ندم ورعب وحسرة.. أفراد عرب يكشفون تفاصيل مهولة عن ما تعرضوا له إثر خدمتهم في الشرطة الإسرائيلية

نشر موقع "واينت" العبري شهادات لثلاث من أفراد الشرطة الإسرائيلية أجمعوا خلالها على خوفهم وندمهم بسبب المشاكل التي تسببت لهم بها خطوتهم بالالتحاق بصفوف الشرطة الإسرائيلية وما يترتب على ذلك من مواجهة مع المجتمع الفلسطيني في أراضي48 من أهل وأقارب وجيران وأهالي البلدات الفلسطينية في أراضي48.
وفي التفاصيل التي أوردها موقع "واينت" وترجمها موقع الجرمق الإخباري، فإن التقرير يدور عن شهادات لـ3 عناصر من أراضي48 خدموا في الشرطة الإسرائيلية كشفوا عن تجربتهم، حيث قال الشاب العشريني أحمد الذي ينحدر من إحدى البلدات الفلسطينية في الشمال: "نشروا صورتي وكتبوا عميل للشرطة الإسرائيلية وعلى إثر ذلك خشيت من التجول في الطرقات".
ويضيف أحمد، "حين علم أقاربي بهذا توجهوا إلى أبي وأرادوا إخراج عائلتي من البلدة واشترطوا عليه إما استمرار العلاقة معهم واعتزالي من الشرطة أو الخروج من البيت.. وقررت الخروج من البيت.. أذكر كم بكيت حين بدأت بجمع امتعتي وخرجت من البيت إلى مكان لم أفصح به لأي شخص خوفًا على حياتي ورغم هذا ظلت التهديدات تلاحقني".
ويردف، "معظم المواطنين العرب بشكلٍ عام ينبذون من يخدم في الشرطة الإسرائيلية وأذكر جيدًا عندما قال لي أحد المواطنين العرب: أنتم لا تكترثون بما يحصل في المجتمع العربي من قتل وعنف تريدون استمرار هذا الوضع وأن يقتل أحدنا الآخر".
ويوضح أحمد أن الفتاة التي كان يخطبها أنهت علاقتها به بطلب من والدها فور معرفته بأنه يخدم بالشرطة الإسرائيلية.
ويتابع، "في إحدى المرات بصق أحدهم على وجهي وشتمني آخرون وقالوا لي: اخجل من نفسك.. شعور الخوف يتملكني دائمًا.. هناك ثمن يدفعه أفراد الشرطة العرب وانضمام أحدهم للشرطة هو بمثابة إعلان حرب على عائلته.. المجتمع العربي لا يثق بالشرطة الاسرائيلية لأن الشرطة والحكومة أهملت المجتمع العربي".
وفي شهادة أخرى للعربي جورج وهو محقق سابق في قسم الجرائم التابع للشرطة الإسرائيلية، قال: "أشعر بتهديد على حياتي.. أضعت من عمري 20 عامًا ولو عدت إلى الوراء لما انضممت إلى الشرطة".
ويضيف، "كنت أتجول دون حمل سلاح.. الجميع يكن لي الاحترام لكن ليس بسبب محبتهم لي إنما بسبب القوة التي أملكها والخوف مني.. لكن حين اتقاعد سأكتشف الوجه الحقيقي والكراهية تجاهي.. هم ينظرون إليّ كخائن ولو كانت لهم الإمكانية لقتلوني".
وينوه جورج إلى أنه ورغم مرور سنوات على اعتزاله العمل مع الشرطة الإسرائيلية لا يزال يشعر بتهديد على حياته، مضيفًا، "أخاف التجول في الطرقات وبعد سنوات من الخدمة في الشرطة أشعر أنني وحيد بدون ظهر.. تهجم عليّ أحدهم ذات مرة وقال لأصدقائه: هذا الذي تسبب بسجن بعض الأشخاص، ورغم تقديمي لشكوى ضده، إلا أن الشرطة أغلقت الملف ولم تستدع المشتبه".
ويؤكد جورج على أنه دفع ثمنًا غاليًا بسبب خدمته في الشرطة الإسرائيلية، قائلًا: "خدمتي في الشرطة انعكست سلبًا على عائلتي وحتى اليوم الناس لا يحترمونني.. أتعرض للشتم والكثيرون يحذرون مني حين يرونني.. منذ اعتزالي للعمل في الشرطة وأنا في البيت بدون أصدقاء.. أبنائي كذلك بدون أصدقاء.. صديقات زوجتي بدأن بالابتعاد عنها أيضًا".
ويوضح أنه رفض قرار ابنه بالانضمام للشرطة الإسرائيلية، حيث قال له: "إذا تجندت في الشرطة فلست ابني.. لا أنصح أي شخص بالتجند في الشرطة بسبب الثمن الذي دفعته مقابل هذا.. أي شاب عربي ينضم للشرطة سوف يدمر حياته وحياة أبنائه وسوف ينظرون إليه على أنه خائن".
ويقول الشاب العشريني فؤاد وهو أحد الشبان العرب الذين التحقوا بصفوف الشرطة الإسرائيلية واعتزل قبل حوالي عام بسبب ضغوط عائلية: "أمي وأختي تلقيتا تهديدات بسبب خدمتي في الشرطة.. عرفت أن المجتمع العربي لا يحب جهاز الشرطة لكني انضممت لأكافح الإجرام في المجتمع العربي.. لكن وخلال 3 سنوات بدأت لقاءاتي مع العائلة تقل".
ويتابع: "خلال عملي قابلت أشخاصًا من بلدي وحين تحدثت معهم بالعبرية وبخوني وقالوا لي: لا تنسى من أين أنت.. تبًا لك.. أنت عار على البلدة، ثم تهجموا عليّ.. ونقلت على إثر ذلك للمستشفى".
ويضيف: "منذ انضمامي للشرطة تغيرت نظرة المجتمع إلى أمي وأختي.. وهناك صديقة لأختي ابتعدت عنها حين علمت بعملي في الشرطة.. الكثير من الناس لم تعد تسلم عليّ أو تتحدث أمامي بشيء.. والدتي فُصلت من عملها بعد أن تلقى المسؤول عنها تهديدات.. كما أن أمي وأختي تلقيتا تهديدات أيضًا وبسبب هذا قررتا قطع العلاقة معي لذا قررت اعتزال العمل الشرطي، وحتى بعد اعتزالي ما تزال النظرة تجاهي ذاتها".
ويقول فؤاد في ختام حديثه: "أرغب بوضع هذه المرحلة التي خدمت خلالها في الشرطة ورائي وبدء حياة جديدة هادئة تعيد الاستقرار ‘لى عائلتي خاصة لأمي وأختي".