الحزب الشيوعي والجبهة يستنكران تطبيع السعودية مع "إسرائيل"
الحزب الشيوعي والجبهة

استنكر الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية في بيان مشترك التطبيع الإسرائيلي السعودي، حيث أكد البيان على أن الاتفاق يخدم مصالح الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف البيان، "يرى الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة أن صفقة التطبيع التي تقودها الإدارة الامريكية في خدمة استراتيجيتها الكونية الكبرى، والتي أخذت تنضج بين السعودية وإسرائيل في ظل الحكومة الأكثر يمينية وتطرفًا في تاريخها، والأكثر عزلة على الصعيدين الداخلي والعالمي، من شأنها أن تحمل عدوانا خطيرا على الشعب الفلسطيني وضربة كبرى أخرى للقضية الفلسطينية في سياق مخططات تصفيتها نهائيًا".
وأردف بيان الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية، "لا تطبيع ولا سلام ولا استقرار بالقفز عن الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني".
وتابع، "ما لم يتم الالتزام بالمعادلة الفلسطينية التي عبّر عنها الرئيس الفلسطيني في الجمعية العمومية للأمم المتحدة الأسبوع الأخير بأنه من الوهم الاعتقاد أن بالإمكان تحقيق السلام والاستقرار وتطبيع حقيقي في المنطقة من دون الاعتراف بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني والالتزام بإنهاء الاحتلال وتحرر الشعب الفلسطيني واستقلاله الوطني فإن طابع صفقة التطبيع بين السعودية وإسرائيل برعاية أمريكية سوف يشكل حلقة أخرى في الإيغال في العدوان على الشعب الفلسطيني والتنكر لنضاله وحقوقه العادلة و تضحياته الهائلة، إلى جانب تجاهل استمرار الاحتلال الاسرائيلي للجولان السوري وضرب شعوب المنطقة اقتصاديًا، إذ أن التطبيع مع السعودية، وفق التقارير الاسرائيلية، يشمل مشاريع اقتصادية اقليمية من شأنها أن تنعكس سلبًا على دول المنطقة العربية، وخاصة مصر وقناة السويس، وأيضا الأردن، بحسب ما ينشر".
وأردف، "إننا في الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة نتمسك بالمعادلة الفلسطينية بهذا الشأن، ونتوخى من القيادة الفلسطينية أولا أن تثبت على هذا الربط، وأن تمتنع عن إعطاء أي غطاء شرعي فلسطيني لأي اتفاق بين السعودية وإسرائيل لا يتجاوب مع هذه المعادلة ، ويعمل على استبدال الحقوق الوطنية بإغراءات اقتصادية، مهما بلغت الضغوط الإمبريالية والصهيونية والرجعية العربية بهذا الشأن ونتوخى من القوى الكفاحية الفاعلة على الساحة السياسية الفلسطينية أن تتصدى لكل تطبيع يتم بالقفز عن حقوق الشعب الفلسطيني، ومن القوى العربية والعالمية التقدمية أن تقف إلى جانبها وتتضامن مع معركتها في هذه المرحلة الدقيقة".
وقال البيان: "إن صفقة التطبيع هذه التي تنكشف طبيعتها شيئًا فشيئًا، تُشكل خضوعًا لمنطق والمفهوم الاستفزازي لنتنياهو، والحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، للتطبيع القائم على القفز عن القضية الفلسطينية، الذي لا يرفض فقط وقف الاستيطان وإنهاء الاحتلال والاعتراف بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وقيام الدولة الفلسطينية، وإنما يرفض دفع ثمن التطبيع يعمل على إنجاز تطبيع مجاني يمر عبر تهميش القضية الفلسطينية وتحييدها، كجزء من الاستراتيجية التي روج لها نتنياهو دائمًا بإمكانية انجاز التطبيع المجاني مع العالم العربي دون أي تحرك على مستوى القضية الفلسطيني، وخاصة أن هذا التطبيع يأتي في ظل حكومة الانتقال الفاشي الأكثر يمينية وتطرفًا وخطورة في تاريخ إسرائيل، حكومة الضم وتأبيد الاحتلال والاستيطان ومخططات الترانسفير المعلنة والتصفية العرقية للشعب الفلسطيني والعلوية الاثنية اليهودية الفجة وحكومة تصفية القضية الفلسطينية والقضاء نهائيًا على مطامح الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإنجاز الاستقلال وإنهاء الاحتلال- تُعطى بهذه الصفقة دمغة شرعية عربية ومن دولة مركزية في المنطقة".
وأضاف، "الأخطر أن صفقة تطبيع كهذه إن تمت، فإنها تشكل طوق إنقاذ لحكومة نتنياهو-بن غفير التي تواجه عزلة دولية متصاعدة بسبب طبيعتها الفاشية غير المسبوقة في تطرفها، وكذلك تواجه أزمة داخلية عميقة على إثر الاحتجاجات في الشارع الإسرائيلي إثر تشريعات الانقلاب القضائي الفاشي. ومثل هذه الصفقة ستكون بمثابة الهدية السعودية لنتنياهو لتقديمها كإنجاز سياسي لفك عزلته الدولية وحل أزمته الداخلية".
ويؤكد الحزب الشيوعي والجبهة أن محاولات تحييد القضية الفلسطينية وتصفيتها سيفشلها الشعب الفلسطيني كما أفشل كل المخططات السابقة وآخرها صفقة القرن.