نتنياهو يستعد للإلقاء خطابه في الكونغرس ولقاء بايدن وترامب وهاريس..فهل يعود بخفّي حُنين؟


  • الثلاثاء 23 يوليو ,2024
نتنياهو يستعد للإلقاء خطابه في الكونغرس ولقاء بايدن وترامب وهاريس..فهل يعود بخفّي حُنين؟
توضيحية

أشار تقرير نشرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد يعود من الولايات المتحدة الأمريكية دون إنجازات عظيمة ولكن الأهم ألا يعود مع خسائر وحوادث مؤسفة، لافتة إلى أن هذا سيكون بحد ذاته إنجازا.

ومن المقرر أن يُلقي نتنياهو خطابا في الكونغرس الأمريكي بمجلسيه الشيوخ والنواب يوم غد الأربعاء كما أن هناك مخططات لترتيب لقاءات بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس ولقاء آخر مع الرئيس الأمريكي الأسبق ومرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الأمريكية المقبلة دونالد ترامب، ولكن لم يُحسم أمر اللقاءين مع بايدن وترامب حتى الآن.

هل سيُعود نتنياهو إلى "إسرائيل" خاسرا أم رابحا؟

ويقول الباحث والمحلل السياسي جمال زحالقة للجرمق، "علينا أن نرى ماذا يريد نتنياهو، بالنسبة له الزيارة لواشنطن هي جزء من الدعاية الانتخابية وهو يريد أن يوجه كلامه بالأساس للجمهور الإسرائيلي وليس لأعضاء الكونغرس أو الإدارة الأمريكية، هذا أكثر ما يهم نتنياهو أن يستعيد مكانته وأن يفعل ما يبقيه على كرسي السلطة، وهو يعتقد أن الخطاب أمام الكونغرس هي ولادة من جديد ليعود بطل إسرائيل وحامي همها وليس ماحي أمنها كما حدث بالنسبة لكثير من الإسرائيليين، هذه القضية الأساسية وهذا هو مقياس نتنياهو".

ويتابع للجرمق، "أما علاقة نتنياهو بالكونغرس والإدارة الأمريكية أعتقد أنه سيحاول أن يروج للرواية الإسرائيلية وأن يمهد الطريق أمام التعاون الأمريكي الإسرائيلي في المستقبل عبر مخاطبة أعضاء الكونغرس وإقناعهم بعدد من الرسائل التي يراها مهمة، لعل أولى هذه الرسائل هو يريد إقناع الأمريكان أن الحرب التي تخوضها إسرائيل هي حرب الحضارة الغربية ضد الشرق البربري، هذا ما يريده نتنياهو لأن هدفه الأكبر من الولايات المتحدة أن تشارك في منع تطوير سلاح نووي إيراني وأن تكون مستعدة لخوض حرب ضد إيران".

ويضيف، "إسرائيل تعرف جيدا أنها لم تستطع أن تواجه حماس، فكيف لها أن تواجه إيران، هذا سؤال كبير يُطرح، فباعتقادي السبب أن نتنياهو يريد خلق نوع من الانطباع أن إيران تهدد الغرب والعالم وأن المنظمات المرتبطة بها أيضا حسب رأيه تهدد الغرب، هو يريد أن يقول للأمريكيين حربنا هي حربكم".

ويردف، "الأمر الثاني، يريد نتنياهو أن يؤكد أن إسرائيل على حق وتريد أن تدافع عن نفسها، وهو يطلب من الأمريكيين أن يتجندوا لمحاصرة المحاكم الدولية التي تلاحق إسرائيل والقيادات الإسرائيلية، ولكن هل سيعود بخفّي حنين، لا نعرف ولكن هذه العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة كثيرا ما لا تخضع للتحليل المنطقي بالعلاقات الدولية، هذه علاقة لا يوجد لها مثيل في العلاقات الدولية، علاقة قائمة بذاتها ولها قوانينها الخاصة".

المظاهرات المتزامنة مع خطاب نتنياهو

ويقول زحالقة للجرمق، "المظاهرات ستشوش على خطاب نتنياهو، بمعنى أنه يتحدث وهناك مظاهرات، وهو يقول شيء ويسمع شيء آخر، لننتظر ونسمع ماذا سيشمل الخطاب، هذا الخطاب "مكذبة" لو وضعنا جهازا لفحص الكذب لظل يصفر طيلة الوقت أثناء خطاب نتنياهو فهو يدعي أن إسرائيل تدافع عن نفسها وأنه لا مشكلة إنسانية في غزة وأنها تسمح بإدخال الطعام والمواد اللازمة والكل يعرف أن هذا كذب والمساعدات لا تصل كما يجب، وتقريبا بكل ما يقوله نتنياهو هو يكذب وهذه طبيعة المجرم يكذب ولا يقول الحقيقة، لإنه إن قال الحقيقة سيُدان وسيعاقب عليها".

ماذا بعد انسحاب بايدن؟

ووفقًا لزحالقة فإن انسحاب بايدن من السباق الرئاسي قبيل خطاب نتنياهو له آثار على زيارة الأخير للولايات المتحدة، قائلًا، "لعل النتيجة الأولى والفورية لإعلان الانسحاب هي تهميش زيارة نتنياهو للولايات المتحدة، الأمريكيون الآن مشغولين في الانتخابات والتطورات الدراماتيكية وإطلاق النار على ترامب وتنحي بايدن وانتخاب هاريس، هذه القضايا الكبرى التي تشغل الرأي العام الأمريكي، ولهذا السبب زيارة نتنياهو أصبحت على الهامش ولن يكون هناك اهتمام جماهيري بها والجماهير لن تقف أمام التلفاز لمشاهدة وسماع نتنياهو وماذا سيقول، وحقيقة هذا يهم نتنياهو، ولكن ما يهمه أكثر، أن يجلس الجمهور الإسرائيلي ليستمع إلى ماذا يقول، لأنه بطبيعة الحال يوجه خطابه للجمهور الإسرائيلي ولكن بالمجمل هناك تهميش لزيارته".

لقاءات ترامب وبايدن وهاريس مع نتنياهو

ويقول جمال زحالقة للجرمق، "لا نعرف إن كان نتنياهو سيلتقي بايدن، وذات الشيء بالنسبة لترامب فلا نعرف إن كان سيلتقي به أم لا، هناك حديث عن ذلك لكن ليس مؤكدا، ولكن بالتأكيد سيلتقي بكامالا هاريس نائبة الرئيس بايدن"، مضيفًا، "إذا كان نتنياهو سيلتقي ترامب فسيلتقي به يوم الخميس، هكذا يقال، وفي نيويورك وليس في واشنطن، وبالطبع، لهذا اللقاء دلالات معينة بالنسبة لنتنياهو ودعمه للجمهوريين، ولكنه سيدعي أنه التقى أيضا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي بايدن وهي المرشحة الأقوى للحزب الديموقراطي ولا يوجد مرشح للحزب الديمقراطي ليلتقي به وسيدعي نتنياهو أنه التقى بممثلي الحزبين الجمهوري والديموقراطي".

ويضيف، "رغم ميل نتنياهو ودعمه للجمهوريين إلا أنه يدعي في كتابه الأخير الذي نشره عشية الانتخابات في 2022، أن أباه بنتسيون نتنياهو هو من اخترع فكرة الدعم من الحزبين الجمهوري والديمقراطي وكأنها مسألة عائلية لديه وفي الجينات وأن ميله لترامب ليس صحيحا".

ويختم زحالقة للجرمق، "نتنياهو لا يوجد لديه إشكال أن يقول الكذب و الحقيقة ويتحدث بهما بنفس الدرجة من الحماس، ولكن ما يهمنا ليس كذب نتنياهو وإنما حقيقته، وحقيقته أنه يريد حربا لا تنتهي ويريد تدمير غزة وهو يعيش بوهم فعلا أنه يمكن أن يحسم وأن يأتي بصورة نصر تساعده على ترميم مكانته في الشارع الإسرائيلي وفي التاريخ الإسرائيلي، فنتنياهو كان يعتقد حتى الـ7 من أكتوبر 2023، أن في "إسرائيل" 3 شخصيات مهمة، الأولى ثيودور هرتزل صاحب الفكرة، وديفيد بن غوريون باني الدولة، ونتنياهو الذي حولها لدولة لمتطورة ومعاصرة، هكذا يفهم نتنياهو نفسه، وبعد الذي حدث في أكتوبر الماضي، أصبح في ورطة كبيرة جدا وإن انتهت الحرب سيكون تعرضه للتحقيق والمحاكمة أمرا سهل وقد يخسر الحكم وقد تلحقه لعنات الإسرائيليين طيلة حياته بأنه جلب عليهم الخراب".

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر