غالانت يهدد باجتياح بري للبنان..بعد 272 يومًا على الحرب..هل تهديدات غالانت حقيقية؟


  • الخميس 4 يوليو ,2024
غالانت يهدد باجتياح بري للبنان..بعد 272 يومًا على الحرب..هل تهديدات غالانت حقيقية؟
غالانت

هدد وزير الجيش الإسرائيلي، يوآف غالانت، باجتياح بري للبنان وألمح أن اجتياحا كهذا قد يصل إلى نهر الليطاني. وجاءت أقوال غلانت خلال لقائه مع قوات الاحتلال في "غلاف غزة".

واعتبر غالانت أن "الدبابة التي خرجت من المعركة في رفح يمكنها الوصول حتى الليطاني. ونوجه ضربات شديدة لحزب الله يوميا، وسنصل إلى جهوزية كاملة وإلى موقع قوة في أي عملية عسكرية أو تسوية. ونحن نفضل تسوية، لكن إذا أملى الواقع علينا الحرب فإننا جاهزون للقتال".

وتهديد غالانت ليس الأول من نوعه باجتياح لبنان وتوجيه ضربات قوية لحزب الله، حيث هدد قبل أشهر أنه سيحوّل بيروت لغزة ثانية، فهل تهديدات غالانت المتكررة حقيقية؟

ويقول المحلل السياسي فايز عباس للجرمق، "تصريحات غالانت ليست بجديدة، كما أنه أضاف بعد هذا التصريح أنه يُفضل التوصل لاتفاق سياسي مع حزب الله دون الدخول في حرب واسعة وعمليًا إسرائيل تحاول التوصل لاتفاق منذ الشهر الأول من القتال مع حزب الله، كما أن القصف والرد ما زال قائما ولم تتوسع الحرب والقتال أكثر لأن إسرائيل تعي جيدا أن توسيع الحرب مع لبنان سيكلفها غاليا".

ويقول للجرمق، "هناك معلومات لمركز أبحاث عسكرية إسرائيلي يتحدث عن أنه لا توجد أي قوة في العالم تستطيع التصدي لصواريخ وطائرات مسيرة وقذائف من حزب الله على إسرائيل خاصة على منطقة خليج حيفا التي تحتوي على  مخازن النفط وأمور كثيرة أخرى استراتيجية وعسكرية لإسرائيل".

وأضاف، "إسرائيل ستفكر أكثر من 100 مرة قبل توسعة الحرب مع لبنان لأن الجبهة الداخلية الإسرائيلية ليست مستعدة حتى الآن لاستيعاب كميات كبيرة من الصواريخ التي ستسقط عليها خاصة من مدينة حيفا التي تم وضع إشارات عليها من قبل حزب الله وهذا دليل على أن لدى حزب الله صواريخ موجهة ودقيقة جدًا كما يقول الخبراء الاستراتيجين في إسرائيل وكما قال حسن نصرالله في خطاباته أن هذه الصواريخ موجهة وستصيب أهداف استراتيحية في إسرائيل".

ويتابع للجرمق، "كميات الصواريخ والطائرات المسيرة التي يتحدثون عنها في إسرائيل ويمتلكها حزب الله  تفوق كل التوقعات، وحتى أن خبراء استراتيجيين قالوا إنه لا يمكن التصدي لها ومنع وصولها إلى هذه الأماكن الحساسة لذلك أعتقد أن إسرائيل رغم تهديداتها إلا أنها لن تدخل في حرب واسعة على الأقل في الأسابيع القادمة مع حزب الله".

ويقول، "إسرائيل ستدخل لحرب واسعة مع حزب الله إذا وصلت السفن وحاملات الطائرات الأمريكية إلى البحر الأبيض المتوسط وتكون الولايات المتحدة الأمريكية شريكة كاملة في الحرب على لبنان وباعتقادي أن إسرائيل في هذه الحالة ستدخل في حرب واسعة مع لبنان وأنا على قناعة أن الجبهة الداخلية وهذا ما يقلق القيادة الإسرائيلية لن تتحمل ولا يمكن أن تتحمل هذا القصف المتوقع من قبل حزب الله على إسرائيل خاصة الشمال ومدينة حيفا بالأساس ولذلك أعتقد أن تهديدات غالانت نتنياهو ورئيس الأركان هي مجرد تهديدات ورسائل لربما ستغير من مواقف حزب الله في هذه المعادلة العسكرية أمام اسرائيل".

ويضيف، "حتى هذه اللحظة ردود الفعل على عمليات إسرائيلية في الجنوب هي إطلاق كثيف للمسيرات والصواريخ على شمال إسرائيل وإحداث أضرار جسيمة في كافة البلدات التي تقع على الحدود اللبنانية وإسرائيل".

ويتابع، "إذا لم يتم التوصل لاتفاق لوقف القتال من حزب الله التهديدات ستستمر ولكن عمليا الآن يتحدثون عن صفقة الجديدة ورد حماس على مقترح جديد وفي حال تم وقف إطلاق النار في قطاع غزة ستتوقف الحرب على الجبهة الشمالية، حزب الله أعلن وبشكل واضح أنه سيوقف قصف إسرائيل فورا ولن يواصل قصفه لإسرائيل، وموقف حزب الله هو أن وقف القتال في غزة يعني وقف القتال على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، فالأمر يتعلق بقطاع غزة وإذا ما كانت هناك تهدئة يمكن أن تحصل نفس التهدئة على الحدود الشمالية وهذا الموقف الرسمي لحزب الله الذي أعلن عنه منذ اليوم اليوم لدخوله المعركة المحدودة مع إسرائيل".

وبدوره، يقول الكاتب والمحلل السياسي أمير مخول، "هناك اتجاه إسرائيلي يدفع بهذا التوجه أي شن حرب على لبنان ولكن باعتقادي أصبح يتراجع مؤخرا، في بداية الحرب كانوا يتحدثون عن انتصار عظيم في غزة ثم تراجعوا عن ذلك، وكانوا يتحدثون عن تفسير مختلف لـ الانتصار في غزة والتي هي أسهل من ناحية عسكرية وجغرافية وحجم المعركة من لبنان، ولذلك أعتقد أن الجيش الإسرائيلي منهك في هذه المرحلة وإسرائيل منهكة أيضا".

ويضيف للجرمق، "الدخول في حرب إضافية لا يعني أن إسرائيل تسيطر على نتائجها أو مسارها فقد تدخل إسرائيل لبنان ولكن لا تجد مخرجًا منها وهناك أيضا سيناريو دخول إسرائيل للبنان ودخول حزب الله لشمال إسرائيل".

ويضيف، "المعركة لم تعد بذات الأدوات كما كان عام 2006، الآن الوضع مغاير وهناك معايير وأدوات جديدة، وهناك مسيرات وحرب دفاعية وهناك ما لا تعرفه إسرائيل عند حزب الله وما لا يعرفه الحزب عن إسرائيل، أي هناك إمكانية للمفاجأة".

ويقول للجرمق، "نحن في زمن مغاير واجتياح لبنان سيناريو ممكن واحتمالية أن يصل الجيش الإسرائيلي لنهر الليطاني ممكن ولكن ما هو الثمن؟ وكيف سيخرج من هناك وهل سيحقق أي إنجاز استراتيجي؟، لذلك التهديد التي نسمعها بين الفترة والأخير مكررة، وبسبب هذا التكرار أصبح عديمة الجدوى ودائمًا وزير الجيش غالانت يتحدث بهذه اللهجة".

ويختم، "كل التهديدات الإسرائيلية لم تؤتي بنتيجة في غزة ولا في رفح ولا في لبنان، قد تنتصر إسرائيل تكتيكيا وتُهزم استراتيجيا وقد تصل لمستوى المصيبة والكارثة السياسية بسبب السياسة الحاكمة في إسرائيل، ولذلك أن أستبعد الأولوية الأولى وغالانت لا يعتبر الوصول لنهر الليطاني أولوية ولكن هذا التهديد لحزب الله هو نوع من لغة التخاطب، وهي لغة رعب بين الطرفين وليست لغة الردع الساكن التي كانت قبل بداية الحرب".

 

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر