ماذا بعد رد حزب الله على اغتيال شُكر؟
أعلن حزب الله في
- الاثنين 26 أغسطس ,2024

أعلن حزب الله في بيانات له عن انتهاء الرد على اغتيال القيادي في الحزب فؤاد شُكر وذلك من خلال بيانات صدرت عن الحزب ولكن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أكد في خطاب له أن الحزب قد يستكمل الرد على الاغتيال في حال كانت النتائج غير مُرضية بالنسبة للحزب.
وبالأمس أعلن نصرالله أنه قصف قاعدة "غليلوت" التابعة للمخابرات العسكرية الإسرائيلية، المسماة شعبة أمان، وتضم الوحدة 8200، مشيرا إلى أن هذه القاعدة تبعد عن حدود لبنان 110 كيلومترات وتبعد عن تل أبيب 1500 متر.
وأكد نصرالله في خطابه على أن الحزب سيقوم بفحص نتائج قصف القاعدة قرب "تل أبيب" وبناء عليه سيقرر، إما استكمال عملية الرد على اغتيال شُكر أو الإعلان عن انتهائها رسميا.
وذكر نصرالله أن الحزب أطلق 340 صاروخا باتجاه مناطق مختلفة من الشمال والجولان معلنا أن جميع الأهداف التي قصفها الحزب أُصيبت.
وكان الجيش الإسرائيلي بالأمس قد أعلن أنه شن ضربة استباقية وأن، "نحو 100 طائرة حربية هاجمت ودمرت آلاف المنصات التابعة لحزب الله والتي كانت موجهة للإطلاق نحو منطقة الشمال والوسط".
خطاب نصرالله ما بعد القصف
ويقول المحلل السياسي والكاتب أمير مخول، "هناك روايتان متناقضتان مختلفتان وفرديتان كلٌ باتجاه وهذا قد يحدث، حزب الله يقول إنه حقق هدفه وسيفحص فيما إذا كان النتائج مُرضية أم لا بحسب خطابه أن إسرائيل تقول إنها استهدفت منصات الصواريخ ولكن حزب الله ينفي ويقول إن المناطق المستهدفة خالية وت سحب الصواريخ منها مسبقا، لذلك الرواية التكتيكية أو إدارة العملية تتم عبر سرديات ويتابع للجرمق، "إسرائيل قامت بالتعتيم الإعلامي الهائل على ما جرى بالذات حينما أعلن وزير الأمن غالانت عن وجود حالة أمنية خاصة وله صلاحية في ذلك كما أن نتنياهو منع أعضاء حزب الليكود من التصريح عبر الإعلام".
ويضيف، "في نهاية المطاف الضربة التي أتت من وجهة نظر حزب الله كان فيها توسيع للحدود والجغرافيا وفيها تحديد للحدود ولكن دون أن تصل لحرب مفتوحة وشاملة وهذا كان هدف الطرفين
وهذه رسالة من الرسائل التي وصلت من الخطاب، كما تم تعديل المعادلات القائمة أن الضاحية ليست موازية لحيفا وإنما توازي تل أبيب من حيث الأهمية الاستراتيجية وجاء ذلك باستهداف منطقة تل أبيب من قبل الحزب".
ويردف، "في نهاية المطاف الرسالة السياسية هي الأهم والحروب في بعض الأحيان تحدث من أجل تمرير رسائل سياسية وليس من أجل تحقيق هدف عسكري بحد ذاته أو بطولاتي كما يقال في الخطاب،
وإنما تحدث لتحديد نوع وطبيعة المواجهة".
ويقول، "أعتقد أن الجمل الأخيرة من خطاب نصرالله كانت واضحة المعالم، أن ما حدث قد يكون مساعد جدا للمفاوض الفلسطيني في المفاوضات وهذا اعتقد شيء أساسي بالمقولة أن الجبهة للإسناد وليس دورها القيام بحرب شاملة وأعلن الحزب بشكل واضح أنه لن تحدث حرب شاملة إلا إذا خرجت الأمور عن السيطرة".
ويوضح مخول، "بالأمس تمت مهاجمة إسرائيل في ظل تواجد أمريكي غير مسبوق لحماية إسرائيل وأيضا في ظل توجيه بايدن رسائل لإيران وحزب الله بحماية إسرائيل، بتقديري كان هناك عدم اكتراث بالموقف السياسي الأمريكي وإنما أُخذ بالاعتبار الوضع الحربي بمفهوم قوى التوازن الحاصلة على الأرض، بأنه حين تكون أساطيل أمريكية موجودة في المنطقة، يجب التريث وهذا رد عقلاني على ما أعتقد فمن غير الممكن مواجهتها، كما أن التأكيد على أنها حرب غير متكافئة مهم من حيث الرسالة فلسطينيًا وعربيا، كما تضمن الخطاب طمأنة للبنان أنهم بأمان ومن الممكن أن يعودوا لحياتهم العادية ضمن روتين الحرب ولذلك كانت رسائل مهمة".
ويتابع مخول للجرمق، "تم التأكيد أنه لم يتم استهداف بنى تحتية وهذه كانت رسائل للبنانيين بأنه لن يتم استهداف بنى تحتية لبنانية بالمقابل، ولن يتم استهداف مدنيين وهذا ما حصل".
ويقول، "أعتقد أن الطرفين بالأمس قاموا بالتوافق غير المقصود أو المقصود ولكن كل طرف بحد ذاته وليس بالتنسيق وهو عدم استهداف المدنيين وهذا كان بارز في العمليتين".
ويضيف مخول للجرمق، "لذلك تبدو خطاب نصرالله بالأمس خطاب تهدئة إقليما ولكن مع التأكيد على إسناد غزة ، وإسناد المفاوض الفلسطيني وحماس".
ويردف، " من يتوقع أن حربا إقليمية قد تنقذ فلسطين هذا كلام فارغ في نهاية المطاف لأن حرب إقليمية قد تكون السياق الأفضل لإسرائيل لتنفيذ مآرب لم تنفذها حتى الآن بما فيه تهجير الضفة، والتهجير في غزة لذلك هذه قضايا ليست محتملة فلسطينيا وهناك من الحماسية من يقول إنه يجب أن تقوم حرب إقليمية، الحرب ليست لعبة الحرب هي حرب قتل ودمار إضافة للدمار في غزة".
هل هناك رد من إيران والحوثي؟
ويقول مخول للجرمق، "من الممكن أن يكون هناك رد من إيران والحوثي، فهناك مبادرات من الحوثيين أيضا وليس فقد رد، أما ايران هي دولة تعتبر نفسها دولة عظمى إقليمية ولديها أهداف استراتيجية لتطوير ذاتها وقدراتها وأثرها وقدراتها الاستراتيجية وبنيتها التحتية والنفطية ورفاهية مجتمعها،
ولا يمكن توقع أن يكون الرد من إيران كرد تنظيم عسكري كحزب الله حتى لو كان يرتقي في بعض الأحيان لمستوى وقدرات جيش".
ويردف، "الرد الإيراني قد يكون أو لا يكون وهذا يعتمد على أي هدف سياسي سيكون، أعتقد أنه لم يكن هناك رد جماعي بسبب التواجد الحربي الأمريكي والغربي والبريطاني في المنطقة، الذي كان سيدخل المنطقة باحتمالية حرب شاملة وهذا ما يريده نتنياهو في نهاية المطاف ولكن فقط من خلال الجيش الأمريكي ضد إيران وليس من خلال إسرائيل".
ويقول، "أعتقد أن ما حدث هو نوع من الحسابات الجدية المتريثة وهذا كان ضروري لعدم الربط بين الكل، أما الحرب الاقليمية ليست دليل على أن هذا انتصار، فحرب عام 1967 كانت حربا إقليمية وحرب عام 1973 كانت إقليمية ولكنا لهما نتائج مختلفة تمامًا في التاريخ، وحرب 1956 كانت حربا دولية على مصر في تاريخ الصراع الإسرائيلي العربي ولذلك الموضوع ليس بالضرورة حرب إقليمية تأتي بنتائج، المطالبة بحرب إقليمية قد تكون ’فشة خلق’ عند الناس ولكنها ليست استراتيجية وليس حنكة وليست هدف سياسي".
ويردف للجرمق، "الهدف السياسي كما كان في الخطاب هو وقف الحرب على غزة ولا يوجد هدف سياسي اخر وموضوع لبنان يعالج سياسيا ودبلوماسيا وحتى عند إسرائيل لا يوجد رد كيف ستحل الموضوع اللبناني عسكريا وكيف ستنجح في الشمال وغيرها".
ويختم، "إمكانية الحرب بين إسرائيل وحزب الله قائمة ولكن مستبعدة لأن الوضع غير محسوب النتائج من قبل إسرائيل وليست قادرة على أن تتقدم نحو النتائج المعنية بها خاصة أنها لا زالت متورطة بالحرب على غزة والضفة وغيرها، الأمور ليست سهلة إسرائيليا بهذا الصدد وقد يكون نتنياهو من المتحفظين من الحرب الإقليمية أكثر من غيره إذا كانت ستكون بقدرات إسرائيل وحدها",