كيف سيؤثر قرار انسحاب بايدن من السباق الرئاسي وترشيح هاريس على الحرب على غزة؟

أشار عضو الكونغرس الأمريكي من الحزب الديموقراطي عن ولاية ميتشغان سامح عبد الهادي إلى أن المرشحة الديموقراطية الأقوى في الانتخابات الأمريكية كامالا هاريس تأتي من نفس العباءة السياسية للإدارة الأمريكية الحالية لافتًا إلى أن هاريس معروفة بدعمها المطلق لـ "إسرائيل" وهي قريبة من المجتمع اليهودي بحكم أن زوجها كان رئيسا لفريق عمل تطوير استراتيجية البيت لمكافحة السامية، كما أنها تتواصل كثيرا مع قيادات المجتمع اليهودي في الولايات المتحدة وإسرائيل.
للمزيد من أخبار الترجمة العبرية تابعوا قناتنا على تليجرام "الجرمق الإخباري/ترجمات عبرية"
وعلى الرغم من دعم هاريس المطلق لإسرائيل إلا أن هناك توقعات بأن تتخذ موقفًا أكثر "نقدًا" بشأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة من الرئيس الحالي جو بايدن، فما هي تأثيرات انسحاب بايدن وترشيح هاريس بدلًا منه للانتخابات الأمريكية؟
ويقول المحلل السياسي فايز عباس للجرمق، "باعتقادي لن يكون هناك تغييرات على الأوضاع في غزة في المرحلة الحالية رغم انسحاب بايدن، ولكن يمكن أن يقرر الأخير بعد أن يدعوه ضميره إن كان لديه ضمير أن يهدد نتنياهو لوقف الحرب لأنه بعد الانسحاب لن يأخذ بالحسبان تأثير هذه الخطوة عليه وعلى مستقبله السياسي، ولكن أنا لستُ متفائلًا لأن بايدن صهيوني أكثر من نتنياهو ولا أعتقد أنه سيتخذ قرار يلزم إسرائيل بوقف الحرب أو الانسحاب من قطاع غزة".
ويتابع عباس للجرمق، "بايدن شريكا في عملية الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في غزة وهذا الأمر يصعّب عليه اتخاذ قرارت بوقف الحرب أو إجبار إسرائيل على وقف إطلاق النار، ونتنياهو سيعلن في خطابه اليوم أمام الكونغرس الأمريكي أن الحرب ستستمر حتى تنجز أهدافها وحتى يحظى بالنصر الكامل".
ويضيف للجرمق أن السياسات الأمريكية تجاه الفلسطينيين معروفة ولكن "هاريس المرشحة الديموقراطية الأقوى لخوض الانتخابات الأمريكية كانت قد أعلنت سابقا أنه يجب وقف الحرب وقالت لنتنياهو بحسب تسريبات أن هناك أعداد كبيرة من الأبرياء قتلوا في غزة وأنه يجب إطلاق سراح المحتجزين لحفظ أمن إسرائيل وبالتالي هناك تخوف إسرائيلي مو موقف هاريس تجاه الحرب فهي كانت قد هاجمت الحكومة الإسرائيلية سابقا كما أن هناك توقعات بتعيين نائب يهودي متطرف سياسيا لهاريس وإذا فعلا تم تعيينه ستواجه هاريس مشكلة مع نائبها في البداية في حال طرحت قضية حل الدولتين وقضايا أخرى تتعلق بوقف الحرب".
ومن جهته، يقول د. سليم بريك المحاضر في العلوم السياسية إن، "انسحاب بايدن له أهمية لأنه كان يدعم إسرائيل بشكل مطلق وكان له تصريحات بأنه من غير الضروري أن تكون يهوديا كي تكون صهيونيا، والآن انسحابه من السباق الرئاسي وترشيح هاريس بدلا منه يعطيها الفرصة لتصلح ما قام به بايدن لأن مواقفه أضعفت الحزب الديموقراطي وترك جزء من العرب والمسلمين الحزب ولكن الآن هناك إمكانية لعودة قسم على الأقل بسبب مواقف هاريس الأكثر ’نقدا’ لإسرائيل من بايدن".
ويتابع للجرمق، "نسمع أن بايدن مصرّ على إنهاء الحرب وأنه سيبقى حتى يناير 2025 رئيسا بالتالي يستطيع التأثير على وقف الحرب، وسنرى كيف سيكون لقاءه مع نتنياهو".
ويقول بريك للجرمق، "نتنياهو ينتظر ليرى من سيكون في سدة الحكم ترامب أم هاريس، وإن فاز ترامب فالأمور غير واضحة لأنه والحزب الجمهوري يدعمون إسرائيل بشكل مطلق ضد الفلسطينيين، أما إن فازت هاريس ستنظر على الأقل بعين واحدة إلى الجانب اليساري في حزبها وستساعد ربما في وقف الحرب على قطاع غزة".
موقف الولايات المتحدة من الحرب
ويقول سليم بريك للجرمق، "وقف الحرب لا يتعلق فقط بموقف الولايات المتحدة الأمريكية وإنما يتعلق أيضا بالدول العربية وقضية التطبيع مع السعودية التي سيناقشها بالتأكيد نتنياهو مع ترامب وبايدن".
ويتابع، "إذا فاز ترامب سيقوم على الفور بترتيب قضية التطبيع مع السعودية بحسب ما يريد نتنياهو ولهذا جميعه تأثير على موقف الولايات المتحدة الأمريكية في نهاية المطاف".
للمزيد من الأخبار تابعوا قناتنا على تليجرام "الجرمق الإخباري"
ويقول للجرمق، "التغييرات بشأن موقف الولايات المتحدة من الحرب على غزة يتأثر أيضا بالموقف الإسرائيلي، مثلًا الأجهزة الأمنية جميعها مع وقف الحرب ولكن نتنياهو لا يريد وقفها فهو خاضع لبن غفير وسموتريتش".
ويضيف، "ألسؤال الآن، هل يستطيع نتنياهو أن يستمر بهذه الطريقة إذا وجد بيت أبيض غير مستعد للتعامل معه بهذا الأسلوب، لا يوجد لدينا توقعات من الدول العربية ولكن على الأقل الموقف الأمريكي والأوروبي بدأ يظهر بالعالم أن الحرب أصبحت حرب استنزاف ويجب وقفها".
ويختم، "النقطة الثانية أن قسم من الأسرى الإسرائيليين هم أمريكيين وبالتالي سيكون بايدن مهتم لعقد صفقة لأنه لا يريد أن ينتهي مثل جيمي كارتر الذي خرج من البيت الأبيض دون أن يحرر الأسرى من طهران، هو يريد إعادة الأسرى الأمريكيين الذين هم قسم من المحتجزين في غزة بشكل عام، سيكون ضغط على نتنياهو بهذا الاتجاه ولكن لست متأكدا هل سيأتي هذا الضغط بنتيجة أم لا".