تصعيد، لأن السبب أن اليمين المتطرف في إسرائيل وافق على وقف إطلاق النار في لبنان هو لتحويل قوة الجيش لقطاع غزة واستكمال السيطرة على غزة وخصوصا على المنطقة الشمالية للقطاع، وهناك مخططات للاستيطان، وقسم سيعود للضفقة الغربية ولتكريس الاحتلال في الضفة والقطاع".

هل سيشهد قطاع غزة تكثيف للقصف الإسرائيلي؟"

ويقول زحالقة للجرمق، "إسرائيل تبني حربا طويلة، الحرب الحالية في غزة هي حرب طويلة الأمد وليس حرب خاطفة، وإنما إسرائيل تقوم بملاحقة المحاربين الفلسطينيين في كل بيت وحي، وهذه مسألة تستغرق وقتا طويلا ولا يوجد مواقع يمكن لإسرائيل أن تقوم بها بعمليات خاطفة وقوية لتحقق إنجازات، هي تقوم بالعملية خطوة فخطوة، وما دامت لديها وقت والمجتمع الدولي لا يضع لها حد والولايات المتحدة داعمة لها بشكل عام، باعتقادي ستستمر بحربها"

ويتابع، "السؤال الذي يطرح نفسه ماذا سيكون الوضع حين يأتي ترامب، وهذا الوضع ليس واضحا الآن، لأن هناك سيناريوهات إسرائيلية كثيرة بأنه سيكون هناك احتلال إسرائيلي لغزة، أو لشمال القطاع، لمدة طويلة وربما استيطان، الأمور مفتوحة مع حكومة ترامب، هناك أمور تعارضها إدارة بايدن ولكن ليس من الضرورة أن تعارضها إدارة ترامب، فالمرحلة القريبة بالنسبة لنتنياهو هو تخطي مرحلة بايدن وعندها التوصل لتفاهمات مع ترامب، ما سيجري في هذه المرحلة بعد عودة ترامب، ستكون الأمور بالاتفاق بين نتنياهو وترامب لأن هناك تفاهم بينهما، وإذا وافقت إسرائيل على وقف إطلاق النار في غزة فسيكون الثمن باهظ وربما تدعم الولايات المتحدة ضم مناطق في الضفة الغربية مقابل التوصل لاتفاق في غزة، هذه صفقة ممكنة، ترامب يحب الصفقات ويعتقد أن الحياة مجموعة من الصفقات".

هل الاتفاق في لبنان سيزيد الضغط الدولي لاتفاق في غزة؟

ويقول زحالقة للجرمق، "إسرائيل تنتظر ترامب ولا تكيل أي وزن لأي ضغط دولي سوى لترامب، والأخير لا أعتقد أنه سيضغط على إسرائيل، وسيتوصل لتفاهمات فقط".

ومن جهته، يقول د.بريك، "لا يوجد ضغط دولي على إسرائيل بما يتعلق بغزة، فبالنسبة للوضع في لبنان، تدخلت فيه فرنسا وضغطت على الولايات المتحدة وتوصلوا فعلا لوقف إطلاق النار، وبالتالي لو كان الأمريكان يريدون لضغطوا لوقف إطلاق النار في غزة ولكن على ما يبدو هذا لم يحدث".

ويردف للجرمق، "بايدن بالأمس لم يأت بشيء جديد، والشيء اللافت الوحيد الذي تحدث عنه بادين هو ذكر مصر وقطر وتركيا، هذه هي المرة الأولى التي تُذكر فيها تركيا كوسيط مع أن تركيا موقفها متشدد جدا ضد إسرائيل، وقطر لا تريد الاستمرار بالوساطة ولذلك هذا التصريح من بايدن يستحق الاهتمام ماذا وراء هذا التصريح هل هناك شيء حقيقي، أم مجرد تصريح لكي يذكر قطاع غزة".

لماذا يحدث اتفاق في لبنان ولا يحدث في غزة؟

ويقول الباحث جمال زحالقة، "صدمة السابع من أكتوبر كانت في غزة، وإسرائيل ونتنياهو وعد بالقضاء على قدرات حماس ولكنه لم يعِد بالقضاء على قدرات حزب الله، إسرائيل لا ترى ولا تعرف ما الذي سيحدث في غزة في حال وافقت على اتفاق وانسحب الجيش من القطاع، هل ستحكم حماس في غزة، هذا تعتبره إسرائيل فشلا وهزيمة"

ويردف للجرمق، "إسرائيل تعتقد أنه لا يمكن إقامة حكم بديل لحماس في غزة، وبالتالي تتجه لتثبيت الاحتلال الإسرائيلي لغزة لمدة طويلة".

وبدوره، يقول د.سليم بريك، "إسرائيل تريد أن يكون كل الزخم في قطاع غزة ثم في الضفة الغربية فيما بعد ولكن في لبنان، إسرائيل تدرك أنها لا تستطيع أن تبقى في الأراضي اللبنانية ولم تتقدم كثيرا في لبنان من ناحية القدرات البرية، قدرات إسرائيل أمام حزب الله غير كافية، ولكن غزة بشكل عام، هناك مطالب حقيقية في الحكومة الإسرائيلية للاستيطان في قطاع غزة وهذا الأمر يختلف جدا عن لبنان".

ويضيف للجرمق، "إسرائيل تريد عمليا إضعاف قدرة إيران على قصف إسرائيل، إيران هددت أنها سترد على إسرائيل، الآن بعدما وافق حزب الله على الاتفاق، إيران لا يمكن بعد اليوم أن تبني على مساعدات من حزب الله في حال دخلت بعملية عسكرية مع إسرائيل، وهذا واحد من الأسباب التي دفعت إسرائيل للتوصل لاتفاق مع حزب الله".

ويختم، "أتوقع أن يكون هناك تصعيد في غزة، نحن نرى مخططات الحكومة الإسرائيلية وهي واضحة وعلنية، لم نسمع من بايدن أي شيء ضد الاستيطان في غزة ولذلك سيكون ارتفاع في حدة العمل العسكري في غزة، نتنياهو قال في خطابه إن حماس ستبقى وحدها وستدرك أنها وحدها وستخضع للشروط الإسرائيلية، ولذلك أعتقد أنه سيكون ضغط أكبر على حماس بهذا الاتجاه".

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر