ما هي طبيعة الرد الإسرائيلي على "الرد الإيراني" ومتى وأين سترد؟ محللون يجيبون

 


  • الثلاثاء 16 أبريل ,2024
ما هي طبيعة الرد الإسرائيلي على "الرد الإيراني" ومتى وأين سترد؟ محللون يجيبون
توضيحية

يُشير محللون سياسيون إلى أن القصف الصاروخي من إيران سيُقابل برد إسرائيلي ولكن لن يؤدي ذلك لحرب إقليمية في المنطقة، وإنما سيقتصر الرد على "إعادة الاعتبار" لإسرائيل وإرسال رسالة إلى العالم أن من "يتجرأ على قصفها مجددًا سيلقى ردًا مناسبًا"، مؤكدين على أن حالة الهجوم والرد الحاصل حاليًا بين "إسرائيل" وإيران مستوى جديد من الحروب لم يشهده العالم مسبقًا.

وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي قد أعلن خلال تواجده في قاعدة "نتافيم" الجوية في النقب أن، "إطلاق صواريخ نحو أراضي دولة اسرائيل سيواجَه بِرد"، متابعًا، "انظروا، نحن نتطلع إلى الأمام، وندرس خطواتنا، وهذا الإطلاق لعدد كبير من الصواريخ والطائرات بدون طيار على أراضي دولة إسرائيل سوف يقابَل برد".

وفي السياق، أكد مسؤول أمني إسرائيلي أن إسرائيل قررت الرد على القصف الإيراني، وأن "وزير الأمن ورئيس أركان ورئيس أركان الجيش قالا رأيهما، ولم يتقرر بعد شكل وطريقة الرد لكن ينبغي أن يدعم مصالح دولة إسرائيل في هذه الفترة" وفق ما ذكر موقع "واللا" الإلكتروني.

طبيعة الرد الإسرائيلي على "الرد الإيراني"

ويقول المحلل السياسي والكاتب أمير مخول للجرمق، "الجولة السابقة ردت فيها إيران على قصف القنصلية الإيرانية في دمشق واستهداف القيادات العسكرية في سوريا، وإسرائيل تحاول الآن وضع نفسها في موقع أنها المُهاجَمة وليست المُهاجِمة ولكن القضية الأساسية أن إسرائيل الآن في وضع استراتيجي يختلف عمّا كان عليه قبل 13/14 من هذا الشهر أي قبل الرد الإيراني لأن هذا الرد لم يكن الهدف منه حدوث دمار شامل في إسرائيل، فالرد كان واضح المعالم ومكشوف مسبقًا وسبقه حديث مع مصر والولايات المتحدة الأمريكية ومحاولة التوسط بأن تكون الضربة بحدود تمنع الرقي لمستوى حرب مفتوحة بين الطرفين وأعتقد أن ذلك قد حدث بالفعل".

ويتابع للجرمق، "هذه إحدى المعارك القليلة جدًا، يشعر كل طرف فيها أنه انتصر وهذا قد يخفف من حدة التوتر، ولكن حتى لو قالت إسرائيل أنها انتصرت، فمنذ اليوم الأول، ظهرت الانتقادات لإسرائيل أنها تلقت ضربة من هذا النوع وأن عليها الرد، وما يحدث هو مستوى جديد من الحروب في العالم وليس فقط بين إسرائيل وإيران، والآن بات النقاش حول هل ترد إسرائيل أو لا ترد".

ويضيف للجرمق، "كان هنا أسبقيات مثلًا لدى إسرائيل بعدم الرد على القصف وحدث ذلك في بداية التسعينيات عندما انطلقت صواريخ من العراق باتجاه إسرائيل وتحديدًا حيفا والشمال وكان شامير في الحكم حينها ولم ترد إسرائيل وهذا كان أقوى من الرد نفسه، ولكن الآن إسرائيل تريد أن ترد انتقاما من الجرأة الإيرانية بقصف إسرائيل".

ويقول للجرمق، "إذا ردت إسرائيل سيكون هناك رد مقابل، ولكن أمام إسرائيل الآن معضلات كبرى هي أنها لا تستطيع مواصلة حربها في غزة مع الذهاب إلى حرب مع إيران، رغم أن حكومة نتنياهو استفادت من الضربة الإيرانية عبر إزاحة الأنظار عن غزة عبر الموضوع الإيراني الذي هو ليس قضية فلسطينية بطبيعة الحال، واستفادت أيضًا بتحرير الحكومة من العبء الذي عانت منه عالميًا بسبب الحرب على غزة".

ويضيف، "إذا أرادت إسرائيل فتح حرب مع إيران الآن فهي ستفتح حرب على الجبهة الشمالية مع لبنان ويمكن أن تبدأ الحرب مع إيران من الحرب مع حزب الله، وهذا لا يمكن توقع نتائجه الآن، لأن هناك تردد إسرائيلي، في الوقت الذي ترى فيه أوساط إسرائيلية بأن إسرائيل ليست بحاجة للرد لأنها قد تقوم بعمل داخل إيران من خلال الموساد وغيره داخل المنشآت النووية وغير النووية وقامت خلال سنوات طويلة باغتيال علماء وخبراء".

ويستدرك مخول قائلًا، "إسرائيل الآن في حالة ورطة أن الردع الإسرائيلي تآكل وفكرة الأمن القومي الإسرائيلي تراجعت ولذلك تسعى إسرائيل إلى الانتقام".

ويضيف مخول للجرمق، "هناك تفكير تطرحه عدة جنرالات إسرائيلية الآن، أنه منذ اللحظة الأولى لاستهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، أعلنت إسرائيل عن حرب، وهذه ورطة استراتيجية، وهناك من يرى أيضًا أن إسرائيل إذا أرادت محاربة إيران فعليها أن تواصل حربها على غزة على اعتبار أن حماس أحد وكلاء إيران، وأن تقوم باجتياح رفح وإنهاء احتلال غزة والتفرغ للجبهة الشمالية والإيرانية".

ويتابع للجرمق، "على المستوى الأمني والدولة العميقة، هناك رأي إسرائيلي بأن لا تدخل إسرائيل في حرب لا تتوقع حدود نتائجها مسبقًا لأن هذه حرب إذا اشتعلت قد ترقى إلى مستويات مختلفة قد تخسر فيها إسرائيل استراتيجيًا".

ويردف مخول، "إمكانية الرد الإسرائيلي الواسع واردة، لأن هناك حكومة في إسرائيل تفكر بمدى قصير ولا تفكر استراتيجيًا من وجهة نظر إسرائيلية، وهناك إمكانية لأن تفرض المؤسسة الأمنية الإسرائيلية رأيها على الحكومة الإسرائيلية وأن يكون رد دون الإعلان المسبق عن موعده وكيفيته، وهل سيكون استهداف مباشر أو غير مباشر".

ويقول، "كل هذه الإمكانية مطروحة على الطاولة وأعتقد أنه إذا أُشعلت الحرب مع إيران قد يستفيد نتنياهو سياسيا وقد تخسر إسرائيل استرتايجيًا، والآن تأتي الفكرة الإسرائيلية وموضوع تلمُس الأثر الاستراتيجي الذي كان لغير صالح إسرائيل هذه المرة".

ومن جهته، يقول المحلل السياسي فايز عباس للجرمق، "إسرائيل تهدد بالرد سواء من القيادة العسكرية أو السياسية، ولكن من يضغط للرد على ’الرد الإيراني’ هي القيادة العسكرية وهم يقولون إنه لا يمكن أن يمر قصف إسرائيل مرور الكرام لأن ذلك قد يصبح سابقة بالنسبة لإسرائيل".

ويتابع للجرمق، "لم تقرر إسرائيل كيف ومتى سترد على إيران، ولكن باعتقادي أنها سترد عبر تنفيذ عملية داخل إيران ولن تكون كالعمليات السابقة لإسرائيل في إيران، فقد قامت مسبقًا بقتل عدد كبير من علماء الذرة في إيران وقامت بسرقة الأرشيف النووي الإيراني ولها باع طويل في اغتيال قيادات في الحرس الثوري الإيراني في سوريا، وهذا يعني أن إسرائيل بإمكانها أن تصل لإيران وتنفذ عمليات لكنها هذه المرة ستشن عملية أوسع لإرسال رسالة لإيران وغيرها بأن إسرائيل سترد على أي عملية مماثلة في المستقبل".

ويتابع للجرمق، "التخوف الأمريكي الآن هو من عملية تقصف فيها إسرائيل المفاعل النووي الإيراني وهنا تكمن الخطورة ليس فقط لإيران وإنما للمنطقة ككل، فتفجير مواقع مثل المفاعل النووي الإيراني سيكون له الأثر الكارثي على المنطقة وعلى إسرائيل".

ويضيف للجرمق، "أعتقد أن الرد الإسرائيلي سيكون واسع جدًا لكي تحذر إسرائيل كل من يفكر بقصفها والاعتداء عليها فالرد سيكون قاسيا جدا ولكن إسرائيل دون الدعم الغربي والدعم من الدول الحليفة مثل أمريكا وبريطانيا وفرنسا وبعض الدول العربية لن تقوم بالعملية دون حماية، ففي الجولة السابقة لولا الطائرات الأمريكية والبريطانية والعربية أيضا لكان وضع إسرائيل في هذا القصف كارثي وصعب حتى أن الخبراء الاستراتيجين الإسرائيليين يقولون لولا تدخل التحالف العربي الغربي الأمريكي لحماية إسرائيل لدمرت الكثير من المنشآت العسكرية".

ويضيف للجرمق، "إسرائيل لن تجرؤ على قصف إيران دون الحصول على دعم من الدول الغربية وبعض الدول العربية في المنطقة فدون ذلك لا تستطيع إسرائيل الدفاع عن نفسها في حال قامت إيران بالرد على إسرائيل والقيام بعملية انتقامية ضدها".

متى سترد "إسرائيل"؟

ويقول المحلل السياسي فايز عباس للجرمق، "إسرائيل لم تحدد الوقت والزمن للرد ولم تحدد أيضًا الأهداف الإسرائيلية في إيران ولهذا لا يمكن التكهن بموعد الرد، ولكن يمكن القول إن للرد أبعادًا دولية، وإسرائيل سترسل عبره رسالة للعالم أن من يعتدي عليها سيدفع الثمن لذلك أعتقد أن الضربة التي ستوجه لإيران ستكون قاسية إلى حد كبير وليس مثل الضربة الإيرانية لإسرائيل لأن طهران أبلغت واشنطن أنها سترد وكانت إسرائيل مستعدة لهذا الرد، قبل تنفيذ العملية ولذلك أعتقد أن إسرائيل لن تفعل ذات الشيء وإنما ستقوم بعملية سيكون لها الأثر الكبير على إيران وعلى دول أخرى في المنطقة".

هل ستشهد المنطقة حرب إقليمية؟

ويرى المحلل السياسي والكاتب أمير مخول أن إمكانية اندلاع حرب إقليمية أمر مستبعد، لأن كلا الطرفين سواء "إسرائيل" أو إيران" ليسا معنيان بحرب إقليمية إلا إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية ستقوم بها وليست "إسرائيل" لأنها لا تملك القدرة على ذلك، مضيفًا، "إسرائيل مستنزفة في غزة فهي قد استنزفت نفسها في حرب لا تستطيع أن تنجز أهدافها منذ أشهر أمام قوة حماس التي تعتبر قوة ضئيلة مقارنة بقوة حزب الله وإيران".

ويتابع للجرمق، "كل الخيارات مفتوحة ولكن من المستبعد الذهاب لحرب إقليمية كما أنه من الصعب التكهن بزمن للرد الإسرائيلي فقد يكون قريب أو بعيد، فإيران أخذت سنوات حتى ردت على إسرائيل وعملت بمبدأ الصبر الاستراتيجي والآن إسرائيل بحاجة للصبر الاستراتيجي".

وبدوره، يقول المحلل السياسي فايز عباس، "هناك توتر إقليمي في المنطقة وإمكانية حدوث حرب مع إيران واردة جدًا ولكن ليس حرب إقليمية فلا يوجد دول ستدخل الحرب مع إيران أو حتى ضدها لأن كل الدول ستصاب بشكل أو بآخر من العمليات العسكرية بين إسرائيل وإيران، ومنها الدولة العربية بالأساس وستدفع ثمنًا لهذه الحرب ومن كلا الطرفين"

ويتابع، "إذا وقفت هذه الدولة إلى جانب إسرائيل ستنتقم إيران منها، وإذا وقفت مع إيران، ستنتقم إسرائيل والغرب منها، لذلك الدول العربية في وضع لا تحسد عليه في هذه الفترة من التوتر في المنطقة بشكل عام".


 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر