بين محاكمات وإقصاء وإدانات.. قيادات ونشطاء بأراضي48: وجودنا السياسي بات مستهدفًا
الملاحقات السياسية بأراضي48

تتسارع وتيرة الملاحقات السياسية في أراضي48 مع خطوات تصعيدية إسرائيلية متزامنة تطال قيادات ونشطاء سياسيين، واجتماعيين، حيث يؤكدون على ان هذه الملاحقات ليست إلا استهداف للوجود السياسي للفلسطينيين بأراضي48.
أحداث متتابعة
صوتت لجنة الكنيست يوم الإثنين، 30 حزيران، لصالح إقصاء النائب أيمن عودة من الهيئة العامة للكنيست، بدعم من أحزاب الائتلاف والمعارضة على حدّ سواء.
وفي اليوم نفسه، أدانت المحكمة الإسرائيلية في الناصرة الشيخ كمال خطيب بتهمة “التحريض على العنف والإرهاب”، استنادًا إلى خطبة دينية ونصين نُشرا على فيسبوك منذ هبة الكرامة عام 2021.
لاحقًا أدانت نقابة المحامين في إسرائيل المحامية مها إغبارية، لمجرد قولها “صباح الخير غزة”، واعتبرت ذلك تماثلًا مع هجوم 7 أكتوبر.
المتهم واحد والقضاء علينا
واعتبر الكاتب والباحث السياسي أمير مخول اعتبر أن ما يحدث هو محاكمات سياسية متزامنة تستهدف الفلسطينيين في أراضي48 مضيفًا أن “القضاء مسخّر لتجريم الوجود السياسي الفلسطيني”.
ويشير إلى أن هذه الإجراءات تأتي ضمن مسار تصعيدي متكامل يبدأ من البرلمان، ويمر بالقضاء، ويصل إلى النقابات المهنية، في محاولة لإسكات أي صوت فلسطيني، حتى من داخل المنظومة.
ويدعو مخول إلى إعادة بناء وحدة سياسية وشعبية شاملة تنطلق من لجنة المتابعة العليا، وإلى إحياء القائمة المشتركة بمركباتها التأسيسية، وتوسيع الإطار ليضم قوى جديدة، بهدف خلق قوة برلمانية وشعبية لا يمكن تجاوزها، تحمي الشرعية السياسية والوجود الفلسطيني في الداخل.
ويختم حديثه بالقول: “ولا ننسى أن غزة تموت تجويعًا وقصفًا”.
إسكات الفلسطينيين بأراضي48
ويقول عضو المكتب السياسي لحركة أبناء البلد، لؤي خطيب، في حديث لـ الجرمق إن محاكمة الشيخ كمال خطيب، والتصويت على إقصاء النائب أيمن عودة من الكنيست، يؤكد أن إسرائيل “لا تحتمل حتى الأصوات التي تنادي بالاندماج وتحسين واقع الفلسطينيين في أراضي48”، مشيرًا إلى أن هذا الكيان “لا يريد سماع أي صوت فلسطيني، حتى لو كان صوتًا معتدلًا”.
ويضيف أن مواقف عودة “لم تكن يومًا جذرية، بل أقرب للقبول بإسرائيل كدولة شرعية، ومع ذلك جرى استهدافه”، ما يوضح أن الدولة العبرية ترفض أي طموح سياسي حتى ضمن حدود خطابها المؤسساتي.
لا أحد مستثنى
ويؤكد خطيب أن الاستهداف طال سابقًا الشيخ رائد صلاح ومناضلين من أبناء البلد، ولن يكون بعيدًا عن شخصيات مثل منصور عباس، قائلًا: “إسرائيل ترفع مستوى الملاحقة تدريجيًا، وهدفها هو إسكات كل صوت يطالب بالحقوق، سواء كان صوتًا جذريًا أو معتدلاً”.
وعبّر خطيب عن قلقه من حالة الصمت، مؤكدًا: “بعد 7 أكتوبر، حاول الفلسطينيون تفادي التصعيد، لكن إسرائيل لا تريدنا مواطنين، بل خاضعين بلا رأي ولا قيادة”، داعيًا إلى استعادة المشروع الوطني الجامع بعيدًا عن وهم الاندماج.
صفعة لمشروع سياسي
من جهته، اعتبر الصحافي والناشط رشاد عمري أن تصويت الكنيست على إقصاء عودة هو “صفعة نهائية لمشروع التأثير بكرامة”، مؤكدًا أن ما حدث “إجماع من كافة التيارات الصهيونية – من أقصى اليمين إلى من يُسمّون معتدلين”.
وقال لـ الجرمق: “الصفعة التي تلقاها عودة اليوم ليست موجهة له وحده، بل لمشروع سياسي كامل حاول تجميل وجه المنظومة العنصرية عبر شعارات التأثير”.