لهذه الأسباب يرغب نتنياهو بإقالة غالانت وتعيين ساعر وزيرًا للجيش الإسرائيلي
إسرائيل

قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن رئيس وزراء الحكومة الإسرائيلية "بنيامين نتنياهو" يعتزم تعيين عضو الكنيست "جدعون ساعر" في منصب وزير الجيش الإسرائيلي بدلًا من "يوآف غالانت"، الأمر الذي أثار جدلًا واسعًا في الأوساط الإسرائيلية، حيث يؤكد محللون على أن قرار نتنياهو بتعيين ساعر وزيرًا للجيش وإقالة غالانت جاء على خلفية حقد وخلافات سابقة بين الطرفين.
ويقول الخبير بالشأن السياسي فايز عباس في حديثٍ خاص مع الجرمق: "إقالة غالانت لم تتم حتى الآن، ويوجد بعض القضايا العالقة بين غالانت ونتنياهو، الأخير يريد التخلص من غالانت مهما كلفه ذلك، لكن هناك انتقادات شديدة اللهجة لساعر، لماذا ينقذ نتنياهو بهذه الفترة من الأزمة، وهناك تظاهرة أمام منزله لمطالبته بعدم دخول الحكومة مع نتنياهو".
ويضيف، "ساعر لم يحلم أن يكون وزير للجيش في هذه الفترة بالذات، نتنياهو يريد تعزيز ائتلافه الحكومي بـ 4 و 5 أعضاء من حزب ساعر، وهذا سيعطيه دفعة معنوية لمواصلة سلطته بالحكومة دون أن يهدد من قبل أي كان بالكنيست بإسقاط حكومته، لكن السؤال هو هل سيجرؤ هذه المرة على إقالة غالانت خلال هذه الحرب، وتعيين ساعر الذي ليس لديه أي خبرة عسكرية وأمنية نهائيًا".
ويتابع، "هناك من يعتقد أن ساعر سيفشل في مهمته، لكن هذا لن يكون ذلك عقبة أمام دخول ساعر الحكومة في ائتلاف نتنياهو".
حقد دفين..
ويردف عباس في حديثه، "هناك بعض الأمور في الماضي بين نتنياهو و غالانت، نتنياهو قبل 7 أكتوبر أقال غالانت من وزارة الجيش بعد عارض غالانت المس بالجهاز القضائي والانقلاب على القضاء في إسرائيل، وفي حينه خرج مئات الآلاف من الإسرائيليين وتراجع نتنياهو عن إقالة غالانت، هناك من يدعي اليوم أن هناك خلافات بشأن إدارة الحرب".
ويضيف، "غالانت في عدة حالات هاجم نتنياهو بسبب موقفه من صفقة المحتجزين، لكن كل ذلك لم يستطع نتنياهو أن يجرؤ على إقالة غالانت وهناك أيضًا الخلاف بينه وبين نتنياهو على الحرب بالشمال، غالانت طالب مع بداية الحرب بتوجيه ضربة استباقية وعنيفة لحزب الله لكن نتنياهو رفض ذلك".
ويتابع، "غالانت في الوقت الذي كان يبحث مع نتنياهو الحرب وكيفية التعامل مع حزب وغزة، كان نتنياهو يخطط للإطاحة به وتسليم ساعر وزارة الجيش، لكن أعتقد أن ذلك لن يتم في الأيام القادمة".
ما علاقة سارة نتنياهو؟
ويردف عباس لـ الجرمق، "سارة نتنياهو عارضت بالماضي، لكنها وافقت اليوم على تعيين ساعر وزيرًا للجيش بدلًا من غالانت، لأنها تعلم جيدًا حجم الخلافات بين غالانت وزوجها، واليوم هي وافقت، ودون موافقتها لم يكن ليتم هذا الأمر".
ويردف، "هناك من لا يريد غالانت في وزارة الجيش، وهم يؤيدون قرار سارة نتنياهو، عمليًا في المجتمع الإسرائيلي هناك انتقادات شديدة اللهجة بسبب تدخل سارة نتنياهو باتخاذ مثل هذه القرارات السياسية الأمنية".
ووجه إسرائيليون انتقادات واسعة لنتنياهو على خلفية نيته إقالة غالانت، حيث قال زعيم المعارضة الإسرائيلية لبيد: "لن أجلس في الحكومة مع نتنياهو لأنه يمثل نهجا يعرض مستقبل دولة إسرائيل للخطر، المبادئ لا تسمح لي بدعم زعيم يضع مصالحه الشخصية فوق كل شيء" (جدعون ساعر، آب 2022)؛ نتنياهو يقود خطًا متطرفًا وتحريضيًا ومثيرًا للانقسام. من المستحيل العمل مع شخص يركز فقط على مصالحه البقاء السياسي (جدعون ساعر، سبتمبر 2022)؛ الصالح العام. لن نشارك في هذا، (جدعون ساعر، ديسمبر 2022)؛ عودة نتنياهو إلى السلطة هي كارثة على البلاد - فهو يمثل العكس بكل ما نؤمن به (جدعون ساعر، مايو 2023)".
بدوره قال "غانتس": "بدلاً من انشغال رئيس وزراء إسرائيل بهزيمة حماس، وبعودة المحتجزين، وبالحرب مع حزب الله، وعودة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان، فهو منشغل بالتجمعات السياسية واستبدال وزير الجيش قبل حملته العسكرية في الشمال، وهذا يشير إلى سوء التقدير والأولويات المشوهة".
وأضاف رئيس الحزب الديمقراطي يائير جولان مخاطبًا ساعر: "جدعون، استطلاعات الرأي غير المشجعة ليست سببًا للتخلي عن كل القيم، منذ سنوات وأنت تبشر بمدى فساد نتنياهو وتصرفاته انطلاقًا من دوافع شخصية، إذا انضممت إلى الحكومة، فسوف تكون بالضبط ما كنت تبشر ضده".
وكتب رئيس حزب إسرائيل بيتنا أفيغدور ليبرمان: "إن لعبة الكراسي في حكومة نتنياهو لن تحسن الوضع الأمني أو الوضع الاقتصادي لدولة إسرائيل، لن يؤدي إلى إطلاق سراح المحتجزين، ولن يعيد سكان الشمال إلى منازلهم، من الواضح للجميع أن الهدف من هذه الخطوة هو سياسي وليس أمني، وتهدف إلى تمرير قانون التهرب وإرضاء شركاء نتنياهو الطبيعيين، شاس ويهودية التوراة، إن إسرائيل بحاجة إلى بديل حاكم حقيقي، قادر على استعادة الأمن".
وقال مقر أهالي المحتجزين: "تعيين جدعون ساعر وزيراً للدفاع سيكون بمثابة اعتراف واضح لا لبس فيه من قبل رئيس الوزراء بأنه قرر التخلي عن المحتجزين بشكل نهائي".