ما التوقعات بشأن المرحلة التي تلي انتهاء الهدنة بين إسرائيل ولبنان؟
الجبهة الشمالية

دخلت الهدنة التي تقضي بوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل حيز التنفيذ في الـ 27 من نوفمبر الماضي، والتي ستسمر لـ 60 يومًا منذ ذلك التاريخ، حيث يؤكد محللون سياسيون على أن المرحلة القادمة بعد انتهاء مدة الهدنة مبهمة، ومعالمها غير واضحة حتى الآن.
ما المتوقع؟
ويقول الخبير في الشأن السياسي فايز عباس في حديثٍ خاص مع الجرمق: "الصورة غير واضحة في هذه المرحلة من وقف إطلاق النار، وهذة الفترة الزمنية غاية في الخطورة لأن لإسرائيل أطماع في جنوب لبنان، خاصة وأن هناك مطالبة من سكان شمال إسرائيل بعدم السماح بعودة سكان القرى الحدودية اللبنانية، وهذا المطلب مرفوض لبنانيًا".
ويتابع عباس، "المفاوضات حول تطبيق قرار الأمم المتحدة 1701 وبموجبه يجب انسحاب حزب الله إلى ما بعد الليطاني، وأن تتم سيطرة الجيش اللبناني على المنطقة".
ويضيف، "إسرائيل ما زالت تحتل مناطق واسعة في الجنوب اللبناني، ومن المتوقع ألا تنسحب إسرائيل إلا في حال دخول الجيش اللبناني ومنع إدخال السلاح الثقيل إلى المنطقة".
ويردف، "إسرائيل بعد توجيه ضربات قاسية لحزب الله وانهيار سلطة الرئيس السوري بشار الأسد وطرد أو انسحاب إيران من سوريا أضعفت حزب الله الذي سيخضع لقرارات الحكومة اللبنانية ويفقد سلطته على الجنوب اللبناني بالكامل".
هل سيستأنف تبادل القصف؟
ويقول عباس لـ الجرمق: "لا اعتقد أن حزب الله سيواصل قصف إسرائيل في ظل الظروف الصعبة التي يعاني منها، وفي ظل عدم وصول الإمدادات من السلاح من إيران بعد الانقلاب في سوريا ومواصلة إسرائيل منع الطيران الإيراني من الوصول إلى بيروت".
هل هناك احتمال لتمديد الهدنة؟
ويشير فايز عباس إلى أن احتمال تمديد الهدنة التي تقضي يوقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، أمر وارد، وليس بعيد.
ويضيف، "إمكانية تمديد وقف إطلاق واردة على الأقل حتى وصول الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب إلى البيت الأبيض".
في ظل الهدنة.. ماذا سيحل بالبلدات الشمالية؟
من جهته، يقول الخبير بالشأن السياسي أليف صباغ في حديثٍ خاص مع الجرمق: "لن يعود سكان المستوطنات الشمالية إلى حياتهم الطبيعية لا في ظل الهدنة ولا بعدها، جزء كبير منهم، خاصة غير المرتبطين بمشروع اقتصادي زراعي، اشتروا بيوتًا أو شققًا جديدة في أماكن اخرى بعيدة عن الحدود ليستقروا بها، وهؤلاء لن يعودوا".
ويتابع، "عدة أسباب تحول دون عودة هؤلاء المستوطنين إلى منازلهم، أولها أن المعتدي خائف بطبيعته، وهم يدركون ذلك، ثانيًا، يعلمون أن حزب الله لن ينتهي، لا في جنوب لبنان ولا في شماله، لذلك لن يهدأ لهم بال ولن يأمنوا على حياتهم لو قام حزب الله في المستقبل بعملية كان قد خطط لها، وهي أشبه بعملية السابع من أكتوبر وربما أكبر وأخطر منها".
ويضيف، "اعتاد سكان المستوطنات الشمالية على أن تقدم لهم الحكومات امتيازات اقتصادية كبيرة بهدف بقائهم على الحدود، الآن هناك حديث يدور بين سكان الشمال بشكل عام، يشكك بأن تستمر الحكومات القادمة بتقديم الدعم المالي لهم، أصحاب المشاريع الاقتصادية يحتاجون إلى أيدي عاملة، إن كان ذلك في الصناعة أو في الزراعة، العمال التايلانديون يقومون بالأعمال الزراعية لغاية الان، لكن من يقوم بتشغيل المصانع؟".
ويختم صباغ حديثه بالقول: "في نهاية الأمر ستضطر الحكومة الإسرائيلية لاستثمار الكثير الكثير لإسترضاء سكان المستوطنات الحدودية، لكن رغم ذلك، فإن نسبة كبيرة منهم لن يعودوا إلى مستوطناتهم".