إضراب 7 نيسان..ناشطة للجرمق: على المؤسسات في الـ48 الانخراط في الإضراب كفعل احتجاجي

دعا نشطاء في أراضي48 إلى الانضمام للإضراب العالمي الذي أعلنت عنه الحملة العالمية لوقف الإبادة على قطاع غزة المقرر يوم غد الإثنين 7 نيسان/أبريل 2025.
وعادت الناشطة السياسية والمربية نيفين أبو رحمون وتحدثت عن أهمية الفعل الاحتجاجي في العالم في دعم القضية الفلسطينية وإفراد مساحة للسردية الفلسطينية وقالت للجرمق، "واضح أن كل الحراك الطلابي الذي بدأ في بداية الحرب على غزة كان له تأثير كبير على مستوى الجامعات والذي تحوّل مع مرور الوقت واستمرار الإبادة من فعل احتجاجي إلى حركة اجتماعية أيضا أخذت حيز كبير على مستوى الحيز العام الأمريكي والأوروبي، وهناك كان تشكيل لهيئات عابرة للجامعات".
وتابعت، "التحرك كان نصرة لغزة ورفع من مكانة السردية الفلسطينية، في الوقت الذي كان اللوبي الصهيوني على المستوى الأوروبي والأمريكي يسرح ويمرح بالراوية الصهيونية وبالتالي كل هذا التحرك فعليا أثر على مستوى تبني السردية على المستوى الاقتصادي ومستوى التطبيع مع الأكاديميا الإسرائيلية، لذلك ما زال هناك تداعيات لهذا الفعل الهام".
وأضافت، "استئناف الفعل الاحتجاجي العالمي من خلال الحملة العالمية لوقف الإبادة على غزة عمل مبارك، وإعلان الإضراب هو فعل سياسي جماعي بامتياز تستعيد الحملة به دورها الهام بوقف هذه الإبادة، عبر أولا تسليط الضوء على غزة وما يحدث، وتسليط الضوء على الإجرام الذي ترتكبه إسرائيل علنا أمام المجتمع الدولي والعالمي خاصة أن هناك تواطؤ وهناك صمت وتخاذل على مستوى الأنظمة العالمية والعربية".
وقالت، "إعلان الإضراب تحرّك مهم، والمهم كيف يمكن أن نستفيد منه".
يجب إعلان الإضراب في أراضي48
وقالت أبو رحمون للجرمق، "منذ بدء حرب الإبادة كان هناك قرار ضمني من التنظيمات السياسية بعزل نفسها عن فعل الإبادة، كان هناك قرار ضمني بعدم التحرك وتحريك الناس، وكان ذلك لعدة أسباب، وواضح أن إعلان حالة الطوارئ وملاحقة الناس والتضييق من قبل إسرائيل على الفلسطيني في الداخل كان السبب أن ينتج قرار كهذا من قبل التنظيمات، ولكن أيضا عدم ضمان مساندة وإسناد للجماهير التي لوحقت وكيف يمكن أن تتخذ التنظيمات دور سياسي، لأن الأحزاب والتنظيمات خُلقت من أجل هذه المراحل السياسية وإن لم تتحرك بهذه المرحلة متى تتحرك؟ خاصة أننا نرى إبادة على الهواء مباشرة ونتحدث عن أننا جزء من هذا الشعب، وأقل ما يمكن أن يحصل أن يكون هناك موقف سياسي بالرغم من الملاحقة، ونتحدث عن موقف جماعي ورسمي من المؤسسات التنظيمية ولجنة المتابعة والسلطات المحلية".
وتابعت، "لماذا هذا الانخراط بالاحتجاج مهم في هذا الوقت تحديدا؟ لأن هذا أضعف الإيمان أن نتضامن مع أبناء شعبنا وأن نطلق صرخة لوقف الإبادة، هذه المشاهد التي تصلنا عبر الشاشات قاتلة، وفي ظل العجز والإخفاق، فكلنا كفلسطينيين أخفقنا في التعاطي مع مشهدية الإبادة وكيف نتحرك وكيف يكون لنا موقف جامع إذا تحدثنا عن الكل الفلسطيني وعن الداخل الفلسطيني".
وأردفت، "الداخل الفلسطيني لديه قوة مهمة على المستوى الاقتصادي وعلى مستوى تحريك الشارع، ولهذا من المهم تبني التنظيمات في الداخل للإضراب العالمي، لنكون جزء من هذا القرار الدول ومن أجل تسليط الضوء على الجرائم ومن أجل إنقاذ أبناء شعبنا من هذه الإبادة، كيف يمكن أن تتوقف الإبادة في ظل تواطؤ الأنظمة العربية وتخاذلها وأقل ما يمكننا فعله كشعوب عربية وفلسطينية أن نتحرك ويجب أن يكون هناك مقولة للتنظيمات الرسمية لأن الناس تحتاج لمن يقودها".
وقالت، "قد يكون هناك نية في الداخل للتعاطي مع المشهدية وللتحرك ولكن مهم أن تكون هناك حاضنة سياسية للتعاطي مع مشهدية الملاحقة أيضا خاصة أن إسرائيل لا زالت تهدد وتلاحق وبالتالي الموقف الرسمي الذي ينبثق عن التنظيمات السياسية ولجنة المتابعة والسلطات المحلية أولا من أجل تعميم موقف ووعي أننا جزء من هذا الشعب وأن ما يحدث هو كمشاهد النكبة التي يجب أن تعود لأذهاننا وأن هذه الإبادة يجب أن تتوقف وأن نضغط على إسرائيل عن طريق تشويشات اقتصادية التي ممكن أن توجع إسرائيل، في القطاعات المحتلفة كالقطاع الصحي والطلابي و النقابي والعمالي، وليس فقط إضراب مدارس كالمعتاد ولكن نتحدث عن قرار مهم في سلسلة مواقف لأكثر من لجنة عمالية للقطاع الصحي والمؤسسات".
وأضافت، "هناك واجب أخلاقي ووطني وسياسي، وعلى الأحزاب أن تحرّك الشارع وتبني لهم حصانة خاصة أنه منذ بداية الحرب حتى الآن في ظل الملاحقة، الجماهير شعرت بالخوف ولوحقت ودفعت أثمان كثيرة وهذا شرعي وإسرائيل تعرف تماما ماذا تفعل، فهل تلاحق لتنتقص من الفعل السياسي".
وأوضحت أبو رحمون، أنه، "نقول مجددا إن هذا الموقف بالإضراب هو فعل سياسي مهم جدا وموجع وله تداعيات على المستوى النقابي والاقتصادي في تسجيل موقف رسمي أننا نريد إنقاذ شعبنا من الإبادة وأيضا للتأثير على الاقتصاد في القطاع العام خصوصا في مؤسسات الدولة خصوصا أننا متداخلين في هذه المؤسسات، كالأكاديميا والصحة ومؤسسات المجتمع المدني، ومهم إثارة هذا الأمر على مستوى الرأي العام واتحاد الطلاب الجامعيين والثانويين، وتعميم حالة وعي أيضا في هذا اليوم خاصة أن إسرائيل أخذت قرار بشكل واضح بإبادة الشعب الفلسطيني وما نشاهده تحصيل حاصل للقرار وأضعف الإيمان أن تكون لا مقولة لمواجهة هذا الأمر في إطلاق صرخة نحن نريد إيقاف الإبادة والمقتلة، المشاهد التي تصلنا صعبة وقد تكون محرك الآن أكثر من أي وقت مضى خاصة أن أكثر من عام ونصف ونحن نشاهد، وهناك عجز ومحدودية في التعاطي مع المشهدية".
وقالت، "المهم الآن ليس الإضراب بفعل الإضراب وإنما ما يترتب عليه، أن يخصص الناس الكتابة وإطلاق المواقف وتعميم الرواية والحديث عن أهالي قطاع غزة من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، مهم أن ننهض ونستثمر الإضراب لإنقاذ ما تبقى من قطاع غزة من إنسان وحجر وبشر".
وأوضحت أن، "المخططات كبيرة في محاولة لنسف نموذج غزة، وإذا تحدثنا عن صمود الأهالي وعن نموذج التحدي لأكثر من 18 عاما من الحصار المحكم، والناس لا زالت متمسكة بمقومات الحياة بل تصنعها، والآن إسرائيل تريد أن تُدخل كل الشعب الفلسطيني بصدمة نفسية بما تُنتجه بغزة وفي هذا مُراد أكبر من ذلك، وهو ليس فقط غزة وإنما هو في الضفة والداخل والقدس والفلسطيني وروايته ودوره في مشروعه السياسي الوحدوي في التعاطي مع المشهدية، ومهم الكتابة من اليوم وغدا عن أهمية الإضراب، خاصة هناك من يعتقد أن الإضراب لن يؤثر، ولكن مهم أن يعلم الجمهور أن الإضراب فعل سياسي مهم جدا وله وقع كبير إذا كان بقرار من نقابات وجهات مؤثرة ومعنية وتعرف تماما كيف تتعامل على المستوى المعنوي وأيضا على المستوى الاقتصادي العام وأن تُحدث تشويش وهزة، وأن الفلسطينيين في الداخل لهم وزنهم على كافة المستويات".