نشطاء بأراضي48: هذه الأرض لكل الفلسطينيين بكل مكان

تدفق خلال أيام عيد الأضحى المبارك أهالي الضفة الغربية متعطشين إلى أراضيهم المحتلة عام 48 بطرقٍ مختلفة إما عن طريق "فتحات التهريب" أو "تصاريح زيارة" والتي تأتي في نهاية المطاف بنتيجة واحدة هي الوصول إلى المدن الفلسطينية والشواطئ في كل من عكا ويافا وحيفا وقيسارية وباقي مدن وقرى48، لتكون بذلك إجازة العيد فرصة لتواصل الفلسطيني في الضفة بالفلسطيني في أراضي48 ليلتقوا جميعًا على الأراضي التي سُلبت منهم بالقوة.
ويصف نشطاء وقادة أحزاب وأهالي الـ48 هذه الزيارات التي تنشط في الأعياد والمناسبات بأنها شرعية وطبيعية في ظل الأوضاع غير الطبيعية التي فرضها الاستعمار.
ويقول الناشط منهل حايك للجرمق إن حضور الفلسطينيون من الأراضي المحتلة عام 67 بطرقه المختلفة دخول شرعي ومبارك ومرحب به خاصة في هذه الأوقات التي يحتاج فيها الشعب الفلسطيني للتكاتف الشعبي.
ويؤكد حايك على أن على الفلسطينيين رفضوا مسميات (الداخل والضفة الغربية) لأنها تجزئة استعمارية فرضتها "إسرائيل" ففلسطين من البحر إلى النهر هي ملك للفلسطيني أينما وجد وأيّا كان.
ويتابع حايك أن هذا الحضور يجب أن يضم أيضًا أهالي غزة والشتات وليس فقط الضفة الغربية، لانه هناك إيمان حتمي بالعودة إلى الوطن.
ويقول منهل للجرمق إن الحضور العفوي من أهالي الضفة الغربية إلى شواطئ الداخل الفلسطيني نتيجة التضييقات المستمرة والخنق المتواصل من قبل "إسرائيل" والذي يجعل بعض الأهالي من الـ67 يرون البحر لأول مرة.
ويُشير إلى أن صورة الاكتظاظ على شواطئ يافا وعكا وحيفا هي الطبيعية في ظل الاستعمار غير الطبيعي، لافتًا إلى أن التواجد الفلسطيني يجب ألا ينقطع سواء في الـ48 والضفة الغربية وباقي الأراضي الفلسطينية.
تواصلٌ بين أبناء الشعب الواحد
ويقول الناشط حسن نداف للجرمق إن الزيارات من أهالي الضفة الغربية لأراضي الـ48 ليست زيارة عادية فقط وإنما واجبة لأن هناك حاجة ملحة لأن يبني الفلسطيني من الضفة علاقة بينه وبين بحره وأرضه المسلوبة على اختلاف طريقة الوصول التي تعتبر في جُلها شرعية.
ويتابع نداف أن الفلسطينيين بحاجة لبناء علاقات بينهم وليس فقط زيارات لكسر الحواجز التي تحاول "إسرائيل" صنعها وترسيخها بشكل يومي ومنظم وهي حواجز فكرية واجتماعية وطبقية يعمل الاستعمار على تمويلها ويعمل جاهدًا لإبعاد الفلسطيني عن أخيه أينما كان.
وانطلقت عبر وسائل التواصل الاجتماعي حملات مناهضة للعنصرية ورافضة لبعض الأصوات التي تنتقد دخول الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الـ48 وأكدت على أن حضورهم هو تأكيد على أن هذه البلاد حقهم المسلوب والمجيء لها ليس منة من أحد والتحريض عليهم لا يخدم سوى الاستعمار، حسب وصف نشطاء مواقع التواصل.
وحول ذلك يقول نداف إن هذه المسميات العنصرية ناتجة عن الاستعمار وقلة وعي أنتجه الاستعمار وأن هذا في الغالب ينتج عن تغييب أهالي الـ48 للحالة السياسية والاجتماعية التي يعاني منها الفلسطينيون في الضفة الغربية.
ويضيف أن هذا التغييب يزول عند كسر الصورة النمطية والتواصل المباشر والمنظم بين الـ48 والضفة الغربية حتى يستطيع الشاب في الـ48 أن يفهم بماذا يشعر الفلسطيني في الضفة الغربية عند رؤيته للبحر مثلًا، وبالمقابل يستطيع الشاب من الضفة الغربية القول بكل صراحة أن هذه المرة الأولى التي يرى بها بحر بلاده.
فيما أكد الأمين العام للحزب الشيوعي عادل عامر أن البحر للشعب الفسطيني وهذا الوطن وطنهم أينما كانوا إذ بدأ حديثه بالقول "البحر بحركم والوطن وطنكم.. لفت نظرنا ونظركم النقاش الدائر حول دخول أبناء شعبنا الفلسطيني من الضفة الغربية المحتلة إلى وطنهم وملامسة بحرهم".
وأضاف "هناك من يتطاول عليهم وعلى وجودهم بيننا في الجزء غير المتاح لهم من وطنهم وخاصة الشواطيء والأماكن الأثرية والسياحية، ولذلك، ندعو رفاقنا ورفيقاتنا وأهلنا في كل منصات التواصل الاجتماعي إلى التصدي لهذا التحريض على أبناء شعبنا وعلى أهلنا القادمين إلينا - إلى وطنهم".
وأردف "هذا هو حقهم المسلوب منهم، وليس منة من أحد، وإن هذا التحريض لا يخدم سوى أعداء شعبنا، بل علينا أن ندعو إلى إزالة كل الحواجز لإتاحة المجال لكي يمارس شعبنا حقه في وطنه أسوة ببقية شعوب الارض".
. . .