النقب يتوحد ضد ظاهرة إطلاق النار في الأعراس بعد مقتل طفل في تل السبع

خاص- الجرمق


  • الأحد 11 مايو ,2025
النقب يتوحد ضد ظاهرة إطلاق النار في الأعراس بعد مقتل طفل في تل السبع
الطفل يوسف أبو رقيق

أثار مقتل الطفل يوسف أبو رقيق (8 أعوام) خلال إطلاق نار على موكب زفاف في بلدة تل السبع صدمة واسعة وحالة من الغضب والحزن العميق في النقب، وسط تنديدات رسمية وشعبية بظاهرة إطلاق النار في الأعراس.

وقال رئيس لجنة التوجيه العليا لعرب النقب، طلب الصانع، إن الحادث "تجاوز لكل الخطوط الحمراء"، مؤكدًا أن السلاح في الأعراس أصبح مصدرًا للمآسي وليس للفرح

ويصف الصانع في حديثه مع الجرمق، حادث مقتل طفل يبلغ من العمر ثماني سنوات خلال إطلاق نار في موكب عرس بأنه "حادث مأساوي" يشكّل صدمة غير مسبوقة على مستوى النقب وقطاع النقل بشكل عام، مؤكدًا أن هذه الجريمة تتجاوز كل الخطوط الحمراء وتثير حالة من الغضب والحزن العميق في صفوف المجتمع.

ويشير الصانع إلى أن الدعوات تتوالى من مختلف قيادات النقب لوقف ظاهرة إطلاق النار في الأعراس، مطالبًا كل من يحضر هذه المناسبات بالانسحاب الفوري إذا جرى استخدام السلاح.

ويؤكد أن هذه الخطوة ضرورية لإرسال رسالة واضحة بأن "السلاح مصدر مآسٍ لا فرح"، مضيفًا: "يمكننا أن نحتفل ونفرح بعيدًا عن إطلاق النار والنتائج الكارثية المترتبة عليه".

وعن ملابسات مقتل الطفل، يوضح الصانع أن التحقيقات ما زالت جارية من قبل الشرطة، مؤكدًا أن ظاهرة إطلاق النار في الأعراس أصبحت خطيرة ومرفوضة ويجب التصدي لها جماعيًا، من أصحاب الأعراس إلى القيادات والمجتمع بأسره.

ويشدد الصانع على أن هذه الممارسة ليست تقليدًا أصيلًا بل ظاهرة دخيلة، قائلاً: "بعض العادات نحافظ عليها، وبعضها يجب أن نتحرر منه"، مؤكدًا أن إطلاق النار لا يجب أن يُعامل كفخر أو رمز للاحتفال، بل يجب أن يُرفض في جميع المناسبات.

ويختم بدعوة جماعية إلى تبني عادات اجتماعية إيجابية، ونبذ كل السلوكيات التي تحمل آثارًا مدمّرة على المجتمع.

من جهته دعا رئيس بلدية رهط طلال القريناوي الأهالي في النقب للتوقف عن ظاهر إطلاق النار في الأعراس المناسبات، قائلًا: "نناشد أهلنا في كل بلدة وحي وعائلة، بالامتناع التام عن إطلاق الرصاص في كل الظروف، فهذه ليست شجاعة ولا فخر، بل خطر حقيقي وسلوك مرفوض".

وتابع، "من هذا المنطلق، نؤكد على ما يلي: لن نشارك في أي مناسبة يُطلق فيها الرصاص، ذا تواجدنا في مناسبة وشُهد إطلاق نار، سنغادر المكان فورًا، ندعو جميع أبناء مجتمعنا إلى اتخاذ الموقف نفسه، ومقاطعة كل من يصرّ على هذه الممارسات المؤذية".

وفي السياق، أصدر منتدى السلطات المحلية العربية في الجنوب بيانًا حازمًا يوم السبت الموافق 10 أيار/مايو 2024، يدعو فيه إلى التوقف الفوري عن ظاهرة إطلاق النار في الأعراس والمناسبات الاجتماعية، محذرًا من خطورتها المتزايدة وانعكاساتها السلبية على حياة الأفراد والمجتمع بأسره. وأكد المنتدى أن هذه الممارسات لا تمت بصلة للقيم الدينية ولا للعادات والتقاليد الأصيلة، بل تمثل تهديدًا مباشرًا للأمن العام وتشكّل خطرًا على الأرواح.

وجاء في البيان أن انتشار ظاهرة إطلاق النار في المناسبات بات مقلقًا للغاية، خاصة مع ما تحمله من مشاهد عبثية تروّع الآمنين وتحوّل لحظات الفرح إلى مصادر قلق وألم.

وشدّد المنتدى على أن التهاون مع هذه الظاهرة يسهم في تعزيز ثقافة العنف ويهدد أمن المجتمع واستقراره، داعيًا الأهالي في جميع البلدات والقرى إلى التكاتف من أجل إنهاء هذه السلوكيات الخطرة.

وأكد المنتدى أن إطلاق النار ليس تعبيرًا عن الفرح أو الشجاعة، بل سلوك مرفوض يتنافى مع قيم المسؤولية الاجتماعية، مشيرًا إلى ضرورة أن تتحمل العائلات دورها في ضبط مناسباتها ورفض أي مظهر من مظاهر استخدام السلاح. كما دعا البيان المجتمع بأسره إلى اتخاذ موقف حازم، والانسحاب الفوري من أي مناسبة يُطلق فيها النار، معتبرًا هذا التصرف خطوة فعالة للحد من الظاهرة.

واختتم البيان بتأكيد المنتدى على أهمية الحفاظ على أمن المجتمع دون التفريط بفرحة المناسبات، قائلاً: “معًا نحفظ أفراحنا، ونصون أمن مجتمعنا”.

وكان مجلس تل السبع المحلي قد أعلن الإضراب، بدءا من اليوم الأحد الساعة 11 صباحا ولغاية يوم غد الإثنين، حيث شمل الإضراب كافة المدارس والمؤسسات التعليمية باستثناء التعليم الخاص في البلدة، وذلك احتجاجا على العنف والجريمة.

وجاء ذلك بعد مقتل الطفل يوسف أبو رقيق بعد إطلاق النار على موكب مركبات خلال حفل زفاف في بلدة تل السبع، حيث أصيب شاب آخر بجراح خطيرة، بالإضافة إلى 5 آخرين بجروح وصفت بالطفيفة.

. . .
رابط مختصر



اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر