خالدة من نابلس.. تحدى حبها قوانين "إسرائيل" وأنبت عائلة في عكا


  • الأربعاء 7 يوليو ,2021
خالدة من نابلس.. تحدى حبها قوانين "إسرائيل" وأنبت عائلة في عكا

تتحضّر خالدة أبو دبوس (47) عامًا من سكان مدينة عكا لتقديم طلب تجديد لم الشمل لها قبل أن تنتهي صلاحيته بتاريخ 29/8/2021، وتترقب أبو دبوس -من مدينة نابلس ومتزوجة في عكا- بأملٍ إمكانية إعطائها الهوية بعد إسقاط قانون المواطنة أمس في الكنيست الإسرائيلي.

وبدأت أبو دبوس منذ حوالي شهر بتحضير الأوراق المطلوبة لـ تجديد لم الشمل التي تطلبها وزارة الداخلية في كل عام وتتعلق بأوراق خاصة بمدرسة الأطفال، وأوراق ضريبة الأرنونا وفواتير المياه والكهرباء والتأمين الصحي، وفي حالة نقص إحدى الوثائق يُعاد الطلب مرة أخرى.

وتقول أبو دبوس في حديثٍ خاص للجرمق إنها بدأت بتحضير الأوراق المطلوبة لأن الجهات المختصة في وزارة الداخلية تطلب تقديم هذه الأوراق قبل 3 أشهر من انتهاء تصريح لم الشمل، مضيفة، "إذا تأخرنا برفضوا الطلب وبرجعونا كمان مرة".

وتتابع أبو دبوس  للجرمق أنها تنتظر بأملٍ تغيير الوضع القائم والسماح لها بالحصول على حقوقها البسيطة التي فقدتها لعدم حصولها على هوية حتى الآن.

كأننا في تحقيق..

تقول خالدة أبو دبوس إن السلطات الإسرائيلية عند تجديد كل طلب إقامة تستجوب الزوجين كأنهما في تحقيق حتى بأدق تفاصيل حياتهم التي تصل إلى، "ماذا تناولتم من الطعام أمس"؟

وتتابع أبو دبوس للجرمق إن السلطات تطلب أيضًا صور شخصية للزوجين حتى تتأكد أنهما يعيشنا سويًا.

وتروي أنه في إحدى المرات خلال الاستجواب سأل الموظف سؤالًا لخالدة وزوجها عمّن حضر لزيارتهم في اليوم السابق، لكنّ زوجها نسي في لحظةً ما هذه التفاصيل، ما جعل خالدة تشعر أنها كادت تفقد إقامتها بسبب تفاصيل حياتية صغيرة تُنسى أحيًانًا.

وتقول أبو دبوس، "حتى عندما ينتهي الاستجواب ويخبرونني أنني سأحصل على تجديد الإقامة، تبدأ معاناة من نوعٍ آخر".

وتتابع، "وزارة الداخلية تطلب مني أن أُحضِر تصريح إقامتي من الإدارة المدنية في الضفة الغربية مكان مولدي الأصلي..وحين أذهب لا أجد أي تصاريح فإما متأخرة أو لم تصدر بعد، ولا أستطيع العودة إلى عكا ومنزلي وأطفالي".

وتضيف أن أطفالها في بعض الأحيان يضطرون للبقاء ما يقارب الـ15 يومًا دون أمهم، لأنها تنتظر استصدار التصريح في مكاتب الإدارة المدنية بالضفة الغربية ولا تستطيع العودة إلى عكا فورًا.

حقوقٌ منتهكة..حتى في شراء قطعة ملابس

تروي أبو دبوس للجرمق أنها لا تستطيع حتى شراء قطعة ملابس لطفلتها التي ترغب بشراء الملابس عبر "الإنترنت".

وتقول أبو دبوس إن ابنتها بالأمس أرادت شراء قطعة ملابس من إحدى المتاجربعد أن اطلّعت عليه على مواقع الإنترنت، لكنّ المتجر يطلب هوية الأم أو الأب لشراء القطعة.

وتتابع، "لم أستطع تحقيق أبسط رغبة لابنتي وهي شراء الملابس، وانتظرنا مطوّلًا حتى جاء والدها وقدّم هويته للمتجر".

وتقول ابنة خالدة فاطمة أبو دبوس (15) عامًا، "حصلت على ما أريد لكن بعد أن أُرهقَت والدتي من التعب وجاء والدي من عمله الذي اضطر لتركه ليّقدم هويته للمتجر لأستطيع شراء ما أريد، وحصلت على قطعة الملابس بعد معاناة".

مستقبلٌ مجهول..وهواجس لا تنتهي

تقول الطفلة فاطمة ابو دبوس إنها تخاف من مجيء الشرطة الإسرائيلية في إحدى الأيام لطرد أمها، وإخراجها من عكا والمنزل دون عودة، مضيفًة أن هذه الهواجس والمخاوف لا تنتهي، حتى أصبحت نقاش العائلة وحديثهم.

وتطال المعاناة تفاصيل حياة أبناء خالدة اليومية، التي تتمنى أن تحصل على رخصة سياقة كي تستطيع الترفيه عن أطفالها وإخراجهم في نزهة، وتقول، "أبنائي محبوسون في المنزل، لا يخرجون لأن والدهم دائمًا في عمله..وأنا لا أملك رخصة سياقة".

بداية زواجٍ في مراكز التوقيف

تُنهي خالدة ابو دبوس معاناتها باستذكار أول أيام زفافها عندما قدمت لعكا عام 2002، والتي قضت معظم أيامها الأولى منها في مركز توقيف الجلمة.

وتقول أبو دبوس إن السلطات الإسرائيلية أوقفتها لعدم امتلاكها تصريح دخول، ولم تعترف السلطات بزواجها، ورفضوا استصدار تصريح لها حتى عام 2006.

. . .
رابط مختصر



اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر