بعد محاولة اغتيال ترامب..وزراء في "إسرائيل" يحذرون من تكرار الحادثة مع نتنياهو..فما الهدف من وراء هذه التحذيرات؟


  • الاثنين 15 يوليو ,2024
بعد محاولة اغتيال ترامب..وزراء في "إسرائيل" يحذرون من تكرار الحادثة مع نتنياهو..فما الهدف من وراء هذه التحذيرات؟
توضيحية

حذر وزراء إسرائيليين من أن محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب قد تتكرر مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وذلك لتشابه حملات التحريض ضدهما على حد تعبيرهم.

وقال وزير الثقافة والرياضة الإسرائيلي ميكي زوهار: "الليلة حصلنا على دليل آخر على أن الكلمات يمكن أن تتحول إلى محاولة قتل. يجب علينا أن نفعل كل شيء لوقف الخطاب المتطرف والعنيف في إسرائيل أيضًا، قبل فوات الأوان".

وتابع وزير الاتصالات الإسرائيلي شلومو قرعي عن محاولة اغتيال ترامب، "الوضع في إسرائيل خطير بشكل مضاعف أكثر من الولايات المتحدة، وتأتي محاولة اغتيال ترامب بعد التحريض المتواصل ضده، وفي إسرائيل التحريض الخطير ضد رئيس الوزراء نتنياهو وعائلته أصبح أقرب إلى التحقق من أي وقت مضى".

ويُشير محللون سياسيون إلى أن تكرار محاولة الاغتيال مع بنيامين نتنياهو بعيدة جدًا، لافتين إلى أن هناك أهداف عدة من وراء تحذيرات الوزراء الإسرائيليين في هذه المرحلة، فما هي هذه الأهداف؟

ويقول المحلل السياسي فايز عباس للجرمق، "نتنياهو استغل محاولة اغتيال ترامب للقيام بتمثيلية أنه هو أيضا ضحية للتحريض ضده من قبل بعض الاعلاميين أو حتى من المجتمع الإسرائيلي الذي يرفض سياسة نتنياهو".

ويقول للجرمق، "نتنياهو خلال جلسة الحكومة الإسرائيلية التي استمرت لأكثر من ساعتين أمس لم يتم فيها بحث الحرب على غزة ولا في الشمال ولا بحث قضية المحتجزين الإسرائيليين والصفقة وإنما تم الحديث فقط عن التحريض الذي يتعرض له نتنياهو بحسب ما يدّعون، وأيضا نتنياهو استغل الجلسة للتحريض على المستشارة القانونية للحكومة الإسرائيلية التي اتهمها أنها تقف خلف التحريض على نتنياهو لأنها لا تتخذ الاجراءات القانونية ضد المحرضين ولا يتم تقديم لوائح اتهام ضدهم ولا محاكمتهم من قبل الشرطة الاسرائيلية لذلك أعتقد أن نتنياهو من خلال العملية هذه حاول جاهدا أن يوصل للمجتمع الإسرائيلي أنه يتعرض إلى حملة تحريض ممنهجة".

ويقول، "نتنياهو لديه حراس من الشاباك والشرطة الإسرائيلية كما أن عائلته تحظى بحراسة مشددة ونجله يائيرنتنياهو لديه حراسة في مكان سكنه في ولاية ميامي بالولايات المتحدة الأمريكية".

ويتابع للجرمق، "نتنياهو نجح باشغال الرأي العام بهذه المسالة وهي مسالة التحريض عليه ومحاولة اغتياله وأن هناك خوف على حياته، ولكن عمليا هذا كلام غير صحيح لأن نتنياهو هو من أكثر المحرضين في تاريخ إسرائيل إن كان على رابين في حينه هو الذي قاد حملة التحريض والذي أدى في نهاية المطاف لاغتيال رئيس الحكومة الأسبق، نتنياهو عمليا يريد أن يقول للمجتمع الإسرائيلي أنا الضحية الآن".

ويردف، "على الرغم من ذلك المجتمع الإسرائيلي لا يزال يصر على رحيل نتنياهو لأن استطلاعات الرأي تشير إلى أن 72% من الإسرائيليين يريدون رحيله فورا أو بعد انتهاء الحرب على غزة".

ويتابع للجرمق، "نتنياهو يتعرض للهجوم عليه والتنديد بسياسته من قبل ما تبقى من اليسار الإسرائيلي ومن المركز السياسي الإسرائيلي ومن اليمين الإسرائيلي خاصة بكل ما يتعلق بالصفقة إذا ما تحدث نتنياهو عن الصفقة يتعرض للهجوم من اليمين الفاشي لذلك أعتقد أن تمثيلية نتنياهو لن تسعفه ولن تتوقف الحملات ضده والمظاهرات والاحتجاجات من أجل إتمام الصفقة أو الرحيل".

ويقول، "اليوم المطالبة لنتنياهو هو أن يرحل عن السلطة في إسرائيل ولكن باعتقادي أنه سيظل ولن يرحل وسيبقى رئيسا للحكومة ما دام يسير حسب السياسة التي وضعها مع بن غفير وسموتريتش لأنهما الأمن لبقاء نتنياهو لذلك أعتقد أنه لن يتحرك من موقعه وسيبقى رئيسا للحكومة حتى عام 2026".

ويتابع للجرمق، "ما تحدث به الوزراء هو تملق لنتنياهو، لأن حملة التحريض على نتنياهو ليست ممنهجة كما فعل هو ضد رابين فهو قص صورة رابين وهو يرتدي الزي النازي والكوفية الفلسطينية واتهمه أنه قاتل، وبن غفير حينها كان قد وصل لسيارة رابين، وقال إن كنا نستطيع أن نصل لسيارته نستطيع أن نصل إليه وفعلا وصلوا إليه، ولكن حتى الآن لم يقترب أحد من بنيامين نتنياهو ولم يخطط أحد لاغتياله ولم يعتقل أحد بشبهة تهديده بشكل جديد له لو لعائلته". 

ويردف، "نتنياهو يريد من خلال حملة الاستعطاف التي بدأها صرف الأنظار عن فشله في عملية اغتيال محمد الضيف التي أعلن عنها وكأنها إنجاز كبير لنتنياهو شخصيا".

ومن جهته، يقول الباحث والمحلل السياسي صالح لطفي للجرمق، "بعد المجازر المروعة التي شهدها القطاع في الأيام الأخيرة نحن أمام مشهد في نسق معين في جوهره، أن نتنياهو هو الذي يتقلد مراسيم الحكم في إسرائيل في كافة القضايا السياسية والأمنية والعسكرية فلا تخرج عنه شاردة ولا واردة وهو يتحمل مسؤولية كل شيء يجري على الأرض خاصة في غزة وفي داخل إسرائيل".

ويتابع، "المجتمع الاسرائيلي متشوق لإافراج عن الرهائن بغض النظر عن مصير أهل غزة سواء كانوا يتعرضون لابادة أو لهجوم يومي كما يحدث من قبل نتنياهو على وجه الخصوص".

ويقول للجرمق، "ما سمعناه من الوزراء الإسرائيليين، والتحدث عن مقاربة لما حدث مع ترامب وتعرضه لحادثة اغتيال من قبل شخص من الجمهوريين ومن الإطار الفكري واللأيدولوجي الذي يعمل بنسقه ترامب".

ويردف، "نتنياهو رئيس اليمين الإسرائيلي بشقيّه القومي الديني والعلماني، القومي الديني يضغط على نتنياهو نحو مزيد من القتل في غزة وارتكاب حرب شاملة في الشمال مع حزب الله وهذا غير مُوافَق عليه من قبل القطاعات العسكرية والأمنية ومن بعض رجال اليمين، والمسعى من خلق مقاربة بين نتنياهو وترامب لتحقيق هدفين هما، هدف عاطفي أن ما جرى لترامب قد يجري لنتنياهو بوسم أن كلاهما يعملان لمصلحة دائرة معينة وهي دائرة اليمين الإسرائيلي كوننا ننتحدث عن دائرة إسرائيل في حالة نتنياهو وأمريكا في حالة ترامب، فالمقاربة هي مقاربة عاطفية سياسية ومن جهة ثانية هناك بعد أيدولوجي، هناك تعاضد بين اليمين الأمريكي واليمين الإسرائيلي ونتنياهو من هذه المدرسة وتربى في أمريكا ودرس وعاش فيها وترعرع فيها".

ويتابع للجرمق، "هذه التحذيرات جاءت أولا لدغدغة عواطف الأمريكيين الذي سيخطب عندهم نتنياهو الأسبوع القادم من جهة ومن جهة ثانية لإعادة الصمت اليهودي الذي بدأ يفقد في أمريكا لصالح بايدن على حساب ترامب".

ويقول، "القضية الأخيرة التغول في حق الشعب الفلسطيني في غزة وبدرجة أقل بكثير في الضفة، يلاقي اشمئزازا من القطاعات الأمريكية ولو لم يُعلن عنها وبالتالي هذه  التحذيرات هي عملية تهيئة لقبول ما يفعله نتنياهو في غزة وتذكير للأمريكيين أنكم فعلتم مثل ذلك في الصومال والعراق وأفغانستان وبالتالي الولد المدلل هو جزء لا يتجزأ من موروثكم التاريخي والفكري والعقدي والعملياتي".

ويوضح حول تشبيه الوزير آفي ديختر بالتحريض على رابين عام 1995 كالتحريض على نتنياهو، "إذا افترضنا أن نتنياهو معرّض للقتل، فمن سيقتله؟ اليمين القومي الديني الفاشي الذي يعتقد أن نتنياهو لا يقوم بما يكفي في غزة ولكن ما يجعلنا نستبعد ذلك أن نتنياهو هو أحد المسؤولين عن مقتل رابين، فهل ممكن أن يحدث هذا معه كل الحسابات مفتوحة في إسرائيل مع تحفظ معين".

ويختم، "ما يقوم به نتنياهو من باب دغدغة العواطف ومن باب التحسب إن صح المصطلح للاسوء خاصة أننا نشهد في الأيام الأخيرة حالة تخبط في المجتمع الإسرائيلي".

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر