غانتس فكر بالانتخابات غانتس يتحدى نتنياهو لفظيا ويتبنى طريقه

أهدى غانتس الى نتنياهو فرصة ثلاثة اسابيع ثمينة بالمفهوم السياسي بمنحه مهلة محدودة لتغيير مسار الحكومة في إدارة الحرب واستراتيجية الخروج أو ما يسمى "اليوم التالي"، وجاء رد فعل نتنياهو عليه ليؤكد ضعف أثر خطاب غانتس مشددا على رفضه لكل ما جاء فيه، وفعليا اعتبر نتنياهو خطاب غانتس موجها للقاعدة الانتخابية اليمينية المُحبَطة من نتنياهو، وعمليا قام نتنياهو بمخاطبتها من خلال تصديه لشروط غانتس.
- في خطابه مساء السبت 18/5 طالب غانتس من نتنياهو بالموافقة لغاية 8 حزيران/يونيو على خطة لتنفيذ ستة أهداف استراتيجية وهي:
عودة المختطفين من قطاع غزة وإسقاط نظام حماس وتجريد قطاع غزة من السلاح؛ إنشاء إدارة دولية امريكية أوروبية عربية فلسطينية لا تكون حماس ولا عباس، لتدير قطاع غزة وتكون بمثابة أساس لبديل حكومي مستقبلي. عودة سكان الشمال الإسرائيلي الذين تم إجلاؤهم إلى منازلهم لغاية الاول من أيلول/سبتمبر وإعادة ترميم النقب الغربي. وتعزيز التطبيع مع المملكة العربية السعودية واعتماد مخطط للخدمة العسكرية لجميع المواطنين الإسرائيليين.
- شكلت مظاهرات 18/5 (اليوم) في تل أبيب والمدن الاسرائيلية تحديا حصريا لكل من غانتس وايزنكوت، وشكلت دعوة لبيد رئيس المعارضة للتحدث في إشارة إلى رغبة المتظاهرين في صحوتهم الحالية إسقاط الحكومة لفشلها في إدارة الحرب ومعاقبتها بسبب تعطيل الصفقة.
- لو قارنا بين خطابي كل من غانتس ووزير الامن غالنت لوجدنا أن غالنت كان أجرأ ولم ينف السلطة الفلسطينية وهو ما أقلق نتنياهو وأصدر أوامره بالتضييق على السلطة الفلسطينية، بينما صرح غانتس علنا برفض السلطة الفلسطينية لإدارة شؤون غزة. مما يعني رفض الدمج بين مصير غزة والضفة نحو دولة فلسطينية.
- غانتس والذي تتراجع شعبيته وفقا للاستطلاعات الاخيرة لم يعد يملك القدرة المؤثرة لاتخاذ خطوة متدحرجة تدفع إلى إسقاط الحكومة. كما أن خطابه يتيح لنتنياهو هامش مناورة كبير بأن يتبنى بعضا من الاهداف التي أعلنها غانتس اشتراطا، وقد بدأ نتنياهو ينحو بهذا الاتجاه في أعقاب خطاب وزير الحرب غالنت، وهو ما أكده الوزير ميكي زوهر باسم نتنياهو (القنال13، 18/5) بأن موقف نتنياهو "ستكون سيطرة عسكرية وليس حكما عسكريا". السيطرة العسكرية وفقا لنتنياهو أو غانتس تعني التحول إلى الاحتلال المستدام، والسعي الى عدم تحمل مسؤولياته بصفته احتلالا.
- دون ذكر اسميهما يريد غانتس التخلص من سطوة بن غفير وسموترتش اللذين يديران دفة الحكومة والقرار الاسرائيلي، مما تعني ترجمته السياسية، إسقاط الحكومة وكذلك يمكن تفسيرها لصالح حكومة وحدة قومية، بينما يرفض كل من لبيد وليبرمان الانضمام إلى حكومة وحدة دونما استقالة نتنياهو.
- جاء غانتس على التطبيع مع السعودية بشكل خالٍ من المضمون، فالسعودية أعلنت أنه لا مكان للتطبيع من دون دولة فلسطينية وحتى أن الولايات المتحدة تخلت عن الدمج بين مساري علاقاتها الأمنية الثنائية مع السعودية ومسار التطبيع مع إسرائيل باعتبار القيادة الإسرائيلية غير ناضجة لمثل هكذا مسار، ثم ان الوزن الاسرائيلي تراجع اقليميا ودوليا.
- لا يبدو موقف غانتس قد ازداد قوة، بل ضعفا، اذ لم يقبله نتنياهو واليمين، وشكل خيبة امل لدى حراك المعارضة المتصاعد في الشارع الاسرائيلي سعيا لإسقاط الحكومة. حيث الراي السائد يطالب غانتس بالاستقالة فورا ومتحديا له كما فعل رئيس المعارضة لبيد بأنه لو استقال منذ شهرين لما وصلت اسرائيل الى ورطتها الاستراتيجية القائمة.
الخلاصة:
• يؤكد الخطاب وجود اجماع قومي اسرائيلي باستبعاد اي حل سياسي لقضية فلسطين وغزة حصريا. ولم يأت غانتس بأية بشائر لصحوة اسرائيلية نحو مخرج سياسي.
• أكد الخطاب قصور غانتس عن اسقاط الحكومة بما يعزز فعليا الائتلاف الحاكم.