لا بشائر من اجتماع الفصائل في الصين

لم يأت اجتماع الفصائل الفلسطينية في الصين ببشرى توحي باختراق الحالة السياسية الرؤيوية المستعصية لتتعامل مع مستوى التحديات الوجودية وكارثة شعب فلسطين. في المقابل فإن هنالك استعداد مبدئي للتوصل إلى مخارج من الواقع المأزوم وهذا ما تشير اليه إعادة الكرّة.
قد تتعاطى الصيغة المتفق عليها مع الطبقة السياسية الفلسطينية ومع الترميم الفصائلي او لفصائل محددة، إلا أنه لا يتعاطى مع تحديات إنقاذ الشعب وبقاء غزة، ولا يرقى الى ترميم شعب فلسطين برمته، وهذه مهمة تسبق في اولويتها اعادة البناء المعماري بحد ذاته.
استقلالية القرار الوطني الفلسطيني باتت في مهب الريح الإقليمية والدولية، وهي الاستقلالية ببعدها التحرري الوطني الفلسطيني والعربي القومي المستقل والتي تحمي القضية والحق. كما أن أولوية الشعب الفلسطيني حاليا هي وقف العدوان وهي تسبق المصالحة، وكل شيء آخر يخضع لهذا المعيار.
في غياب منظومة محاسبة فلسطينية رسمية او شعبية، وفي تردي الحياة الفصائلية السياسية برمتها، وتردي حالة المجتمع المدني الفلسطيني الذي في المجمل لم يوفر أي نمط متطور خارج الثقافة السياسية السائدة، فإن التعاطي مع السابع من اكتوبر وحرب الابادة على غزة كما لو كان مجرد حدث وجولة عدوانية اخرى تنتهي ويعود كل شيء لسابق عهده هو تجاهل للكارثة التي يتعرض لها قطاع غزة وتهدد وجوده بالكامل وضمن حرب وجودية على الشعب الفلسطيني برمته وتصفية قضيته.
لا صوت يعلو على أصوات الأطفال المجوّعين حتى الموت والمحرومين من قطرة ماء حتى الموت، مصير هؤلاء او من تبقى منهم هو التحدي قبل مصير الطبقة السياسية الفصائلية.