ترامب يهدد..ما الذي سيترتب على تأجيل تسليم الدفعة السادسة من المحتجزين الإسرائيليين؟

أعلن الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، عن تأجيل تسليم الأسرى الإسرائيليين، المقرّر الإفراج عنهم، السبت المقبل، لعدم التزام الاحتلال ببنود الإغاثة.
وعلى الفور، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان، رفع حالة جاهزيّته، وتعليق إجازات القوات المقاتلة، والأنظمة العملياتية في القيادة الجنوبية بغزة، وذلك بعد ساعات قليلة من إعلان الناطق باسم كتائب القسام.
ووفق بيان الاحتلال الذي صدر قبل انتصاف ليل الإثنين، فقد "تقرر دفع تعزيزات كبيرة للقوات في المهام الأمنية في المنطقة، حيث سيساهم هذا الإجراء في تعزيز الحالة الأمنية في المنطقة، واستعداد القوات لسيناريوهات مختلفة فيها".
وفي السياق، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حركة حماس بـ "فتح أبواب الجحيم" إذا لم يتحرر جميع المحتجزين الإسرائيليين السبت المقبل، مشيرا إلى أنه قد يعتبر السبت المقبل موعدا نهائيا.
هل المرحلة الأولى من الصفقة مهددة؟
ويقول الكاتب والباحث جمال زحالقة للجرمق، "إسرائيل تخرق عمدا الاتفاق لتعطيلها، ونتنياهو يسعى لتعطيل الصفقة لأنها بالنسبة له دمار بأن تنتهي الحرب ووقف إطلاق النار وانسحاب كامل وشامل من غزة وبدء إعمارها وإتمام عملية تبادل الأسرى مع الآلاف من الفلسطينيين يخرجون من السجون، هذا يعني له نهاية حكمه، حيث سيرى الجمهور الإسرائيلي أن هذا فشل ذريع لمشروعه السياسي".
ويتابع، "حماس ترى أمامها ما تهدد به إسرائيل الآن بعد نهاية المرحلة الأولى، مع أنه من المفترض أن يكون إعمار ولكن ما تقوله إسرائيل أنه بعد انتهاء الصفقة ستواصل إسرائيل عملياتها لتقويض حماس ولكن دخل الآن على الخط تحالف الشر بين ترامب ونتنياهو، الذي يقول إن القضية ليست فقط إنهاء حكم حماس وإنما إنهاء الوجود الفلسطيني بغزة، بمعنى أنه سيكون وقف إطلاق النار ثم سيكون دمار فلسطيني شامل، بالتالي لماذا تتعاون حماس مع هذا الأمر؟".
ويقول الباحث والمحلل السياسي أنطوان شلحت للجرمق، ""ما سيترتب على تأجيل تسليم الدفعة السادسة من الصعب تقديره في الفترة الزمنية الراهنة، لأن الرد الإسرائيلي كان ردا عدوانيا وهناك تهديدات من الولايات المتحدة التي تعتبر أحد الوسطاء في هذا الاتفاق والذي بات معروفا أنه أبرم بسبب الضغوط على نتنياهو".
ويتابع، "يجب أن ننتظر التطورات التي ستتوضح خلال الساعات المقبلة لنكوّن صورة أكثر وضوحا على ما يمكن أن يترتب، ولكن ما دفع حماس إلى الإقدام على قيام إسرائيل بخرق الاتفاق، وعندما نقول أن إسرائيل خرقت الاتفاق، هناك تأكيدات إسرائيلية من طرف أوساط لا تؤيد الحكومة وأهمها أهالي المخطوفين الإسرائيليين الذين قالوا ’ما أوصلنا للمفترق هو رئيس حكومة الإهمال عدم احترام اتفاق وقف إطلاق النار’ لأن الاتفاق نص على ضرورة بدء مفاوضات المرحلة الثانية بعد انقضاء عدد محدد من الأيام وانقضت الأيام ولم يتم البدء بالمفاوضات، ولكن على العكس هناك حديث عن زيادة شروط على تطبيق المرحلة الثانية ما يمكنه أن يسفر عن تفجير المرحلة الثانية من الاتفاق التي هي أكثر أهمية برأيي للمرحلة الأولى لأنها تتضمن الانسحاب من كامل قطاع غزة وخاصة محور صلاح الدين ومعبر رفح".
ويضيف، "خرق الاتفاق الإسرائيلي كان من خلال تأخير عودة سكان شمال قطاع غزة والاستمرار بإطلاق النار وشن الغارات ومن خلال فرض المزيد من القيود على المساعدات الإنسانية والمزيد من الخروقات التي لم يكن أمام حركة حماس أن تتحملها إلا من خلال محاولة توجيه رسالة قوية بأن مثل هذه الخروقات ممثل تهدد كل اتفاق وقف إطلاق النار".
ويردف شلحت، "يبقى السؤال هل نتنياهو معني بنسف الاتفاق، بحسب التقارير الإسرائيلية نتنياهو معني لأن وصول الاتفاق للمرحلة الثانية قد يهدد حكومته بسبب وجود تهديدات من وزير المالية وحزب الصهيونية الدينية بالانسحاب من الحكومة، وهذا يعقد المشهد".
ما المقصود بالجحيم الذي هدد به ترامب؟
وبدوره، يقول الباحث جمال زحالقة للجرمق، "القصد أن يسمح بإسرائيل أن تفتح الجحيم، لا أعتقد أن تتدخل الولايات المتحدة بنفسها، ترامب يهدد كمن لديه كلب ويريد أن يُفلته على الفلسطينيين، بمعنى سيجعل إسرائيل تنقض على غزة، وإسرائيل مستعدة أن تعود للحرب إذا كان هناك دعم أمريكي وترامب يقول سندعمهم إن قرروا وقف إطلاق النار والدخول بعملية عسكرية".
ويتابع، "ترامب يهدد حتى لمساعدة نتنياهو في النقاش حول من المسؤول عن نجاح أو فشل الصفقة ويساعد نتنياهو في الضغط على حماس للقبول بالشروط الإسرائيلية".
ومن جهته، يقول المحلل السياسي أنطوان شلحت، "تهديدات ترامب خطيرة ويجب عدم الاستهانة بها، وترامب أطلق تهديدات دفعت نتنياهو لخرق الاتفاق منها تأييد التهجير وعدم الاعتراف بحقوق الفلسطينيين على أرض وطنهم التاريخي هذا أعطى نتنياهو قوة ليقوم بخرق الاتفاق، وحتى الآن لم يُكشف النقاب عما تم الاتفاق عليه في اتفاق القمة بين ترامب ونتنياهو، ولكن الكثير من المقربين من نتنياهو رأوا أن هذا الاتفاق انعطاف مهم في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية تُذكر بلقاءات قمة قليلة في السابق بين الرؤساء الأمريكيين ورؤساء الحكومات الإسرائيلية".
"الآن يوجد إدارة أمريكية متماهية بشكل مطلق مع إسرائيل، وهذا لا يعني أن الإدارة السابقة لم تكن داعمة بشكل قوي لإسرائيل ولكن هذه الإدارة أكثر دعما وربما تؤيد خطوات أشد مما أيدته الإدارة السابقة".
ما المطلوب من الوسطاء العرب؟
ويضيف زحالقة للجرمق، "قبل إعلان حماس عن أنها ستجمد الصفقة، كان هناك رسائل غاضبة من قطر لإسرائيل أن نتنياهو يعمل على تعطيل الصفقة، وأكبر مثال أنه كان من المفترض أن يكون في اليوم 16 من الصفقة مفاوضات جدية للمرحلة الثانية وهي عمليا لم تبدأ لأن نتنياهو تعمد إرسال موظفين من الدرجة الثانية لقطر ولم يبدأ الحديث عن الصفقة الثانية وهذا خرق للاتفاق".
ومن جهته، يقول الكاتب أنطوان شلحت، "الكرة الآن انتقلت للمعلب العربي، هناك حاجة للوقوف إلى جانب الطرف الفلسطيني ودعمه للتصدي لكل خرق وقف إطلاق النار والوقوف في وجه الإدارة الأمريكية التي تحاول بتهجير قطاع غزة وتحاول أن تفرض خطة مرفوضة تتعلق باليوم التالي للحرب أو بمستقبل قطاع غزة وبرأيي هناك تحركات جيدة من طرف العرب سواء من طرف الوسطاء أو من طرف السعودية ويجب أن ننتظر هذه الأمر ستتعزز أكثر بعد عقد القمة العربية لبحث هذه التطورات والقضايا العالقة، نحن الآن لا نملك إلا أن نعول على الموقف العربي".
هل سنشهد عودة للحرب؟
ويقول زحالقة للجرمق، "أعتقد أن المرحلة الأولى من الصفقة ستنتهي ولكن من الصعب معرفة كيف ستتدحرج الأمور، المنطق يقول إن المرحلة الأولى ستنتهي بتبادل الأسرى وإتمام الانسحاب الإسرائيلي، ولكن ليس مؤكدا أن إسرائيل ستنسحب من محور فيلادلفي، لأن الانسحاب سيكون بعد انتهاء المرحلة الأولى أي بين المرحلتين الأولى والثانية أي أنه تمهيد للمرحلة الثانية، ولكن ليس واضح إن كان هذا سيتم أم لا، فحتى الآن لم تبدأ المفاوضات حول المرحلة الثانية، فكيف ستكون هناك مرحلة ثانية".
ويتابع، "إسرائيل تماطل لأن ما تريده تمديد المرحلة الأولى وليس الدخول في المرحلة الثانية".
وبدوره، يقول شلحت للجرمق، "حماس الآن قالوا إنهم سيؤجلون الإفراج عن الدفعة السادسة يوم السبت المقبل، ولكن هناك أيام كثيرة حتى السبت ومن الممكن أن تحدث أمور عديدة، ولكن لا أتوقع أن تعود الحرب في قطاع غزة وهناك تصريحات للإدارة الأمريكية الجديدة أنهم لا يريدون استئناف الحرب، على ما يبدو أن هذا الأمور صعب أن نعطي رأي جازم".
ويتابع، "هناك سيناريوهات مفتوحة منها أن تُستأنف الحرب ولكن لا أحد يستطيع أن يتوقع ما سيحدث".