أيام تفصلنا عن انتهاء الهدنة..هل بات الهدوء في لبنان سيّد الموقف؟


  • الخميس 23 يناير ,2025
أيام تفصلنا عن انتهاء الهدنة..هل بات الهدوء في لبنان سيّد الموقف؟
لبنان

أيام فقط تبقّت على انتهاء الهدنة بين "إسرائيل" وحزب الله والتي أبرمت في تشرين ثاني/نوفمبر 2024 بعد نحو أكثر استمرار القصف والقصف المتبادل بين الطرفين أسفرت عن ارتقاء آلاف من الشهداء اللبنانيين وكوادر في حزب الله وعلى رأسهم الأمين العام للحزب حسن نصرالله وعدد آخر من قيادات الحزب.

وتنتهي الهدنة بين الطرفين يوم الأحد المقبل حيث من المقرر أن تستكمل قوات الاحتلال الإسرائيلي صبيحة 26 من يناير/كانون ثاني الجاري انسحابها من الأراضي اللبنانية.

وتطالب قوات جيش الاحتلال بالبقاء في نقاط محددة جنوب لبنان لمدة 30 يوما إضافية بعد انتهاء الهدنة.

وتخلل أيام الهدنة الستين خروقات واسعة من جيش الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان، حيث وصلت الخروقات إلى ما يزيد عن 600 خرق خلال أيام الهدنة، فهل تندلع المواجهة بين "إسرائيل" وحزب الله مجددا بعد انتهاء الهدنة.

ويقول الكاتب والمحلل السياسي نضال وتد للجرمق، "في المرحلة الحالية لا أعتقد أن حزب الله يفكر بالقيام بعمليات جديدة ومنح إسرائيل ذريعة جديدة لعمليات تُحلل إسرائيل بفعل نشاط لحزب الله نفسها من اتفاق وقف إطلاق النار وضرورة الانسحاب من جنوب لبنان".

ويتابع، "الآن الحزب، خاصة في الظرف السياسي الداخلي في لبنان ومسألة تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة نوّاف سلام والظروف الداخلية للبنان تجعل حزب الله يركز الآن على محاولة إعادة تركيز وتعزيز مكانته الداخلية في لبنان أولا والتنظيمية لعناصره وكوادره وهو بالتالي لا يرغب بمنح إسرائيل ذريعة جديدة لتوجيه المزيد من الضربات في المرحلة الحالية القريبة".

ويضيف، "أما إسرائيل، رغم الاتفاق، وهذا ما شهدناه على مدار العقود والأشهر الأخيرة، لا تحترم الاتفاقيات وتقوم بعمليات وتنتهك سيادة الدول المجاورة كما تنتهك الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويكفي أن تدعي أنه وصلتها معلومات استخباراتية وأنها كانت مضطرة لتصفية هذا الطرف أو الناشط أو العنصر لتفادي قيامه تنفيذ عملية ضد إسرائيل".

ويردف، "المسألة مرهونة الآن في الأيام الأولى بالظرف الدولي، إسرائيل الآن ليست بمكانة تسمح لها باستفزاز الرئيس الأمريكي الجديد ترامب بما يتعلق بالشأن اللبناني والحدود مع لبنان خاصة أنها بحاجة لمواصلة تأييد ترامب لها بما تقوم به بالضفة الغربية".

ويقول للجرمق، "أحد التصريحات الأولى لترامب أنه ليس متأكدا أن وقف إطلاق النار في غزة سيصمد وبالتالي يعطي إسرائيل ضوءا أخضر لانتهاك وقف إطلاق النار في غزة والقيام بمزيد من الممارسات التي يقوم بها جيش الاحتلال بالضفة الغربية وجنين، ويتوقع بالمقابل أنه على الأقل على الجبهة اللبنانية أن تمنح إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار المزيد من المصداقية ومن الثبات إلى أن ترى أن ظروفها تسمح لها بانتهاك الاتفاق".

