أطباء من فلسطينيي 48 يزورون غزة لدعم القطاع الصحي

توجه طاقم مكون من 23 طبيبًا فلسطينيًا من أراضي 48، منوعين ما بين أخصائيين نفسيين وأطباء جراحة، وأخصائيات نسائيات، إلى قطاع غزة يوم الخميس الماضي، بتنظيم من جمعية أطباء لحقوق الإنسان، حيث استمرت الزيارة يومين لدعم القطاع الصحي في القطاع المحاصر.

ويقول الطبيب رائد الحاج يحيى من مدينة الطيبة وهو أحد الأطباء المشاركين في زيارة غزة، إن الورشات الطبية تركزت بشكل خاص بورشات نفسية، لإعطاء الأطباء النفسيين في غزة جميع الأدوات المناسبة للتعامل مع الحالات النفسية الموجودة في القطاع.
ويشير الحاج يحيى في حديثه مع الجرمق إلى أن تأثير العدوان الأخير على غزة كبير جدًا، ويشدد على أن الأطفال هم الأكثر تضررًا بسبب الحرب، ويتابع، "حاولنا بكل الوسائل توفير المساعدات في جميع المجالات لأطباء غزة".
ويلفت الحاج يحيى إلى أن الطاقم عمل على إقامة عدة ورشات خلال الزيارة، منها يوم طبي للنساء في رفح، ويوم طبي أقامه الأطباء السريريين في مخيم البريج، إلى جانب مجموعة عمليات جراحية قام بها أطباء جراحة، لتدريب الطواقم الطبية في غزة في كل من مستشفى رفح وناصر والشفاء، بالإضافة لورشات علاج نفسي وعلاج صدمات في مدينة غزة.

ويؤكد الحاج يحيى على أهمية التدريب والتعامل النفسي والاستشارات في هذا الوقت، أي بعد الحرب، ويضيف بأن الأطفال هم الأكثر تضررًا في الحرب، وأن الوضع النفسي لهم قد يؤثر عليهم جسديًا فيما بعد.
ويتابع الحاج يحيى في ذات السياق بأن السلطات الإسرائيلية رفضت تصاريح الأطباء مرتين قبيل العدوان الأخير على غزة، وأنها سمحت لهم بيومين فقط رغم أن طاقم الجراحة يحتاج عادةً ثلاثة أيام لإنهاء مهامه.
ويقول الطبيب رائد الحاج يحيى، إن جمعية أطباء لحقوق الإنسان استطاعت استصدار تصاريح للطاقم المكون من 23 طبيب، بينهم 6 طبيبات مختصات في طب العائلة والتوليد، و7 أطباء مختصين في العلاج النفسي والصدمات.

قطاع صحي مهترئ..
ويوضح الطبيب رائد أن قطاع الصحة في غزة يعاني من مشاكل كبيرة، كنقص المعدات والمستلزمات الطبية والتي إن توفرت فهي بالية ومهترئة على حد تعبيره، بالإضافة لنقص حاد في الأدوية، ويتابع بأن مخازن الأدوية تكاد تكون فارغة تمامًا.
ويضيف الحاج يحيى في حديثٍ مع الجرمق بأن القطاع الطبي في غزة يعاني من ضائقة كبيرة، وإن جمعية الأطباء تحاول توفير المساعدات اللازمة للقطاع، من خلال توفير الأدوية والمعدات الطبية والعمليات الجراحية، عبر أخصائيين من أراضي 48، ويؤكد بأن الجمعية مستمرة بدعم أهالي غزة.
ويعزي الطبيب رائد الحاج يحيى مشاكل القطاع الصحي في غزة، للحصار، والحروب المتكررة على قطاع غزة، والتي كان آخرها في شهر مايو الماضي، ويشير إلى أن فترة ما بعد العدوان الأخير جرى دعم القطاع الصحي في غزة، لكن الاستهلاك سيعيد الوضع للسوء الذي كان عليه.
ويقول الطبيب رائد الحاج يحيى، إن جميعة أطباء لحقوق الإنسان تنظم زيارات طبية إلى قطاع غزة منذ أكثر من 20 عامًا، وإن الطاقم بدأ بتكثيف الزيارات منذ حصار غزة عام 2006، حيث بدأت الجمعية بتنظيم الزيارات كل شهرين إلى ثلاثة شهور عبر مجموعة أطباء من أراضي 48.

ويوضح بأن الطواقم التي تتوجه بشكل مستمر لغزة تتكون من أطباء جراحة عظام، وجراحة صدر وقلب وأوعية دموية، إلى جانب أطباء الأطفال، وأطباء الأعصاب، والأطباء النفسيين.
كورونا في غزة..
يقول الطبيب رائد إن الأطباء يحاولون التغلب على انتشار فيروس كورونا، ويتابع، "أستطيع القول عن تجربة بأنه بدون توفير لقاحات لكل مستحقيها أي من عمر 12 فما فوق، سيبقى الوضع الصحي سيء في غزة.
ويشير إلى أن الاهتمام بالفيروس قليل جدًا في غزة، لأن الهم الأول لأي أسرة هو توفير لقمة العيش والغذاء للعائلة، إلى جانب ظروف الحرب التي دمرت البنية التحتية في غزة، وأهلكت الشوارع و الأبراج والبنايات بحسب الطبيب رائد.
قطاع غزة المحاصر..
يشير الطبيب رائد الحاج يحيى للجرمق إلى أن الوضع العام في غزة سيء جدًا من جميع النواحي، ويذكر بأن الكهرباء في أفضل الحالات قد لا تستمر لأكثر من 6 ساعات، وفي بعض الأحيان قد لا يتجاوز توفر الكهرباء 4 ساعات خلال ساعات اليوم.
ويشدد على أن المياه المتوفرة في غزة غير صالحة للشرب، إلى جانب نسب البطالة العالية والتي كانت تصل ل60٪ قبل الحرب الأخيرة، ويتابع، "الوضع ازداد سوءًا مع الحرب الإخير في شهر مايو".