كيف سيؤثر خطاب نتنياهو في الكونغرس الأمريكي على "إسرائيل" وبايدن والصفقة؟

من المقرر أن يزور رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الولايات المتحدة الأمريكية ويلقي خطابا أمام الكونغرس الأمريكية في 24 من يوليو/تموز الجاري.
وسيتحدث نتنياهو أمام الكونغرس الأمريكي بمجلسيه الشيوخ والنواب وذلك بالتزامن مع استمرار الحرب الإسرائيلي على قطاع غزة، فما هو تأثير خطاب نتنياهو على سير الحرب وما التغييرات التي سيُحدثها فيما يتعلق بصفقة تبادل الأسرى والانتخابات الأمريكية.
ويقول المحاضر في العلوم السياسية د.سليم بريك إن، "نتنياهو يلقي هذا الخطاب خدمة للحزب الجمهوري وللرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب، وهذا تدخل سافر في السياسة الأمريكية وصفعة للرئيس الأمريكي جو بايدن الذي دعم إسرائيل بشكل مطلق وغير مسبوق في حربها على غزة".
ويتابع للجرمق، "نتنياهو يتوقع أن الخطاب يعزز من مكانته في إسرائيل ويُبعد إمكانية إسقاطه ويعتقد أنه يستفيد من الخطاب لتجنيد عالمي إضافي ضد حماس ولشرعنة الحرب على غزة".
وبدوره، يقول الكاتب والمحلل السياسي أمير مخول للجرمق، "لا أعتقد أن الخطاب سيكون له تأثير على إسرائيل أو الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن السؤال هل سيكون نتنياهو في موقع قوة بعد الخطاب أم في موقع ضعف، كما أن هناك احتمالية لإلغاء الخطاب في اللحظة الأخيرة بحجج مختلفة والأمر يتعلق بكيفية استقبال نتنياهو وهل سيكون هناك إجماع أمريكية حوله أم خلاف وفي هذه الحالة سيكون في موقع ضعف ولذلك تصبح إمكانية إلغاء الخطاب ممكنة".
ويتابع للجرمق، "سيحاول نتنياهو أن يدافع عن نفسه في الخطاب وسيتحدث عن الرواية التاريخية اليهودية ومفهوم ’حرب الإبادة التي شنتها حماس’ وهذا بلغته، وأن هناك داعش وإيران ونازيون جدد وكلهم سيضعهم في خانة واحدة، وسيدافع عن الجيش الإسرائيلي عن نفسه وأنه أخلاقي، وسيتحدث عن ثوابت مواصلة الحرب وعدم توقفها حتى الآن، هذه هي الأمور الأساسية التي سيطحرها في خطابه، كما سيدعو لتحالف عربي إقليمي دولي أمريكي ضد إيران وسيتحدث بهذه الديباجة التطبيعية ".
ويقول للجرمق، "ٍيتجاهل نتنياهو خلال خطابه حل القضية الفلسطينية وسيقول إن دولة فلسطينية ستكون خطرا على إسرائيل، في نهاية المطاف خطابه لن يأتي ببشائر".
خطاب نتنياهو والصفقة
ويقول د.سليم بريك للجرمق إن مطالبات عائلات المحتجزين الإسرائيليين نتنياهو بإبرام صفقة قبل إلقاء خطاب في الكونغرس يعود لعدة أسباب أهمها أن هذه، "العائلات ’تعاني’ يوميًا من الوضع القائم، والحل يبتعد، وهناك قلق لديهم أن نتنياهو تخلى عن المحتجزين الإسرائيليين وسلّم بضياعهم، كما أنه يماطل عبر إصدار تصريحات جديدة لأنه غير معني بالصفقة، فهو يعتقد أنه يجب أن يُخضع حركة حماس إخضاعا كاملا وألا يترك لهم أي منفذ كي يخرجوا من الحرب".
ويتابع، "العائلات الإسرائيلية تعتقد أن الثمن الذي يدفعونه من سياسة نتنياهو باهظ ولذلك كان هناك توجهات من قبل عائلات المحتجزين الإسرائيليين للأمريكيين لعدم السماح لنتنياهو بإلقاء خطاب في الكونغرس".
ويستدرك بريك قائلًا، "الحزب الجمهوري مجند لصالح نتنياهو ويعتقد أنه يقوّي ترامب ولذلك محاولات العائلات لن تنجح وسيظل نتنياهو يماطل حتى يلقي الخطاب في الكونغرس كما هو مخطط له وبعدها فقط ربما سيكون هناك تقدم معين بالمفاوضات مع حركة حماس".
ويتابع للجرمق، "نتنياهو يسعى دائمًا لإفشال المفاوضات ولكن يعلم أن هذه الفرصة الأخيرة له، وعليه أن يقرر إن كان فعلًا تخلى عن المحتجزين الإسرائيليين فهذا سيؤدي لرد فعل قوي في الشارع الإسرائيلي وستتزايد التظاهرات ضد الحكومة".
ويقول للجرمق، "نتنياهو أيضا يستتر خلف شركائه في الحكومة، ولكنه في ذات الوقت ينسق معهم، فرأينا في الفترة الأخيرة كيف رد سموتريتش بأنه يخاف من قبول حماس لمشروع بايدن الذي هو بالأساس مقترح نتنياهو حتى قبل أن ترد حماس بالقبول، وهذا يدل على أن هناك تنسيق بين بن غفير وسموتريتش ونتنياهو لإفشال أي محاولة لتقدم المفاوضات".
وبدوره، يضيف المحلل السياسي أمير مخول، "السؤال هل سيأتي نتنياهو بصفقة قبل الخطاب، هذا الأمر سيكسبه إجماعا أمريكيًا مؤقتًا وقد تكون هذه الفرصة الأخيرة له لإتمام صفقة، ولكن نعلم أن نتنياهو اليوم أضعف من أي وقت سابق، وحكومته متضاربة ليس بسبب غزة وإنما بسبب الحريديم وبن غفير وصراع التجنيد ولذلك أعتقد أنه في نهاية المطاف لن يأتي بمجهود كبير".
ويردف مخول للجرمق، "خطاب نتنياهو في حال خرج لحيز التنفيذ سيكون مقابله تظاهرة للعائلات في واشنطن إما داخل الكنيست أو خارجه ولن يتركوا نتنياهو يسرح لوحده على المسرح، كما أنه في حال ذهب لصفقة قبل الخطاب ونفذ القسم الأول قد يريحه الأمر نوعا ما لأن قضية المحتجزين الإسرائيليين قضية مهمة قد تؤورق نتنياهو في واشنطن أكثر مما تؤرقه في تل أبيب والقدس".
تأثير الخطاب على الانتخابات الأمريكية وبايدن
ويوضح د.سليم بريد أن، "بايدن انتهى وهناك مطالبات داخل الحزب الديموقراطي بتنحيته، وبايدن ليس فقط كبير في السن وإنما يستطيع قائد دولة صغيرة كنتنياهو الذي يعتبر غير مرغوب به في دولته أن يصفع بايدن في بيته وهذه ليست قيادة، فالأمريكيين يتوقعون من رئيس الولايات المتحدة الأمريكية أن يكون شخصية قيادية وليس شخصية ضعيفة كما رأينا بايدن أمام نتنياهو وأمام حكومة إسرائيل ولذلك التأثير سيكون كبير على الانتخابات وستكون صفعة لبادين ولنهاية حكم الديموقراطيين في الولايات المتحدة وعودة للجمهوريين".
ومن جهته، يقول الكاتب والمحلل السياسي أمير مخول للجرمق، "بايدن ليس بأفضل وضع ولا الكونغرس ولا حتى نتنياهو، والتقديرات أنه في حال جرى الخطاب سيكون محاولة للتأثير على الرأي العام الأمريكي وسيشكر نتنياهو بايدن وسيتحدث عن الذخيرة وعدم وصولها لإسرائيل وسيغازل ترامب بموضوع الضفة الغربية وليس بموضوع غزة".
ويتابع للجرمق، "لن يدعم نتنياهو أحد سياسيا لأنه لا يملك وزنا في الولايات المتحدة وفي اليوم التالي للانتخابات الأمريكية إن عاد ترامب سيعود مشروع الضم في الضفة الغربية وتوسيع الاستيطان ولكن كل ذلك في ظل حكومة إسرائيلية قد تكون في نهاية دربها وليس معروفا إن كانت ستصمد أم لا وإن كانت لن تصمد قد تُلغى الزيارة، ولذلك وضع نتنياهو ليس مريحا وهو مكشوفًا أكثر من أي وقت آخر".
ويقول للجرمق، "الأطراف التي يفضلها الأمريكيون في نقيض مع نتنياهو سواء هرتسوغ أو القوى السياسية الأخيرة مجتمعة، لذلك من المستبعد أن يأتي بمردود إيجابي، قد يطيل عمر نتنياهو مؤقتا ولكن لن يكسبه نقاط إضافية".
ويختم، "في حال تم إلغاء خطاب نتنياهو، سيكون أمام المجتمع الإسرائيلي ضعيفًا وغير مرغوب به إسرائيليا وإن كان هناك مقاطعة للخطاب من قبل الديموقراطيين قد يكون لذلك مردود سلبي أيضا على نتنياهو".