لماذا يُكثف الإعلام العبري النشر عن الأنشطة المدرسية التي تشجع شبان النقب على التجنيد؟

أكد محمد السيد الناشط والإعلامي من قرية السيد في النقب على أن الإعلام العبري يتناقل حاليًا قضية الأنشطة التي تشجع على تجنييد الشبان في النقب بالجيش الإسرائيلي لإيهام الجمهور أن هناك أصوات مضادة للأصوات التي تدعو مؤخرًا للمواجهة والوقوف في وجه التهجيير والهدم والتضييق في النقب.
وتابع في حديثٍ للجرمق أنه في الفترة الاخيرة مع تصاعد الهجمة في النقب بدأت تعلو الأصوات التي تدعو النقباويين لمواجهة السلطات والمؤسسة الإسرائيلية مشيرًا إلى أن الأنشطة التي قامت بها مدرسة السيد بزيارة معسكرات للجيش ليست جديدة ولكن الإعلام العبري يريد أن يوهم الجمهور بأن هناك أصوات أخرى تدعو للالتحاق بالجيش.
ولفت السيد إلى أن ظاهرة التشجيع على الانضمام للجيش ليست بالجديدة، وإنما هي جزء من حملة واسعة تنتهجها المؤسسة الإسرائيلية وترصد لها ميزانيات لخرط الفلسطينيين بالمجتمع الإسرائيلي بدءًا من تشجيعهم على الانخراط بالخدمة المدنية التي تعد توطئة للخدمة العسكرية.
وأشار للجرمق أن هناك قسم في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي يهتم بأمر الخدمة المدنية التي توهم الطلبة الفلسطينيين بأنها تقدم لهم تسهيلات في التعليم والعمل مستقبلًا مقابل الالتحاق بالخدمة المدنية ومن ثم العسكرية.
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي لديه مجموعة "الجدناع" التي تستهدف الطلبة النقباويين وتعمل في جميع المدارس الفلسطينية في النقب حيث تقوم بتشجيع الطلبة ومحاولة خرطهم بالجيش الإسرائيلي.
وتابع للجرمق أن معظم مدراء المدارس يحاولون أن يتواروا خلف الأنظار عند الحديث عن هذا الأمر والتشجيع عليه، لافتًا إلى أن هناك "اجتهادات" ذاتية من بعض المدراء للكشف عن تشجيعهم للطلبة للإنخراط بالجيش على العلن.
وقال السيد إن التصدي لقضية تشجيع الطلبة على الإنخراط بالجيش تتم عن طريق أهالي الطلبة عبر توعيتهم وتثقيفهم، مشيرًا إلى أنه لا يمكن التعويل على مدراء المدارس والطواقم التدريسية.
وأضاف أن مدراء المدارس يتم تعيينهم بتدخل مباشر من قبل المخابرات الإسرائيلية وفق أجنداتتخدم المؤسسة الإسرائيلية، قائلًا، "هناك عشرات الأساتذة الذين يحملون درجات وشهادات عليا ولم يستطيعوا الوصول لدرجة مدير بالمقابل هناك من لهم علاقة مباشرة مع مسؤوليين في الشاباك يستطيعون الوصول للمناصب بسهولة".
ولفت إلى أن قرية السيد وغيرها من القرى الفلسطينية في النقب لها خط وطني واضح وعدد الملتحقين بالجيش فيها قليل جدًا ويكاد يكون معدوم ولذلك تحاول المؤسسة الإسرائيلية تغيير هذا الواقع في القرى لإشعال فتنة بين أهالي القرية والتسبب بالعنف.
وتابع للجرمق أن المؤسسة الإسرائيلية تقوم بعملية غسيل دماغ والتغرير بالطلبة الصغار عبر استهدافهم ومحاولة ترغيبهم بالالتحاق بالجيش مقابل تقديم خدمات معينة كتوفير قسائم بناء لهم في القرى والبلدات المعترف بها وإيهامهم أنهم يستطيعون الحصول على امتيازات لا يمكن أن يحصل عليها سوى الجندي في الجيش.
وأشار إلى أن الأهالي في النقب يرفضون رفضًا قاطعًا هذه الممارسات والأنشطة ومنهم من يقول بأنه مهما حاولت المؤسسة الإسرائيلية تشجيع الطلبة للالتحاق بالجيش فإن ذلك لن يحصل لأن التربية لها دور كبير جدًا في تشكيل الإنسان وبالتالي الطلبة لديهم الوعي الكافي ولن ينضموا بالمستقبل للجيش.