ويتابع، "لا يمكن التعويل على احترام إسرائيل للاتفاقيات لأنه دائمًا هي تخرق الاتفاق وتدعي أنه كان هناك معلومات استخباراتية وأنها كانت تقوم بعملية استباقية لعملية يخطط حزب الله القيام بها أو حركة حماس أو أي فصيل فلسطيني سواء كان الحديث عن عمليات داخل الأراضي المحتلة أو عن طريق اختراق سيادة لبنان يكون لديها ادعاء أنها رصدت تحركات يقوم بها طرف معادي بالنسبة لها سواء حزب الله أو بعض الخلايا التابعة لفصائل فلسطينية في لبنان لتنفيذ هجوم ما على إسرائيل".

ويوضح أن، "السؤال، هل الظرف الحالي بفتح جبهة جديدة في لبنان؟ لا أعتقد ذلك خاصة أن نتنياهو يواجه ضغوط داخلية بالنسبة لما يتعلق بقطاع غزة والآن العمليات التي تشنها في الضفة الغربية وفي جنين ومحيط جنين والتي قد تمتد لباقي الأراضي في الضفة إرضاءً لسموتريتش ولما يبدو أنه جزء من استحقاق منحه نتنياهو لسموتريتش مقابل بقائه في الحكومة وعدم انسحابه منها على أثر توقيع الصفقة الأخيرة مع حركة حماس".

الاحتلال يطالب بتمديد بقائه في جنوب لبنان

ويقول لللجرمق، "الطرف الإسرائيلي يطلب طلبا لتمديد بقائه في جنوب لبنان ويريد أن يحرج الرئيس اللبناني الجديد جوزيف عون بأن القوات اللبنانية لم تنتشر كما ينبغي وفق الاتفاق الأصلي كما يدعون في جنوب لبنان وعلى امتداد الحدود اللبنانية مع إسرائيل، ويدعي أنه بحاجة لأن يبقى حتى يتم تمكين سيطرة الجيش اللبناني الرسمي على الحدود".

ويردف، "رد فعل حزب الله يدخل في حسابات الحزب الداخلية، الآن حزب الله يواجه مسألة وعقبات تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة ويحاول ألا يتم إقصاؤه منها وهو ليس في وارد إغضاب الأطراف اللبنانية الداخلية التي تعتقد أنه انتصرت على حزب الله وأنه بدأت في لبنان مرحلة جديدة لتهميش حزب الله وضرب قوته المعنوية ونفوذه الداخلي في لبنان".

ويتابع، "حزب الله سيكون حذر في المرحلة الحالية ولن يبادر على الأقل الآن دون أن يحصل على تأييد شعبي في لبنان ولن يبادر للرد على عمليات إسرائيلية، لأن لديه حسابات داخلية شائكة ومعقدة، كل الجدل الحاصل الآن على تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة نواف سلام مرتبطة بما بات السيناريو الشيعي ’أمل وحزب الله’، بالتالي الحزب لا يريد أن يضرب التمثيل الشيعي وأن يمنح الأطراف المعادية له في لبنان فرصة كي تقصي الحزب أو حركة أمل بعدم إشراكه في التشكيلة الجديدة".

ويضيف، "الطلب الإسرائيلي الآن مبني على ما يحصل داخليا في لبنان والحالة الحساسة التي تتعلق بتشكيل الحكومة الجديدة، أما فيما يتعلق بالرئيس اللبناني الجديد الذي كان قائدا لأركان الجيش اللبناني سابقا واضح أن له تعهدات أمام الولايات المتحدة والدولة الأجنبية أنه سيفرض قوة الجيش اللبناني وبالتالي هو قد يسمح بتمديد معين لبقاء إسرائيل في الجنوب أو يسارع بدوره للانتشار، أو قد يُقدم على مواجهة مع عناصر حزب الله في الجنوب اللبناني وهذا كله يجعل قيام حزب الله بعمليات ضد إسرائيل في المرحلة الحالية غير واردة على الأقل بفعل الظروف الداخلية في لبنان".

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر