قلعة عكا.. إرث إسلامي فوق مدينة تحت الأرض


  • الاثنين 2 أغسطس ,2021
قلعة عكا.. إرث إسلامي فوق مدينة تحت الأرض

شكّلت قلعة عكا أو ما عُرفت زمن الانتداب البريطاني سجن عكا المركزي مكانًا راسخًا في أذهان الفلسطينيين، إذ يتردد على مسامعهم "من سجن عكا طلعت جنازة" وهي جنازة شهداء ثورة البراق عندما أعدمت السلطات البريطانية الفلسطينيين محمد جمجوم وعطا الزير وفؤاد حجازي في سجن عكا، وخرجت جنازاتهم بحضور آلاف الفلسطينيين آنذاك وجابت مدينة عكا ودفنوا فيها.

ولا تزال المشنقة التي أُعدم عليها الشبان الثلاثة ماثلة للعيان ممن يزورون القلعة أو سجن عكا هذه الأيام.

قلعةُ عكا منذ أن بناها الظاهر الزيداني

ويقول المؤرخ نظير شمالي في حديثٍ للجرمق إن القلعة بُنيت على يد ظاهر العمر الزيداني حاكم عكا والجليل في سنة 1747 واستمر بناؤها حتى عام 1775 كمركزٍ للحكم ثم تسلّمها أحمد باشا الجزار وحكم بها حتى عام 1804.

ويتابع شمالي أن القلعة بقيت مكانًا للحكم حتى تم تحويلها زمن الانتداب البريطاني عام 1924 إلى سجن عكا المركزّي الذي يُسجن به الفلسطينيون والانجليز ممن كانوا يسكنون في فلسطين.

ويقول شمالي، "أثناء ثورة البراق الشريف سجنت انجلترا بعضًا من اليهود إلى جانب المعتقلين الفلسطينيين بعد اندلاع المواجهات عام 1929".

ويروي شمالي عن أن العصابات الصهيونية تسللت في إحدى المرات إلى سجن عكا المركزي لتهريب بعض السجناء "اليهود" منه وقاموا بتفجير سباط الباشا المجاور للسجن، ومنهم مناحيم بيجن الذي أصبح لاحقًا وزيرًا إسرائيليًا، متابعًا أن العصابات الصهيونية استطاعت تهريب جزء من اليهود ولكن نتيجة أخرى لم تكن في خطتهم حدثت وهي هروب سجناء فلسطينيين بعدد أكبر من "اليهود" ذلك الوقت.

ويتابع أن حمام الباشا توقف لمدة طويلة عن العمل بسبب تفجيره واستغلاله في خطة  العصابات الصهيونية.

فيما يؤكد شمالي أنه بعد حرب عام 1948 انتهى زمن سجن عكا المركزي وتم تحويله في سنوات الستينات إلى مستشفى للأمراض العقلية وبقي كذلك حتى أواخر السبعينيات إلى أن تم إغلاقه ونقل المرضى إلى خارج عكا".

مدينة أخرى أسفل قلعة عكا

ويُشير المؤرخ نظير شمالي إلى أن قلعة عكا تضم أسفلها مدينة صليبية واسعة تمتد إلى ما بعد القلعة وتسمى المدينة الصليبية التحت أرضية، سكنها صلاح الدين الأيوبي بعد تحريره لعكا في معركة حطين عام 1087 ومكث فيها 4 سنوات إلى أن عادت للحكم العثماني لمدة 100 عام.

ويلفت شمالي إلى أن حفرياتٍ قامت بها "إسرائيل" في ساحة قلعة عكا أظهرت المدينة الصليبية بشكلٍ واضح للعيان بعد أن كانت شبه مخفية.

وتتمثل محتويات المدينة الصليبية بأعمدة ضخمة وقاعات واسعة عاش بها الصليبيون، ويؤكد شمالي أن البناء العثماني بُني فوق المدينة الصليبية التي صمدت 100 عام في الاحتلال الصليبي الثاني.

قلعة عكا..مغيبّة رغم أهميتها

ويقول المرشد السياحي سامي هواري للجرمق إن قلعة عكا لها أهميتها التاريخية، لكن لا يأتي لها الزوار كما يجب لأنها لا تحظى للكشف والتعريف عنها ولا معلومات متوفرة عنها في الإعلام أو الفيديوهات المصورة.

ويؤكد هواري أن على الفلسطينيين زيارة القلعة والتأريخ عنها ووصفها وتصويرها، مشيرًا أن الإسرائيليين يسعون دائمًا للتواجد فيها والكشف عنها مقابل إهمال فلسطيني لها.

ويؤكد على أن الطريقة الأمثل في الحفاظ على قلعة عكا التي تعتبر موروثًا تاريخيًا وإسلامي هو تنظيم الجولات السياحية لها، وتوثيق هذه الجولات كتابةً وتصويرًا.

فيما يقول الناشط خالد السيد للجرمق إن قلعة عكا تواجه رواية تهويدية تهدف إلى نزع البعد الثقافي الإسلامي عنها، وعن مدينة عكا كاملة، ويتابع أن معاملة خاصة تتعامل بها "إسرائيل" مع القلعة إذ تضعها تحت حماية الجيش الإسرائيلي ومن يريد التصوير بها يحتاج لتصريحٍ منه.

. . .
رابط مختصر



اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر