"إسرائيل" تتسلم الرد على المقترح الأمريكي بشأن صفقة التبادل..فهل سيسعى نتنياهو لإحباطها من جديد؟

تسلّمت "إسرائيل" رد حركة حماس على المقترح الأمريكي لصفقة تبادل الأسرى، حيث أصدر الموساد الإسرائيلي بيانًا، جاء فيه أن، "الوسطاء سلموا إسرائيل رد حركة حماس على مقترح صفقة تبادل الأسرى"، مشيرا إلى أن إسرائيل "تدرس رد الحركة قبل أن تسلم موقفها للوسطاء".
والمقترح الأمريكي لصفقة تبادل الأسرى أعلن عنه الرئيس الأمريكي جو بايدن، حيث ذكر موقع "أكسيوس" الإخباري أن الإدارة الأمريكية اقترحت صياغة جديدة على أجزاء من الاتفاق المقترح لوقف إطلاق النار وإبرام صفقة تبادل بين إسرائيل وحماس.
وبحسب الموقع، تم العمل على الصياغة الجديدة بالاشتراك مع قطر ومصر، حيث تركز على أحد بنود الاتفاق المتعلق بالمفاوضات بين "إسرائيل" وحماس خلال تنفيذ المرحلة الأولى من الصفقة، بهدف وضع شروط محددة للمرحلة الثانية والتي تشمل التوصل إلى الهدوء المستدام في غزة.
ويقول المحلل السياسي والكاتب أمير مخول للجرمق، "أعتقد أن الظرف الآن مُهيأ أكثر لصفقة جدية جزئية تتدحرج إلى تهدئة متكاملة ولكن لن تبدأ بصفقة متكاملة، وهذا عمليًا هو الصيغة الجديدة للمقترح الأمريكي ومن الواضح الآن أن حماس تملك ورقة الأسرى بامتياز وإسرائيل تملك ورقة الحرب بامتياز إلى حد كبير وتملك الورطة بامتياز لأنه إذا واصلت إسرائيل الحرب ولم تستغل الصفقة التي قد تكون الفرصة الأخيرة ستضطر لأن تواجه حربا إقليمية قد تشتعل على الجبهة الشمالية وهذه مخاطرة كبرى".
ويتابع للجرمق، "الأطراف مجتمعة وهي، الإسرائيلي واللبناني والأمريكي والإيراني غير معنية بحرب إقليمية في الشمال ولا تفضل خار الحرب المفتوحة كخيار أول ولذلك الصفقة هي الفاتحة لتبريد كل الجبهات وهناك قناعة إسرائيلية حتى الآن أن الطريق إلى الهدنة في كل الجبهات تمر من غزة وهذا ما يبدو حاليا قائما ".
ويضيف للجرمق، "نتنياهو ليس لديه مشكلة سياسية بشأن الصفقة، الصفقة قد تكسبه سياسيا ولا توجد له معارضة حقيقية ومن يعارضه بن غفير وسمو ريتش لن يسقطوا الحكومة لأنهم لا يوجد لديهم أي بيت سياسي آخر غير الائتلاف الحالي، إذا حاولوا أن يضغطوا على الحكومة ستكون مواجهة بالأساس مع الوفد المضاد من شاس والأحزاب الحريدية التي تؤيد الصفقة وتدعو للامتناع عن حرب مفتوحة".
ويقول للجرمق، "في المقابل هناك قناعة إسرائيلية وقناعة رأي عام تتسع باستمرار بأن الحرب إذا استمرت هي حرب سياسية في غزة وإذا نتجت عنها حرب في لبنان ستكون أيضا حربًا سياسية ولا إجماع عليها".
ويضيف، "هذه هي المشكلة بالحروب الإسرائيلية التي لا إجماع عليها ولذلك أيضا حماس وصلت لطريق لا تستطيع أن تواصل فيه دون الهدنة، لأن الشعب الفلسطيني في غزة بحاجة لها، والظرف الآن ناضج لصفقة جزئية وعلى أن تتدحرج لتهدئة كاملة، وحماس تنازلت عن مطلب وفقا لما صرح به أبو مرزوق أن وقف إطلاق النار من غير الضروري أن توقع عليه إسرائيل ، وهناك صيغة جديدة أن توقع على البند الأطراف الثلاثة، الأمريكي والمصري والقطري".
ويردف للجرمق، "موقف الجيش الإسرائيلي الفعلي هو وقف إطلاق النار وهو موقف واضح أكثر من أي وقت مضى ويتيح المجال للصفقة، وعند البدء بتنفيذها سيكون من الصعوبة بمكان أن تعود إسرائيل للحرب كما كانت، وستكون حلول أيضا بالوصول لتفاهمات مع السلطة الفلسطينية وحماس بإدخال قوة عربية لحفظ السلام وهذه إمكانيات واردة ويجري الحديث عنها تفصيليا بشكل غير علني".
ويتابع للجرمق، "تفاصيل الصفقة شبه جاهزة بمختلف الاتجاهات وهذا يخلق جو أن الوضع لا يمكن أن يبقى كما هو اليوم، إسرائيل في ورطة في غزة ولديها خيارين إما احتلال كامل ورسمي لغزة أو بدء الخروج منها، وهذا كله من منطلقات أمن قومي إسرائيلي".
ويقول، "باعتقادي الظرف أكثر نضوجا للصفقة والمنطقة لا يمكن أن تدخل في حرب إقليمية والحرب آخر خطوة قد تكون لـ مصلحة للشعب الفلسطيني ولا تخدمه، وقد تكون ذريعة لتنفيذ إسرائيل مآربها ضد الشعب الفلسطيني في الداخل والضفة وغزة والقدس، وم المهم أن تتوقف الحرب حتى لو لم ينتهي هذا الملف في هذه المرحلة".
ومن جهته، يقول المحلل السياسي والكاتب فايز عباس للجرمق، "حماس وافقت على المقترح الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكية بايدن مع تغييرات طفيفة بكل ما يتعلق بوقف إطلاق النار وانسحاب الجيش الاسرائيلي، وحماس لم تعد تصر على انسحاب الجيش الإسرائيلي بالكامل وإنما من بعض المناطق ووقف العمليات العسكرية الاسرائيلية في غزة".
ويتابع للجرمق، "من سيحبط الصفقة هو نتنياهو الذي حتى قبل وصول الرد من حماس على هذا المقترح كان قد أصدر مكتب نتنياهو بيانا باسم الأجهزة الأمنية التي تقول إن رد حماس غير كافي ولن يكون كما قدم في الاقتراح ولكن تبين أن البيان كان كاذبا وصدر من مكتب نتنياهو دون الرجوع لقادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية".
ويتابع للجرمق، "صحيفة عبرية كشفت عن محاولات نتنياهو إحباط البدء في المفاوضات وليس حتى التوصل لاتفاق ولذلك أصدر قادة الأجهزة الأمنية بيانا حقيقيا أن رد حماس قاعدة جدية والأفضل من جانب حماس حتى الآن وهم يدعمون البدء في المفاوضات فورا ونفوا نفيا قاطعا أن يكونوا قد أصدر مثل هذا البيان الذي أصدره مكتب نتنياهو قبل وصول رد حماس الرسمي وربما كانوا على دراية أن الرد سيكون ايجابي، ولذلك صارع نتنياهو أن يحاولوا صد رد حماس وترويج أنه رد غير كافي كي يحبط نتنياهو وسموتريتش هذه الصفقة الجديدة".
ويقول للجرمق، "سموتريتش قال قبل أيام قليلة إن رد حماس سيكون إيجابيا ولكن رغم الرد الإيجابي فلن يؤخذ بعين الاعتبار وعلى إسرائيل أن تواصل حربها وتكثف عملياتها في غزة، وبالتالي أعتقد أن إفشال الصفقة سيكون من طرف نتنياهو وحكومته حتى أن عائلات المحتجزين الاسرائيليين سارعوا إلى إصدار بيان طالبوا فيه بعدم إحباط الصفقة لكن البيانات التي تخرج باسم مصادر سياسية أو أمنية أو عسكرية الهدف منها إحباط الصفقة".
ويتابع للجرمق، "لا أستبعد أن يقوم سموتريتش وبن غفير بتهديد نتنياهو باسقاط الحكومة إذا وافق على الصفقة التي اقترحتها إسرائيل واأعلن عنها البيت الأبيض وهذا يعني أن إسرائيل غير معنية، وأحد قادة الأجهزة الأمنية قال إنه قلق لأن نتنياهو يريد أن يضحي بـ 120 محتجزا في غزة وهذا أكبر دليل أن الخلاف بين الأجهزة الأمنية والعسكرية والقيادة السياسية".
ويضيف، "هناك تفاؤل حذر كما جاء في بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية ولكن باعتقادي ليس هناك أي تفاؤل حذر أو غير حذر لأن نتنياهو غير معني بالصفقة ويريد إطالة الحرب".
ويقول، "نتنياهو سيواجه ضغوطات من البيت الأبيض والاتحاد الأوروبي ليذهب إلى صفقة الآن ويبدأ المفاوضات واعتقد أن الرئيس الأمريكي بايدن سيجري اتصالات مع نتنياهو اليوم أو خلال أيام معدودة لإجباره على الذهاب لهذه الصفقة لأنه بإمكان بايدن إجبار نتنياهو على الذهاب للمفاوضات للتوصل إلى الصفقة لأن هذا من شأنه أن يساعد بايدن في الانتخابات في الولايات المتحدة وهذا ما يعتقده بايدن ونتوقع أن الضغوطات على نتنياهو من قبل إدارة بايدن وبايدن شخصيا للذهاب إلى المفاوضات وحتى إنْ ذهب نتنياهو للمفاوضات سيجد الوسيلة لتفجيرها وإنهائها حتى بعد الجلسة الأولى والثانية".