ما الذي سيستفيده الفلسطينيون في غزة من التغيير السياسي في فرنسا وبريطانيا
يُشير محلل س

يُشير محلل سياسي إلى أن صعود اليسار في فرنسا وفوز حزب "فرنسا الأبية" في الانتخابات التشريعية، وتولي حكومة جديدة في بريطانيا بزعامة حزب العمال البريطاني سيُحدث بعض التغييرات بشأن المواقف من حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة ولكن في بريطانيا سيكون التأثير بسيط وغير مرئي بسبب موالاة القيادة الحالية لحزب العمال البريطاني للولايات المتحدة الأمريةي، أما في فرنسا فقد يحدث تغيير في مواقف الحكومة من حرب الإبادة على غزة والموقف من إقامة دولة فلسطينية.
وبعد فوز حزب "فرنسا الأبية" في فرنسا، دعا أفيغدور ليبرمان عضو الكنيست الإسرائيلي ورئيس حزب "إسرائيل بيتنا" يهود فرنسا للهجرة إلى إسرائيل، قائلا، "انتصار حزب يساري راديكالي في فرنسا تصعيد كبير في معاداة إسرائيل والسامية" بحسب زعمه.
ويقول الباحث والمحلل السياسي جمال زحالقة في حديث للجرمق إن، "بالنسبة لفرنسا فالأمر مركب جدًا لأن الحزب الذي فاز في الانتخابات يدعم قسم كبير منه القضية الفلسطينية وله موقف واضح وحاد من حرب الإبادة ويدعمون الاعتراف بدولة فلسطينية ومواقفهم هي تغيير كبير جدًا".
ويتابع للجرمق، "اليسار لم يحصل على أغلبية مطلقة في البرلمان وسيشكل ائتلاف والائتلاف ليس واضحًا ماذا سيكون شكله، ولكن التغييرات الجذرية بقيت بيد ماكرون، ولهذا السبب فوز في فرنسا بشرى سارة ولكن من الصعب ترجمة موقف اليسار كحزب إلى مواقف الدولة الفلسطينية، الجو العام قد يؤثر كما أن اليسار في فرنسا يضع شرطًا للدخول لحكومة ائتلاف في فرنسا أن يكون هناك اعتراف بدولة فلسطينية ومعارضة أشد للحرب، وبالتالي نحن نعلم أن اليسار سيؤثر لكن لن يستطيع أن يفرض مواقفه".
ويقول زحالقة للجرمق، "أما بالنسبة لبريطانيا، فهناك فرق كبير بينها وبين فرنسا، فالقيادة الحالية لحزب العمال البريطاني لا تختلف عن حزب المحافظين كثيرًا بمواقفهم تجاه الدولة الفلسطينية والحرب على غزة، نحن نعلم أن هناك قوى جدية تعارض السياسات الإسرائيلية ولكنها أقلية في هذه الفترة الحالية".
ويتابع، "بالنسبة لفرنسا هناك حزب داعم لفلسطين فاز بالمكان الأول وسيؤثر على السياسة الفرنسية بالتأكيد لكن لن يستطيع أن يفرض موقفه بالكامل لأنه سيضطر لإنشاء تحالف وهذا التحالف له موقف أقل دعمًا لفلسطين، كما أن ماكرون نفسه له تأثير قوي على السياسة الخارجية وهو الشخص الأهم فيها، وهو بقي في مكانه".
ويضيف، "بالعموم الموقف الفرنسي سيكون أكثر ميلًا لدعم قضية فلسطين والشعب، واتخاذ موقف مضاد ضد الحرب الإجرامية على غزة ولكن لن يكون هناك تغيير دراماتيكي".
ويوضح، "بالنسبة للقضية الفلسطينية والحرب على غزة لن نجد تغيير كبير في مواقف بريطانيا سياسيًا، لأن بريطانيا العظمى ليست سوى صدى للولايات المتحدة بمعنى أن الموقف البريطاني مرتبط ارتباطا وثيقا بالموقف الأمريكي، وحزب العمال والقيادة الحالية لحزب العمال البريطاني موالية لإسرائيل ليس أقل من بايدن".
ويقول للجرمق، "من المهم أن اليمين خسر في بريطانيا وهذا يُبشر بانكسار موجة اليمين في عدة مواقع في بريطانيا ولهذا تداعيات على المدى البعيد ولكن على المدى القريب لا أرى أي تغيير في الموقف البريطانيا".
ويتابع للجرمق التوقعات بسحب الحكومة البريطانية الجديدة طلب الحكومة السابقة تأجيل قرار إصدار مذكرات اعتقال دولية بحق نتنياهو أن، "، ولكن إذا صدرت قرارات من محكمة العدل الدولية أو محكمة الجنايات الدولية بخصوص إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو ستلتزم بها وهذا لا يعني أنها أقل دعما لإسرائيل".
ويردف، "الولايات المتحدة تقف ضد المحكمة الدولية وقد تفرض عقوبات عليها، ومهم أن يشعر القضاة والمدعي العام أن هناك دعم من قوى جدية في العالم لمحكمة العدل واحترام المحكمة وقراراتها لأن الولايات المتحدة وإسرائيل تريدان أن تنشران الرعب للمحكمة".
حركة الاحتجاج في فرنسا وبريطانيا
ويضيف الباحث والمحلل السياسي جمال زحالقة حول تكثيف حركة الاحتجاج في أوروبا، "الأجواء العامة بعد فوز اليسار في المكان الأول في فرنسا وهي تسمح وتدفع باتجاه دعم العدالة في العالم، نحن في وضع كل من يدعم العدالة في بلده يدعم العدالة في فلسطين، وهذا اليسار فاز في الانتخابات وفاز في المكان الأول هو الذي نظم المظاهرات الداعمة للشعب الفلسطيني والذي يقف خلفها والمسلمون في فرنسا داعمون له بأغلبية ساحقة ويعبرون عن مواقف تدعو للعدالة الاجتماعية في فرنسا وهم أيضا نظرتهم للعالم أنهم ليسوا موالين للولايات المتحدة ويريدون فرنسا أكثر استقلال، حزب فرنسا الأبية اليساري يدعو إلى أن يكون موقف فرنسي مستقل في كافة القضايا الدولية وبما فيها في فلسطين".
أما على مستوى بريطانيا، يقول زحالقة للجرمق، "ربما تحصل بعض التغييرات المتفرقة في هذه القضية أو تلك، لأن حزب العمال يختلف عن المحافظين في حساباته ولكن بالمجمل الموقف البريطاني يصطف خلف الموقف الأمريكي، إذا الولايات المتحدة الأمريكية قررت أن تضغط على إسرائيل وهذا مستبعد جدا فبريطانيا ستقف خلفها".