تنتظر المحامية مها اغبارية من مدينة أم الفحم صدور قرار اللجنة التأديبية التي شكلتها نقابة المحامين للنظر في دعوى قُدمت ضدها في الأيام الأولى للحرب على قطاع غزة خلال شهرين.

وكانت نقابة المحامين قد وجهت للمحامية مها اغبارية تهمًا بـ "التماهي مع الإرهاب" بحسب ادعاءاتها وذلك على خلفية منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتقول المحامية مها اغبارية في حديث للجرمق، "في يوم 7 من أكتوبر، وخلال ساعات المساء كتبتُ منشورًا على تطبيق فيسبوك موجه للمتابعين والأصدقاء وطلبتُ منهم أن يتوقفوا عن مطالبتي باستنكار ما حدث في 7 من أكتوبر حيث خلال ذلك اليوم تواصل معي العديد من الأشخاص وطلبوا مني أن أستنكر ما حدث وفي نهاية اليوم طلبت منهم أن يتوقفوا عن ذلك، ورفضي كان نابعًا من أنني أرفض رفضا قطعيا أن أُوضع تحت امتحان للولاء عند وقوع أي حدث، وكتبتُ في نهاية المنشور، ’أنني فلسطينية وأقف مع شعبي بكل مكان يتواجد به وأقف معه بكل ردة فعل منطقية يختارها كرد فعل على الحصار وآثار القيد والاحتلال’".

وتتابع للجرمق، "وصل المنشور الذي كتبته لنقابة المحامين واعتبروا أن الجملة الأخير كأنها تأييد لما حدث في 7 من أكتوبر وفهمِوا المنشور كما يريدون وليس كما أقصد".

وتضيف، "بعد مدة، اكتشفنا في نقابة المحامين وعن طريق الأعضاء العرب أن هناك سياسة بدأت في 7 من أكتوبر في النقابة وتوزعت على كافة الألوية بعدم التساهل مع أي منشور تعبير عن الرأي للمحامين العرب، تحديدا إذا تضمن تأييدا أو دعما لما قامت به حماس بحسب رأيهم، ومن هذا المنطلق وبناء على هذه السياسية أرسلت نقابة المحامين في طلبي وتشكلت لجنة تأديبية للنظر في الدعوى ضدي وقدموا ضدي ما يشبه لائحة الاتهام وفي حال وافقت اللجنة على الدعوة، سيتم سحب رخصة عملي كمحامية".

وتتابع للجرمق، "كنتُ أنا من أول المحامين الذين تشكلت لهم لجان تأديبية في نقابة المحامين، واليوم هناك 4 محامين آخرين يتم التداول بقضاياهم، وخلال شهرين سيصدر قرار اللجنة بشأني".

التوقعات بشأن القرار

وتقول اغبارية للجرمق، "لا أتأمل خيرا بشأن قرار اللجنة في نقابة المحامين، فخلال الجلسات كان نيتهم واضحة مع أننا شرحنا لهم ما المقصود ومع ذلك لا حياة لمن تنادي ولا يتقبلون دفاعنا".

وتضيف، "نقابة المحامين تطالب بتجميد عضويتي كمحامية لمدة عام أو أكثر ولكن أتمنى ألا يحدث ذلك".

كيف يحمي المحامي نفسه

وتقول المحامية اغبارية للجرمق، "لا يوجد مواطن فلسطيني في إسرائيل منذ 7 من أكتوبر غير معرّض للخطر، كلنا معرضون للخطر ولا يهم أين نعمل وفي أي المجالات، فهذه سياسة جديدة خرجت بها إسرائيل في كافة المجالات، وهي أن تبحث عن طريقة لإيذاء أي مواطن سواء في عالم الهايتك أو المحاماة أو عالم البناء".

وتضيف، "نحن اليوم لا نستطيع التعبير عن أنفسنا ولا نستطيع أن نعبر عن آرائنا، فيجب أن نكون حذرين جدا في كتاباتنا وألا تتضمن كلمات أو عبارات يمكن أن تصنف كتحريضية أو فيها تماهي مع الإرهاب قانونيًا".

وتختم، "مع أنني كنت حذرة جدًا وكتاباتي لا تتضمن التحريض أو التماهي مع الإرهاب بحسب القانون وأنا محامية وأعرف ماذا أكتب ولكن رغم ذلك تعرضت للملاحقة السياسية وما يحدث مع المحامين العرب حاليا هو ملاحقة سياسية ولا يوجد أكثر من هذه الممارسات ملاحقة سياسية".

رابط مختصر