قراءة في المشهد الإسرائيلي: آخر حروب نتنياهو متعددة الجبهات بين القدس وواشنطن


  • الخميس 2 نوفمبر ,2023
قراءة في المشهد الإسرائيلي: آخر حروب نتنياهو متعددة الجبهات بين القدس وواشنطن
توضيحية

- لن تكون حرب نتنياهو الاخيرة في غزة ولا على الحدود، بل على بقائه السياسي. منذ السابع من اكتوبر دخل نتنياهو مرحلة اللعب بالوقت الضائع وحسم مصيره السياسي الذي لم تنجح حركة الاحتجاج ضد التشريعات خلال تسعة أشهر في تحقيقه بل الاخفاق الامني الهائل والشامل هو ما وضع له حدا لا يمكن تجاوزه.

- سوف تكون حرب نتنياهو الاخيرة متعددة الجبهات؛ واحدة مقابل الرئيس الامريكي بايدن والذي بات نفوذه على القرار الاسرائيلي الامني والسياسي كما لم يكن يوما، خاصة بعد أن فرضوا على نتنياهو اقامة حكومة حرب فيها قائدا الاركان السابقين غانتس وايزنكوت، وحربه مع الراي العام الاسرائيلي وقد بات 82% من الجمهور الاسرائيلي وفقا للمعهد الاسرائيلي للدمقراطية يدعم القيادة العسكرية والامنية، مقابل 18% لا أكثر يثقون بالحكومة وهي أدنى نسبة في تاريخ إسرائيل.

- ستكون حرب نتنياهو ايضا مقابل حزبه الليكود والورثة المحتملين والذين بدأوا يتمردون على قيادته، وسياسيا مقابل المعارضة من لبيد خارج الائتلاف الحربي وغانتس عضو الائتلاف، وتبقى حرب نتنياهو الشخصية الاكثر ايلاما بالنسبة له وهي ملفاته الجنائية امام القضاء الإسرائيلي.

- جاء تقرير سرّبه موقع "بوليتيكو" في الاول من تشرين ثان ليضع حدا للتأويلات بشأن الموقف الامريكي من نتنياهو وهو انه غير أهل لقيادة اسرائيل في حربها وعليه التنحي، وبالنسبة للولايات المتحدة فإن اسرائيل في حربها هي شأن امريكي وأمن قومي امريكي مباشر، لان اي ضعف لها اقليميا يعني تضرر المصالح الامريكية عالميا.

- لاول مرة تبلغ الامور الى حد شبه اجماع اسرائيلي مناوئ لرئيس الوزراء نتنياهو ولبقائه في سدة الحكم. كما وبدأت حركة احتجاج على أهليته في ادارة شؤون الحرب لتصبح خارجة عن السيطرة، على الرغم من كل المساعي لمنع اي صوت انتقادي بما فيه صوت عائلات الرهائن والاسرى الاسرائيليين في غزة. لقد شكل المؤتمر الصحفي يوم 28/10 وما تبعه من تهجمه على قادة الجيش والاستخبارات ثم تراجعه خطوة متقدمة نحو نهايته السياسية، على خلفية إخفاق 7 اكتوبر وتزايد دائرة الشخصيات التي تبوأت اعلى سلم المهام الامنية (يعلون وبراك وموفاز وتيبون و..)، والتي تطالبه بالتنحي فورا، وبعقد صفقة تبادل أسرى على اساس مبدأ "الكل مقابل الكل" اي كل الاسرى الاسرائيليين مقابل الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.

- تنحي نتنياهو او تنحيته لا تعني ان اسرائيل ستكون أقل عدوانية بل على العكس سوف تسيطر النزعة العسكرية أكثر على القرار السياسي ونحو الاجتياح البري الشامل لغزة ولتوسيع الجبهات بما فيها الجبهة الشمالية في سعي لاستغلال الغطاء الامريكي الحربي في البلاد والمنطقة.

- من غير المستبعد ان يدفع نتنياهو نحو التصعيد الحربي بما فيه في الضفة الغربية ومتعدد الجبهات من اجل خلط الاوراق سعيا للبقاء

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر