مئات الأمهات من الدروز يهددن: سنمنع أبنائنا من أداء الخدمة العسكرية لهذا السبب..
الدروز

وقعت أمهات من الدروز على عريضة يرفضن عبرها أن يذهب أبنائهن لأداء الخدمة العسكرية على خلفية محاولات الحكومة الإسرائيلية إقامة مستوطنة على أراضي لهم في دالية الكرمل، ووفقًا لمصادر خاصة فإن نحو 1000 أم لشبان دروز وقعن على العريضة.
وقال راني عجمية من يانوح، وهو درزي رافض للخدمة بشكل مبدأي في حديثٍ خاص مع الجرمق: "بدأت القضية عندما قررت الحكومة الإسرائيلية أن تقيم مستوطنة بجانب دالية الكرمل، وكان هناك مخالفات للأهالي الذين يعمرون على الأراضي بالمنطقة".
ويتابع، "الحكومة الإسرائيلية قررت أن يكون هناك إعلان رسمي لبناء هذه المستوطنة، وبسبب وجود نفس نسب الأراضي لدى الدروز وبسبب القوانين التي تصدر بحقهم في السنوات الأخير".
ويردف، "يوجد أهالي قالوا إنهم لا يريدون أن يرسلوا أولادهم إلى الخدمة العسكرية، بالنسبة لهذا القرار اجتمعت الأمهات وكتبوا عريضة يقولون فيها إنهن لن يرسلن أولادهن إلى الخدمة العسكرية، وأرسلوا هذه الرسالة إلى موفق طريف وهو الرئيس الروحي للطائفة الدرزية على أمل أن يحاجج بها الحكومة الإسرائيلية".
ويضيف، "يوجد نضال ضد قرار إقامة المستوطنة، وهذا النضال يتمثل بخيمة اعتصام في بلدة عسفيا، ويوجد تظاهرات تنظمها الحراكات في دالية الكرمل".
ويقول عجمية لـ الجرمق: "يوجد أمهات اللاتي ينظرن إلى الوضع وكأن جلودهن كويت مما يحدث في الداخل، وحاليًا نرى في آخر 5 أعوام الكثير من الأمهات يرفضن الخدمة العسكرية لأولادهن، وهن ممن لا يرفضن بشكل مبدأي".
ويتابع، "أتوقع أن يكون هناك نسبة جيدة من الأمهات اللاتي يرفضن الخدمة العسكرية لأبنائهن في الجيش الإسرائيلي، وسيكملون برفضهم للخدمة العسكرية، وأتمنى أن تزداد النسبة مع الأيام".
وجاء في العريضة التي وقعتها الأمهات: "نحن الموقعات أدناه مجموعة من النساء الدرزيات الجسمانيات والروحانيات, الخيات والأمهات من كافة القرى الدرزية في إسرائيل، رأينا من المناسب إشراكك برسالتنا لوزير الجيش لافتين انتباهك لما وصل إليه مجتمعنا في الفترة العصيبة الاخيرة من أحكام جائرة على الشباب والازواج الشابة المقبلين على بناء بيوتهم على أراضيهم الخاصة، ومن غرامات باهظة وأوامر الهدم مما أدى إلى ارتفاع سن الزواج فوق الثلاثين وهجرة الشباب إلى المدن والقرى اليهودية مما يهدد بتصدع الأسرة الدرزية في مجتمعنا، كما وتضع الدولة القيود على أراضينا تحت محميات مثل البارك والمحميات الطبيعية".
وأضافت الرسالة، "لقد باتت حياتنا بائسة لثقل الغرامات والرسوم التي فرضت علينا بعد الدخول للمجمعات المائية وأنت تعلم أن الأوضاع الاقتصادية للعائلات الدرزية في جميع قرانا ليست على ما يرام فأكثر من 50% من العائلات تتقاضى أجرًا تحت خط الفقر وذلك بما أتت به تقارير التأمين الوطني".
وأردفن، "عدا عن ذلك ننبهك لتشويه تاريخنا وهويتنا في برامج التعليم التي يعملون بها في وسطنا, مما يؤدي لتحصيل نتائج متدنية بالبجروت، وتأتي الخدمة العسكرية الإجبارية لتشكل حاجزًا كبيرًا أمام مواصلة تعليمهم العالي بالجامعات والمعاهد بعد تخرجهم من المرحلة الثانوية".
وتابعن، "لقد توقعنا بعد اجتماع 23/6/2023 أن يكون الانفراج، فخاب أملنا وتوقعنا أن تستجيب الحكومة الحالية لما ورد في خطابكم التاريخي في اجتماع مقام الخضر ص في كفرياسيف فخاب أملنا للمرة الثانية وخاصة بما يتعلق بتجميد أوامر الهدم وإلغاء الغرامات وإقرار توسيع مسطحات القرى مبدئيًا على الأقل".
وأضافت الرسالة، "وفي النهاية السيد نتنياهو بنيامين رئيس الحكومة لم يكلف خاطره أن يلتفت لممثل العائلات الثكلى من قبل خيمة الإعتصام، ابن الطائفة السيد عز أبو ركن ولو لعدة دقائق وبعد مرور أربعة أيام على اعتصامه أمام بيته في قيساريا وأماكن أخرى كبني اتيف بهضبة الجولان".
وقالت الرسالة: "بناء على ذلك وبعد أن دب اليأس بأفئدتنا وبعد سماحكم ومعونتكم قررنا عدم إرسال أبنائنا للخدمة العسكرية الإجبارية راجين أن تتفهم موقفنا بعد أن أصبحنا بعد سن قانون القومية نخدم دولة الشعب اليهودي وليس دولتنا فأصبحنا في نظرهم ونظر باقي الفئات مرتزقة وفوق ذلك يطبقون علينا قانون كامينتس المشؤوم".
وختم البيان بالقول: "إن لم تستجب الدولة لمطالبنا كما وردت في خطابكم التاريخي وخاصة إبطال الغرامات وأوامر الهدم وتجميد قانون كامينيتس حتى موعد التجنيد القريب القادم فنعلمك أننا سنمنع أولادنا من التجند ولن نتنازل عن حقوقنا كمواطنين من قبل قيام الدولة، نقول ذلك بألم كيف أوصلتنا هذه الحكومة إلى هذا الوضع المزري، فإما أن نعيش فوق الأرض بكرامة وإما تحت الأرض بكرامة".