كيف يقرأ محللون قرار الأمم المتحدة بوضع إسرائيل على اللائحة السوداء؟
الأمم المتحدة

أثار إعلان أمين عام الأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش" عن نية الأمم المتحدة إدراج "إسرائيل" ضمن قائمة الدول السوداء التي تقتل الأطفال الغضب في الأوساط الإسرائيلية.
قادة إسرائيل لا يدركون ما يفعلون..
وقال الخبير في الشأن السياسي فايز عباس في حديثٍ خاص مع الجرمق: "القرار يؤثر على إسرائيل كدولة وليس على فئات معينة، حكومة إسرائيل اليوم في مأزق، إسرائيل تخسر في كل المحافل الدولية، في محكمة العدل، ومحكمة الجنايات، والأمم المتحدة".
ويضيف، "وجود الولايات المتحدة وهي الوحيدة القادرة على إصدار قرارات ملزمة في مجلس الأمن ضد إسرائيل، نتنياهو تعقيبه كان يدل على هستيريا التي وصلت بقادة إسرائيل بسبب قرار الأمم المتحدة، وهو قال إن الأمم المتحدة دخلت إلى القائمة السوداء التاريخية بسبب موقفها من إسرائيل".
ويتابع، "أيضًا وزير الخارجية الإسرائيلي قال إنه يجب أن يدخل غوتيريش إلى القائمة السوداء وليس الجيش (الأكثر أخلاقًا في العالم)، سفير إسرائيل في الأمم المتحدة أعتقد بأنه أفشل سفير لإسرائيل بتاريخ إسرائيل، قدم توصيات إلى مجلس الأمن القومي لإغلاق مكاتب الأمم المتحدة في منطقة شرق القدس، ومنع إعطاء الفيزا لممثلي الأمم المتحدة في إسرائيل، ومنع عمل منظمة الصحة العالمية في إسرائيل، والإعلان عن الأونروا كمنظمة إرهابية، وكل هذا يدل على أن إسرائيل لا تدرك ما الذي تقوم به".
ويردف، "هناك من يتهم الأمين العام للأمم المتحدة بأن هذه القرارات التي تتخذ ضد إسرائيل هي بسبب كره غوتيريش لإسرائيل، ولحسن حظه أنه لم يتهم باللاسامية حتى هذه اللحظة، لكن عمليًا إدخال إسرائيل لهذه القائمة من شأنه أن يؤثر سلبًا على الجيش الإسرائيلي خاصة بمنع إيصال السلاح لإسرائيل بسبب موقف الأمم المتحدة، ومقاطعة إسرائيل".
ويقول: "هناك تخوف في إسرائيل من التوجه إلى محكمة الجنايات الدولية ضد القيادة العسكرية للجيش الإسرائيلي، عمليًا إسرائيل بدلًا من الرد بشكل موضوعي على هذا القرار بدأت بالشتائم والتهديد والوعود بمعاقبة الأمم المتحدة".
انتصار فلسطيني..
ويضيف، "القرار نوع من الانتصار الفلسطيني على إسرائيل وهذا يعني تحمل إسرائيل المسؤولية عما يحدث في قطاع غزة، خاصة بما يتعلق بالأولاد وقتلهم، نحن نعلم أن عشرات الآلاف قتلوا من الأطفال في قطاع غزة، لذلك هذا القرار يمكن التعامل معه في المحافل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية ومحكمة العدل الدولية، هذا القرار لن يكون له تأثير فوري، لكن سيكون له تأثير كبير على المدى البعيد بالقضية الفلسطينية".
"إسرائيل مع داعش!"..
ويقول المحلل السياسي أمير مخول لـ الجرمق: "في البداية حاولت إسرائيل أن تقلل من أهمية القرار، لكن فعليًا من يفكر بشكل عقلاني في إسرائيل يرى أن عمليًا هناك تهاوي كبير سمعة وبالنسبة لوضعها الدولي، إسرائيل وضعت في موضع مع داعش إلى حد ما".
ويضيف، "إسرائيل أصبحت دولة يتراكم مفهوم أنها منبوذة دوليًا، ويجب معاقبتها، والحذر من التعامل معها، بالنسبة لنتنياهو، فهو لا يزال يكابر، لكن لا أحد يصغي له إلا البعض في المجتمع الإسرائيلي".
ويردف، "نتنياهو يحاول أن يسعى لتماسك التأييد له في إسرائيل، وتماسك الكتلة اليمينية، إسرائيل متهمة وقيادتها متهمة، وفي هذا واقع جديد، ولا يعلمون حتى الآن وضع إسرائيل، وبعد وقت سيدركون أن إسرائيل في وضع صعب جدًا قياسًا بما كانت عليه قبل الـ 7 من أكتوبر، وهذا ليس فقط بالمفهوم العسكري، إنما استراتيجيًا أيضًا".