يتظاهر آلاف الإسرائيليين بشكل شبه يومي في إسرائيل للمطالبة بإعادة المحتجزين الإسرائيليين وإسقاط الحكومة الإسرائيلية، وإجراء انتخابات إسرائيلية مبكرة، وعلى الرغم من ذلك يؤكد محللون أن الحكومة الإسرائيلية لا تتجاوب مع مطالب المتظاهرين.

لماذا لا يوجد تجاوب مع التظاهرات؟

ويقول المحلل السياسي فايز عباس في حديثٍ خاص مع الجرمق: "الحكومة الإسرائيلية لا تتجاوب مع المتظاهرين كما قبل الحرب وهذا سببه الحرب المتواصلة في قطاع غزة وعلى الحدود الشمالية، هناك من يعتقد أنه لا يجب أن يخرج إلى التظاهرات بسبب الحرب".

ويتابع، "أيضًا بالنسبة للحكومة الإسرائيلية هذه التظاهرات لم يعد لها أي تأثير على قرارات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، حكومة نتنياهو الآن لا تأخذ بالحسبان هذه التظاهرات وحتى لو كانت أكثر صخبًا والشرطة بدأت تتعامل بعنف مع هذه التظاهرات".

ويردف، "الشرطة تقوم باعتقالات بشكل شبه يومي في هذه التظاهرات، لكن هذه التظاهرات لا تزال مستمرة منذ 9 أشهر ولم تؤثر على حكومة نتنياهو منذ بدايتها، ولا على قرارتها".

ويشير عباس إلى أن عائلات المحتجزين فقدت الأمل من حكومة نتنياهو، ويتابع، "عائلات المحتجزين يشعرون باليأس لأن أعداد المتظاهرين ليست بالأعداد المطلوبة، وهناك نوع من اللامبالاة، بعد 9 أشهر من هذه الحرب لا يوجد استجابة لهذه التظاهرات ومطالباتها بانتخابات جديدة وإعادة المحتجزين".

ماذا يريد نتنياهو؟

ويضيف، "نتنياهو لا يريد أي شيء سوا مواصلة هذه الحرب، وتحقيق أهداف هذه الحرب بعد 9 أشهر من بدايتها، حتى الآن يقول إنه لن ينهي هذه الحرب حتى تحقيق أهدافها، وفي ذلك اعتراف بأنه لم يحقق حتى الآن أهداف الحرب بنزع سلاح الفصائل الفلسطينية في غزة، وإنهاء حماس، وإطلاق سراح المحتجزين في غزة".

ويردف، "حتى وإن كان هناك إنجازات عسكرية، فإن القتل والدمار غير مسبوق، وأهداف الحرب التي وضعت منذ البداية لم يتم تحقيق وذلك باعتراف نتنياهو".

ويتابع، إطالة هذه الحرب يخدم نتنياهو سياسيًا، وهو يضمن بإطالة هذه الحرب البقاء في السلطة في إسرائيل، لكن غالبية الجمهور 54% يرون أن نتنياهو يطيل الحرب لأسباب شخصية، و44% وفق القناة 13 يرون أن إسرائيل خسرت هذه الحرب، وهذه أرقام غير مسبوقة".

ويقول: "الأغلبية الساحقة من المجتمع الإسرائيلي تعتقد أن إسرائيل خسرت الحرب، ونتائج هذا الاستطلاع هي بمثابة عدم ثقة بنتنياهو".

هل ستستمر التظاهرات؟

ويضيف الخبير بالشأن السياسي أليف صباغ لـ الجرمق "باعتقادي أن هذه الاحتجاجات ستستمر وعلى الرغم من ذلك لن تكون  قادرة على إسقاط الحكومة لأن الحكومة لأول مرة متجانسة بشكل كبير".

وقال الخبير السياسي سليم بريك في حديثٍ سابق مع الجرمق، "الشعب الإسرائيلي مذهول، هو أصيب بنوع من الصدمة، عنصر المفاجئة كان قوي جدًا، وخرح للتظاهر في الشارع، وستبقى هذه التظاهرات مستمرة رغم عدم الاستجابة معها".

وتابع، "المجتمع الإسرائيلي فيه عنصر مفاجئة من عدم قدرة الجيش على التعامل مع الوضع، أي أن الأمن الإسرائيلي تظعظع من الأساس، ولكن كان هناك مشكلة في المجتمع الإسرائيلي وهو وجود حكومة متطرفة يمينية، تخدم مصالح أطراف في الحكومة وليس الشعب الإسرائيلي".

رابط مختصر

اترك تعليق