هل نجح نتنياهو في تحقيق أهدافه المرجوة من إلقاء خطاب في الكونغرس الأمريكي؟

الكونغرس


  • الخميس 25 يوليو ,2024
هل نجح نتنياهو في تحقيق أهدافه المرجوة من إلقاء خطاب في الكونغرس الأمريكي؟
نتنياهو في الكونغرس

ألقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطابه الرابع في الكونغرس الإسرائيلي في 24 من يوليو/تموز 2024 وذلك بالتزامن مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث دعا الولايات المتحدة الأمريكية إلى، "الوقوف مع إسرائيل" ودعمها ضد قوى الشر البربرية في الشرق بحسب قوله.

وتزامن مع بدء خطاب نتنياهو تنظيم عدد كبير من التظاهرات الداعمة للفلسطينيين في محيط مبنى الكونغرس الأمريكي في الكابيتال بالعاصمة الأمريكية واشنطن.

كما شهد خطاب نتنياهو مقاطعة كبيرة من قبل أعضاء من الحزب الديموقراطي وعلى رأسهم نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس التي رفضت سابقا ترؤس جلسة الكونغرس خلال خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

للمزيد من أخبار الترجمة العبرية تابعوا قناتنا على تليجرام "الجرمق الإخباري/ترجمات عبرية"

وبسبب هذه المعطيات يُشير محللون سياسيون إلى أنه لا إجابة واضحة حتى الآن عن مدى نجاح نتنياهو في تحقيق أهدافه المرجوة من إلقاء خطاب في الكونغرس الأمريكي.

وفي السياق، يقول المحلل السياسي والكاتب أمير مخول، "نتنياهو نجح في مخاطبة أقصى اليمين الأمريكي واليمين الجمهوري، وحاول استرضاء ترامب، ولكن هذا أكثر خطاب مخفق لنتنياهو في تاريخه ولإسرائيل أيضًا، لأنه شكّل نوع من التضارب الأمريكي الداخلي في في تبجيل الجمهوريين وترامب مقابل شكر بارد لبادين".

ويتابع، "في المقابل لا يوجد أي إجماع على الخطاب، كما أن أكثر من نصف عدد الديموقراطيين تغيبوا، وهذا عكس الأجواء".

ويردف، "من نظر بالأمس للغة الجسد لنتنياهو ولتعابيره الجنونية ولجنون العظمة، يلحظ أن نتنياهو كان متوترا جدا وغير متزن، فخطابه كان مكرر لما قاله قبل سنوات في واقع لم يعد ينفع، محاولة جمع الدول العربية إلى جانبه ضد إيران غير وارد اليوم ولكن هو يحاول إعادة التاريخ للوراء، لا يوجد قضية فلسطينية بحسب نتنياهو ولا يوجد صفقة بحسب خطابه، ولا يوجد ضفة غربية ولا يوجد ضحايا لحرب الإبادة، هذا كله قام بتبريره نتنياهو عبر الحديث عن محور الشر مقابل محور التحضر، ومحور الضلال مقابل محور النور كما سمّاها بتعابيره، هذه تعابير مأخوذة من أسوء المعاجم الاستعمارية في التاريخ، وهو وضع نفسه بهذا الشكل".

ويقول للجرمق، "إسرائيليًا كان مخفق جدًا، وأثار غضب هائل لدى عائلات المحتجزين، وأثار غضب الحريديم وأعتقد سيكون له مشكلة معهم الآن، وهاجم أيضا الجامعات والطلبة الأميركيين بشكل وقح جدًا، وهاجم صميم القيم الأمريكية الداخلية وحرض على حركات الاحتجاج بأنها تموّل من إيران

لم يكن لديه بشائر أو موضوع واضح ولم يكن لديه محور، فعاد لمحورة الأمور حول إيران".

ويردف، "أعتقد أن على الأمريكيين بعد أن صفقوا لنتنياهو النظر إلى أنفسهم، في الكونغرس يصفقون لإسرائيلي حين يأتي ويقول ’نحن نحميكم، أعطونا السلاح ونحميكم وننتصر، ونحن لسنا مدينيين لكم’، هكذا قال نتنياهو للأمريكيين، وبالتالي حتى الأمريكي العادي لا يقبل هذا الحديث

ويردف للجرمق، "باعتقادي الخطاب هو أحسن نص يوفر فرصة للفلسطينيين لاستخدامه، فنتنياهو يهاجم الفلسطينيين على ثقافة الكراهية وهذه ورقة للشعب الفلسطيني وأنصاره في العالم العربي، بمفهوم أن هذه هي المرآة للطبقة الحاكمة الإسرائيلية وإن لم تكن لإسرائيل برمتها، فهو يتهم كل من يتظاهر ضد إسرائيل لا سامي فعمليا هذه محاججات قوية يجب استغلال الخطاب وتفنيده خاصة أنه تجاهل حتى العائلات التي لم تكن معه والتي تظاهرت خارج الكونغرس وتجاهل اليهود المتظاهرين في تل أبيب

وهذا دليل يمكن استخدامه أنه لا يعطي أفق لأي شيء سوى الحرب والحل العسكري ومواصلة الحرب حتى الانتصار، هذه جنونيات قد تكون مقبولة شعبيا لكنها ستحرجه إسرائيليًا على المستوى الشعبي".

ويوضح للجرمق، "بالأمس وضعوا شاشات في المدن الإسرائيلية الكبيرة ولكن أعتقد أن الجمهور الإسرائيلي لم يكترث لخطابه، وفي الولايات المتحدة الأمريكية لم يكترثوا لخطابه أيضا لأنه جاء على هامش تنحي بايدن وعلى هامش الانتخابات الأمريكية وكل شيء يُفسر أنه دعم لهذا الطرف أو ذاك يفقد من قوته".

ويقول، "إذا قسنا الخطاب بمعايير نتنياهو وإسرائيل فهو الخطاب الأسوء ولكن الأخطر".

ومن جهته، يقول المحلل السياسي والباحث أنطوان شلحت للجرمق، "سؤال إن حقق نتنياهو أو لا، جوابه غير واضح حتى الآن، هدف نتنياهو من الخطاب هو تجنيد الدعم الأمريكي لمصلحة نتنياهو الشخصية الضيقة، ولذلك جاء خطاب مليء بالافتراءات والتحريض سواء على الفلسطينيين وعلى المقاومة أو على إيران".

ويقول للجرمق، "برأيي إن نجح نتنياهو أم لا هذا ما ستظهره الأيام المقبلة، ولكن واضح أن نتنياهو يسعى لاستمرار الدعم الأمريكي للحرب على غزة، الذي لم يتوقف في الواقع  لكن يريد نتنياهو دعما أكبر أي دعم من غير شروط".

ويردف، "ومن الواضح أيضا أنه حذر في خطابه من تطورات تحصل داخل الشارع الأمريكي وهو ينظر لها بعين الخطورة، لأنه شن هجوما قاسيا على كل حركة الاحتجاج التي تشهدها الشوارع الأمريكية والجامعات الأمريكية إلى درجة أنه وصفهم بالغباء، وهذا إن دل فهو يدل خوف نتنياهو من حركة الاحتجاجات".

ومن جهته، يقول المحلل السياسي صالح لطفي، "سؤال إن نجح نتنياهو بتحقيق هدفه من الخطاب أم لا، صعب الإجابة عليه لسببين، الأول يتعلق بالحالة التي يتواجد فيها المجتمع الأمريكي عموما والحزبين الجمهوري والديموقراطي، ونتنياهو أراد رسالة مفادها أن إسرائيل جزء لا يتجزأ من الولايات المتحدة الأمريكية وفوجئ بمظاهرات صاخبة أحاطت الكونغرس الأمريكي وبهذا وصلت رسالة من المجتمع الأمريكي لنتنياهو أنك أنت قاتل ومجرم حرب". 

ويتابع للجرمق، "نتنياهو يدرك تماما أن المجتمع يخضع لتغيّرات، ورغم دعوته من الكونغرس الأمريكي، إلا أنه قام بعملية استجداء من جهة وبعملية هجوم غير مبرر على المجتمع الأمريكي الذي يرفض أن يكون نتنياهو في الكونغرس، وهناك أعداد من الديموقراطيين لم يحضروا الخطاب، والسؤال هل نجح نتنياهو في تحقيق ما أراد".

ماذا بعد خطاب نتنياهو؟

ويقول الكاتب والمحلل أمير مخول للجرمق، "العلاقات الأمريكية الإسرائيلية لا تتعطل، ولا تتأثر إن كان هناك خلاف بين بايدن وكامالا هاريس ونتنياهو، ولذلك الدعم متواصل لإسرائيل، الحربي والدبلوماسي وضد المحكمة الدولية التي شيطنها نتنياهو".

ويتابع، "السؤال هو إذا تحرر بايدن من اعتباراته السياسية والحزبية وإن كان سيضغط على نتنياهو في هذه المرحلة، ولكن كما يبدو بايدن كما برر في تنحيه أن لديه نفس الاعتبارات إن لم تكن له شخصيا ستكون لكامالا هاريس الآن ولحزبه أن ينتصر للانتخابات لأن هذه الانتخابات ليست فقط رئاسية وإنما انتخابات لمجلس النواب".

وبدوره، يقول الباحث أنطوان شلحت للجرمق، " فيما يتعلق بالولايات المتحدة، أعتقد أنه من هذه اللحظة ستواصل دعم إسرائيل في حربها، الإدارة الأمريكية ربما تضغط حاليا للتوصل لصفقة تبادل أسرى وربما التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب لأن مثل هذا الأمر، يمكن أن يُسجل لصالح هذه الإدارة خاصة أن الولايات المتحدة على أعتاب انتخابات".

ويتابع، "هذا العراك بالأيدي بين نتنياهو والإدارة الأمريكية سيستمر حتى إجراء الانتخابات الأمريكية المقبلة، ولكن ماذا  سيسفر عن هذا العراك، هذا مرهون أولا بموقف الإدارة الأمريكية ومرهون بسير الحرب على قطاع غزة وتطورات سائر جبهات الإسناد".

ويقول للجرمق، "هذا العراك ربما سيستمر، واضح أن نتنياهو الآن يبدو أنه يراهن على احتمال عودة ترامب للبيت الأبيض، هو يعتقد أنه في حال عودة ترامب يمكن أن تكون العلاقات مع الإدارة الأمريكية الجمهورية أفضل من العلاقة مع إدارة بايدن، وهذا لا يعني أن العلاقة مع الإدارة الأمريكية الحالية علاقة سيئة لأن هذه الإدارة قدمت كل ما يلزم من دعم لإسرائيل ولكن وضعت بعض الشروط التي لم تضع حدا للحرب المدمرة على غزة ولكن نتنياهو يراهن أن يعود ترامب وأن يؤيد أهدافه حتى لو اصطبغت بمصلحة سياسية ضيقة تعود على نتنياهو بالنفع

وبدوره، يوضح  الباحث صالح لطفي للجرمق، "هذا هو الأمر الذي يجب أن نفكر به جيدا، كما لا حظ الجميع أن نتنياهو مدح ترامب والحزب الجمهوري أكثر بكثير من مدحه لبايدن رغم دعم الأخير لنتنياهو الحرب بشكل مطلق".

ويتابع، "نتنياهو ذهب للكونغرس وهو يدرك تماما أن المجتمع الأمريكي ليس المجتمع الذي كان فيما سبق، الجمهوريين والديموقراطيين يقفون جنبا إلى جنب مع إسرائيل، هو استجدى الكونغرس من جهة، وهاجم المتظاهرين من جهة وأراد أن يتحصل على أسلحة لضمان استمرار الحرب".

ويردف، "باعتقادي أن نتنياهو ذهب لضمان حمايته، فهو ذهب لكي يطلب من الولايات المتحدة حمايته، فهو وفق التعريف القانوني الدولي مجرم حرب، ووفق المؤسسات المنبثقة عن أعلى جسم دولي في العالم وهي الأمم المتحدة، حتى لو رفضت الولايات المتحدة ما قامت به هذه الهيئات، ولكنها أمام مفرق طرق، إما أن تتعاطى مع المؤسسات الدولية التي كانت وراء إنشائها أو تلغي وجودها وهذا شيء غير ممكن ومستحيل".

ويردف، "لذلك جاء نتنياهو فارعا دارعا للولايات المتحدة الأمريكية لتحقيق الحماية له ومن يدور في دائرته ممن يرتكبون المجازر في غزة".

ويقول، "في الاتجاه الثاني، باعتقادي أن نتنياهو في خطابه في الكونغرس الأمريكي أراد أن يستجدي المحور الأميركي ولذلك سمعنا خطابه يتحدث عن سياق حضاري أنه يحارب إيران والإرهاب وهذه هي القضايا التي ركز عليها منذ عام 1996 حتى الآن".

للمزيد من الأخبار تابعوا قناتنا على تليجرام "الجرمق الإخباري"

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر