تراشق اتهامات بين الجيش الإسرائيلي والشرطة بعد اقتحام معسكرين للجيش..هل "إسرائيل" على أبواب حرب أهلية؟


  • الثلاثاء 30 يوليو ,2024
تراشق اتهامات بين الجيش الإسرائيلي والشرطة بعد اقتحام معسكرين للجيش..هل "إسرائيل" على أبواب حرب أهلية؟
تصوير الصحافة الفرنسية

قال الصحفي الإسرائيلي بن كاسبيت إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ظل يتحدث طيلة الأشهر الماضية عن النصر الكامل وأنه على بُعد خطوة فقط، لكن بالأمس اكتشف الإسرائيليون أنهم على بُعد خطوة واحدة من الحرب الأهلية.

وتأتي أقوال بن كاسبيت على خلفية اقتحام أنصار اليمين مقر المحكمة العسكرية في قاعدة بيت ليد، وما سبقه من اقتحام عشرات الإسرائيليين من اليمين برفقة أعضاء كنيست عن أحزاب الائتلاف، قاعدة سديه تيمان، إثر توقيف 9 جنود في قوات الاحتياط لضلوعهم باعتداء جنسي جماعي على أسير فلسطيني من غزة ما أسفر عن إصابته بحالة خطيرة.

ويُشير المحلل السياسي صالح لطفي إلى أن ظاهرة اقتحام العشرات من اليمين الإسرائيلي قواعد عسكرية تابعة للجيش هل ظاهرة خطيرة وغير مسبوقة بالنسبة لإسرائيل منذ قيامها حتى هذه اللحظات، قائلًا، "ما حدث من قيام مجموعات من المستوطنين بتوجيه من مسؤولهم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير الذي يتحمل مسؤولية الوزارة التي تنبثق عنها الشرطة الإسرائيلية وكل مكوناتها وفروعها بالهجوم على معسكرين تابعين للجيش بحجة الاحتجاج على بعض اعتقال بعض الجنود واتهامهم بتعذيب فلسطينيين من القطاع.

ويتابع للجرمق، "مجرد القيام بهذا العمل بذاته هو من البيانات الدالة على مسار الانحطاط الذي وصلت له إسرائيل واتجاهه السريع نحو التفكك الداخلي وهو ناقوس خطر دُق في نعش قيادات الجيش والقيادات السياسية العاقلة الواعية في إسرائيل".

ويقول للجرمق، إن، "بن غفير شخصية خطيرة جدا يريد مع مجموعته الاستيلاء على تصاريف الحكم في البلاد بشكل شعبوي اشبه ما يكون محاولة انقلاب داخلي"، مضيفًا، "لو كان هذا الأمر حدث في المنطقة العربية في الداخل لرأينا سيل من الدماء والشهداء وبالمقارنة كلنا رأينا كيف يتعامل الجندي في كلا المعسكرين بنعومة مفرطة تجاه المتظاهرين الذين كانت معهم شخصيات وأعضاء كنيست، ولكن هذه الصورة النمطية أن اليهودي لا يؤذي اليهود ذاهبة خلال الايام القريبة".

ويضيف للجرمق،، "التصريحات التي تصدر عن رئيس الحكومة ومكتبه تهاجم هذه الظاهرة وهي حقيقة ما اسميه بيانات "طفح الكيل"، باعتقادي في الأيام القادمة سيحدث أحد الأمرين إما أن تتخذ المؤسسة الأمنية والجيش خطوات لا يرغب بها نتنياهو والمستوى السياسي اليميني وهو الاتجاه الممثل لهؤلاء المتظاهرين، أو أن يصمت تحت ضغوط اليمين الإسرائيلي".

ويردف، "في الحالة الأولى سيكون هناك إنقاذ لإسرائيل وفي الحالة الثانية سيكون هناك خطوات متسارعة جدا للتفكك الداخلي في الدولة ودخولها إلى ما يشبه الحرب الأهلية".

هل تحدث حرب أهلية في "إسرائيل"؟

ويقول المحلل السياسي والباحث صالح لطفي ويُشير صالح لطفي إلى أن، اندلاع حرب أهلية متوّقف على 3 احتمالات، الأول هو صمت الجيش الاسرائيلي تجاه الذي حدث، ما حدث شيء غير مسبوق بتاريخ إسرائيل وهو من المحرمات خاصة أن من بادر للأمرهم المستوطنين وقيادات سياسية منسوبة إلى تيار ديني قومي وهو شريك في الحكومة ورئيسه يطالب الانضمام للكابينت، إذا لم يتصرف الجيش ستكون هناك احتمالات واردة لحرب أهلية".

ويتابع للجرمق،، "في المقابل التيار العلماني أو ما تبقى من العلمانيين المؤسسين للدولة سواء العسكريين أو الأمنيين أو من يرتبطون بالشرطة والوحدات المختلفة والذين أنهوا عملهم في هذه الدوائر سيتحركون وسيكون التحرك في مواجهة بنية اليمين الإسرائيلي وقد يؤدي لحدوث مواجهات مع اليمين المتطرف في المستوطنات بالتالي ستكون عملية في غاية الخطورة".

ويردف، "لا ننسى أن إسرائيل نقلت وحدات من غزة والضفة الى المعسكرين المذكورين ما يعني هشاشة الوضع الأمني العام في إسرائيل، وهذا الزخم سيؤدي إلى إحراج داخل الجيش في حربه على غزة والضفة الغربية وفي حربه على الشمال وبالتالي الجيش سيكون أمام الاحتمال الثاني وهو تحرك عسكريين بمعزل عن الجيش والقيام بعمليات ضد هؤلاء المتظاهرين وقد تسفك دماء في هذه المرحلة وهذا سيؤدي لإنهاء الحرب".

ويختم للجرمق،، "الأمر الثالث أن يتخذ نتنياهو نفسه قرار حاسم في الموضوع أن يقوم باعتقال أعضاء كنيست من التيار أو يخرج هؤلاء المتظاهرين عن القانون وبهذا يمكن أن تهدأ إسرائيل".

ويُشار إلى أن الجيش الإسرائيلي أعلن في أعقاب حدوث صدامات قرب "سديه تيمان" و"بيت ليد" عن تعليق مناقشات عملياتية تتعلق بالجبهة الشمالية بسبب الأحداث بعد أن استدعى الأمر توجه رئيس الأركان، هرتسي هليفي، إلى بيت ليد"، وأضاف الجيش أنه قرر تحويل "قوات كانت تنفذ مهام دفاعية عملياتية في الضفة الغربية لتعزيز القوات في قاعدة بيت ليد بدءا من الثلاثاء".

وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي عقب وصوله إلى بيت ليد وإجراء تقييم للوضع: "وصلت إلى بيت ليد للتأكد من عدم حدوث أي شيء أكثر خطورة. إن وصول مثيري الشغب ومحاولات اقتحام القواعد هو سلوك خطير يصل إلى حد الفوضى، ويضر بالجيش وأمن الدولة والمجهود الحربي".

 

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر