النقب ينتفض ضد سياسة التهجير.. دعوات لمقاطعة تجارية للمنتجات الإسرائيلية بالنقب

النقب


  • الأحد 1 يونيو ,2025
النقب ينتفض ضد سياسة التهجير.. دعوات لمقاطعة تجارية للمنتجات الإسرائيلية بالنقب
النقب

تصاعدت النداءات خلال الأسبوع الماضي بالنقب لمقاطعة المنتجات الإسرائيلية ضمن سلسلة الفعاليات المعلن عنها ضد سياسة الحكومة الإسرائيلية الرامية لتهجير النقب وقراها.

ويدعو القيادي من النقب، يوسف الزيادين، إلى مقاطعة تجارية شاملة لمدينة بئر السبع، في ظل تصاعد سياسات الهدم والعنصرية التي تستهدف المجتمع البدوي في النقب. يؤكد الزيادين أن عمليات الهدم وصلت إلى مستوى غير مسبوق، حيث شهد هذا الأسبوع وحده هدم أكثر من خمسين منزلًا، وفي الأسبوع الماضي تم هدم خمسة وعشرين منزلًا، وقبلها عشرات أخرى، معتبرًا ذلك “جريمة لا تُغتفر، وجريمة ضد الإنسانية”.

ويشدد الزيادين في حديثه مع الجرمق على أن الدولة ملزمة باحترام حقوق الأقلية العربية، وبخاصة السكان البدو الذين يُفترض أن يتمتعوا بحقوق كاملة كمواطنين. يدعو إلى توفير أماكن سكن مناسبة، وتأمين حياة كريمة للناس بدلًا من تهديم منازلهم وتركهم في العراء.

ويستنكر الزيادين التناقض في تعامل الحكومة، حيث يُسمح للناس بالتسوق في بئر السبع بينما تُحضّر في مكاتب البلدية أوامر هدم لبيوتهم، ويصف هذا السلوك بأنه “خطير وغير أخلاقي”. ويطالب لجنة المتابعة العليا والقيادات والأحزاب العربية بالإعلان عن مقاطعة تجارية رسمية وشاملة لمدينة بئر السبع، مشيرًا إلى توفر الأسواق والمتاجر في القرى البدوية التي يمكن الاعتماد عليها.

ويشير الزيادين إلى أن المقاطعة ستؤثر اقتصاديًا، ويستشهد بتراجع الحركة التجارية خلال الأعياد العربية كمؤشر على التأثير الممكن. ويؤكد أن المقاطعة وسيلة ضغط فعالة في ظل تجاهل الحكومة لمعاناة الناس.

ويطالب الزيادين الحكومة بتغيير سياساتها العنصرية، كما يدعو إلى تحرّك فوري من قبل الأحزاب والمؤسسات العربية لتوفير خيام ومساعدات عاجلة للعائلات التي هجّرت وهُدمت منازلها، عبر التنسيق مع مؤسسات دولية لتأمين احتياجات المتضررين.

ويختم الزيادين بدعوة واضحة لإسقاط الحكومة الحالية، معتبرًا أنها “حكومة عنصرية يجب أن تُسقط بسياساتها، وليس فقط بمخططاتها ضد العرب”. ويؤكد أن رفع سقف المطالب بات أمرًا ضروريًا، وأن المجتمع البدوي يرفض تمامًا هذه السياسات ويصرّ على نيل حقوقه الكاملة.

من جهته، يؤكد طلب الصانع، رئيس لجنة التوجيه العليا لعرب النقب، أن دعم الاقتصاد المحلي العربي في النقب أصبح ضرورة وطنية واقتصادية، ويدعو الجماهير العربية إلى التوجه نحو المحال التجارية في بلداتهم بدلاً من الاستمرار في دعم المحال في مدينة بئر السبع، التي تساهم في استنزاف اقتصادنا المحلي وإفقار التجار العرب.

ويشدد الصانع في حديثٍ خاص مع الجرمق على أن الوقت قد حان لخلق بدائل حقيقية لسوق بئر السبع، من خلال تعزيز أجواء اقتصادية مشجعة في بلداتنا العربية، وتنظيم حملات تسويق ومشتريات خاصة بعيد الأضحى، تُشرك التجار المحليين وتمنحهم الفرصة لتقديم تسهيلات تحترم المستهلك العربي. ويؤكد: “نحن وأبناؤنا أولى وأحق بالدعم الاقتصادي، خصوصًا في ظل المواقف السياسية العنصرية لرئيس بلدية بئر السبع، الذي يدعم سياسات التهجير والترحيل ويمنع المسلمين من الصلاة في مسجد بئر السبع الذي حُوّل إلى متحف”.

ويرى الصانع أن ما يحدث يتطلب موقفًا جوهريًا، وليس مجرد دعوة للمقاطعة، ويقول: “ندرك أن بئر السبع تظل مركزًا طبيًا وأكاديميًا وخدماتيًا، ولا يمكن للمواطنين الاستغناء عنها كليًا، لكننا نطالب بالتعامل المسؤول مع قضايا الجماهير العربية، وعلى رأسها قضايا الاعتراف بالقرى، والهدم، وحقوق السكن، وحق المسلمين في استعادة مسجدهم”.

ويتحدث الصانع عن استمرار معاناة سكان القرى غير المعترف بها، خاصة في قرية السر، حيث ما زال المواطنون يفترشون الأرض ويلتحفون السماء بعد هدم منازلهم، رغم اقتراب عيد الأضحى. ويحيي الصانع رئيس بلدية شقيب السلام على فتح المدارس أمام العائلات المهجّرة، ويدعو جميع أبناء المجتمع إلى فتح بيوتهم وقلوبهم لأهلهم الذين هُدمت بيوتهم. ويضيف: “هذا امتحان حقيقي لتضامننا، ويجب أن نستمر في نضالنا حتى ننتزع حقنا بالاعتراف والبقاء على أرض الآباء”.

ويندد الصانع بالتخطيط العنصري الذي يقضي بإقامة 120 بلدة يهودية جديدة منذ عام 1948، بعضها على أنقاض القرى العربية القائمة، مقابل تجاهل متعمّد للقرى العربية، سواء بعدم الاعتراف بها أو بهدم البيوت في المعترف بها.

وفي هذا السياق، يعلن الصانع عن مظاهرة كبرى ستُقام في قلب مدينة بئر السبع بعد عيد الأضحى مباشرة، وتليها قافلة سيارات وزحف جماهيري إلى القدس، إذا لم تتوقف سياسة هدم البيوت. ويؤكد أن هذه الخطوات تأتي في مواجهة سياسة “هدم الكرامة العربية”، ويقول: “هدم بيت واحد هو هدم لكرامة كل مواطن، ويجب أن نشعر أن كل بيت يُهدم هو بيتنا، وكل عائلة تُهجّر هي عائلتنا”.

ويختم الصانع بالإعلان عن مظاهرة قطرية غير مسبوقة منذ عام 1948، ستقام أمام مكتب رئيس الحكومة، تبدأ بقافلة سيارات لإغلاق الشوارع، وتنتهي باعتصام جماهيري، مطالبًا الجماهير في الجليل والمثلث والنقب بالانضمام إلى هذا التحرك التاريخي من أجل كرامتنا ومستقبلنا في هذه البلاد.

. . .
رابط مختصر



اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة *

مشاركة الخبر