هل تقصف "إسرائيل" مشآت نووية إيرانية؟


  • الأربعاء 2 أكتوبر ,2024
هل تقصف "إسرائيل" مشآت نووية إيرانية؟
صواريخ الاعتراض

هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إيران بـ "تدفيعها الثمن" بعد قصفها لإسرائيل بصواريخ باليستية، حيث قال خلال اجتماع طارئ للمجلس الوزاري الأمني والسياسي المصغر إن، "إيران ارتكبت خطأ كبيرا الليلة وستدفع ثمنه".

وشنت إيران مساء، الثلاثاء، الأول من أكتوبر 2024 هجوما واسعا بمئات الصواريخ على "إسرائيل"، وفي الأثناء دوت صافرات إنذار في أكثر من 1800 بلدة وموقع في جنوب ووسط وشمالي "إسرائيل".

وقال الحرس الثوري الإيراني، إن "العملية تأتي بعد مرحلة من الالتزام بضبط النفس بعد اغتيال إسماعيل هنية وحسن نصر الله وبناء على حقنا القانوني في الدفاع عن النفس، وذلك بقرار من المجلس الأعلى للأمن القومي ودعم الجيش". 

وتوعدت "إسرائيل" بالرد على القصف الإيراني على الرغم من أن إيران أعلنت عبر وزير خارجيتها أن "تحركها" انتهى.

هل تضرب "إسرائيل" منشآت نووية إيرانية؟

ويقول المحلل السياسي أمير مخول، "من الصعب توقع طبيعة الرد، ما يظهر في الإعلام الإسرائيلي تخمينات وليس تقديرات فعليا، قد يحدث ضرب للمنشآت النووية وقد لا يحدث، وقد يكون هناك تهديد من إيران للولايات المتحدة أنه إذا ردت إسرائيل سنرد، هكذا تُدار الحروب امتداد الحروب من بعيد أو يمكن لإيران أن تستهدف مرافق استراتيجية أمريكية وإسرائيلي، والتخمين ليس هو الشيء الأساسي".

ويتابع، "واضح أن إسرائيل، لا تستطيع في ذهنيتها الحاكمة، مع أنها كان يمكنها أن تُنهي الموضوع في هذه النقطة، ولكن الذهنية الحاكمة اليوم ليست بهذا الصدد وإنما هي ذهنية لا تفكر استراتيجيا بشكل سياسي وإنما تفكر بشكل حربي وفقط حربي وخيار عسكري فقط، ضمن مسعى حثيث لتوريط الولايات المتحدة في حرب مع إيران، لأن إسرائيل تدرك أن الصواريخ قد تنال من إيران، في الأمس كانت عملية إثبات قدرات وهي عملية ردعية لإسرائيل وليست إعلان حرب، وهكذا تعامل الأمريكان مع الأمور، إلا إذا أرادوا أن يفهموه بشكل آخر بناء على مصالحهم".

ويضيف للجرمق، "حاليا، إسرائيل من الممكن أن تقصف مرافق استراتيجية أو نفطية أو نووية أو صناعة الصواريخ أو يمكن أن تستهدف النظام الإيراني، قبل يومين، وجه نتنياهو خطاب خاص للشعب الإيراني قال فيه إلى الشعب الفارسي القديم من الشعب اليهودي القديم، وأنه سوف ُخلص الشعب الإيراني من نظامه قريبا أقرب مما يتوقع أحد، أعتقد إسرائيل قد تستهدف النظام الإيراني نفسه ورموزه، قد تكون اغتيالات وقد يكون استهداف لقيادات في إيران، خاصة أن إسرائيل معنية بإشعال النيران وليس إطفائها، خاصة أن الولايات المتحدة الأمريكية أعلنت أنها سوف تدافع عن إسرائيل العمل الحثيث لنتنياهو الآن هو دفع الولايات المتحدة الأمريكية لحرب مع إيران".

ويردف، "في المقابل، أعتقد أن إسرائيل تلقت ضربة فعلية بالأمس، هذه ليست كالضربة في أبريل الماضي، حين سقطت المسيرات خارج الحدود، وإنما وصلت صواريخ سريعة، والقبة الحديدية ليست مؤهلة لها، ولا الدفاعات الجوية في طبقات الجو العليا لم تتمكن منها، يبدو أن هناك صواريخ سقطت، وليس بالصدفة أن الناطق العسكري طلب من الجمهور، عدم التصوير، وحين طلب ذلك، تراجعت الثقة بأقواله، لأنه يبدو أنه يتستر على شيء ما، ووسائل التواصل الاجتماعي هي التي انتصرت بشكل جارف".

ويوضح أن، "إسرائيل سترد، ولكن كيف سترد، هذا تتوقع إيران بدون شكل والاحتمالات مختلفة، كما كانت إسرائيل أيضا تتوقع رد من إيران، فقد كانت تتوقع عدة سيناريوهات من الرد أو عدم الرد أو تطوير السلاح النووي، ولكن في نهاية المطاف كان الاحتمال الأقل لدى إسرائيل أن تقوم إيران بهجوم صاروخي من أراضيها، وهذا فاجأ إسرائيل أمس، وخلق حالة ذهول، ووضع حد لاحتفالية الغطرسة التي وجهتها إسرائيل لحزب الله لاغتيال حسن نصر الله والتفجيرات".

ويقول للجرمق، "الآن إسرائيل في وضع انتهت الاحتفالية فيه، ويجب أن تواجه الحرب بشكل جدي، هل هي معنية بالحرب، وهل الغرب معني بالحرب؟ أعتقد أن إيران بضربتها بالأمس، سعت سياسيا لتوصيل رسائل أنها لا تريد الحرب، وسعت إلى تحريك الدبلوماسية العالمية لوقف الحرب، ولوقف الجنون الإسرائيلي في لبنان، وهذا كله في الحسابات الاستراتيجية".

ويتابع للجرمق، "أما الحسابات الأساسية المهمة هي الاستراتيجية، وليس التكتيكية بمعنى أن إسرائيل قد تقصف إيران ولديها القدرة على ذلك دون شك، سواء من البحر أو الجو أو من بعيد أو من قواعدها في أذربيجان أو من القواعد الأمريكية في المنطقة، لأمور مفتوحة في هذا الصدد، لكن عندما ترد إسرائيل سيكون رد فعل آخر لإيران وعندها ستتورط إسرائيل أكثر".

ويضيف، "قبل أيام، كان هناك دعوة من جنرالات إسرائيليين بعد اغتيال نصر االله للتوصل مع الدولة اللبنانية على أساس تطبيق قرار 1701 وتسوية القضية الحدودية بشكل أو بآخر، ونتنياهو رفض الطرح، ولكن الآن تورط بعد النشوة التي كانت، بدأ القلق والتورط الكبير، إسرائيل الآن قد تُمهل الرد بضعة أيام بسبب الأعياد اليهودية وقد لا تقوم بذلك، لكن كل شيء مطروح على الطاولة وكل الاحتمالات واردة في هذه المرحلة".

ويقول، "بالنسبة لإسرائيل، هناك قيمة إضافية لهذا التوتر، أن القضية الفلسطينية أصبحت في ساحتها الخلفية ولا أحد يتحدث لا عن الضفة وغزة وقضية فلسطين".

وبدوره، يقول الكاتب والمحلل السياسي فايز عباس، إن، "قصف منشآت نووية، هذا مطروح داخل الحكومة الإسرائيلية، وهذا الملف النووي الإيراني وهذا الملف نتنياهو يعمل عليه منذ أكثر من 15 عاما".

ويتابع للجرمق، "الآن في إسرائيل يتحدثون عن ضرب المفاعل النووية الإيرانية ومصادر النفط الإيرانية وهم يريدون توجيه ضربة اقتصادية لإيران، تُضرب مفاعلاتها النووية التي ستكون كارثية بيئيا على إيران، إسرائيل تقول إنها جاهزة لتوجيه ضربة مؤلمة لإيران، وليس فقط لإيران وإنما لكافة أنحاء الشرق الأوسط، وستكون هذه الضربات قوية جدًا وستدفع كما يدعي نتنياهو إيران عبرها ثمنا باهظا، أعتقد أن إسرائيل ستوجه الضربة لإيران ولكن هل ستنجح في تحقيق أهدافها؟ هناك الموقف الأمريكي الآن الذي ينحاز لإسرائيل بكل قوة".

ويردف، "بما أن الولايات المتحدة شريكة لإسرائيل بحربها على غزة وإيران، أعتقد أن إسرائيل ستوجه ضربة قاسية بالتعاون مع الإدارة الأمريكية بسبب قصفها إسرائيل بالأمس، وهذا القصف كما تدعي إسرائيل لو يوقع خسائر بالأرواح وإنما أصيب شخصان بجروح طفيفة ومتوسطة ولكن الضربة المعنوية كانت قاسية بالنسبة لإسرائيل، وهي أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية هي التي استوعبت الضربة الإيرانية".

ويتابع للجرمق، "يتحدثون في إسرائيل عن توجيه ضربة ليس فقط لإيران وإنما لعدة دول في الشرق الأوسط، مثل اليمين ولبنان وسوريا ولا أستبعد أن يكون هناك قصف في العراق أيضا".

ويختم، "إسرائيل اليوم هي في وضع إن لم ترد على إيران ستفقد على الأقل ما تدعيه إعادة قوة الردع لإسرائيل، السؤال كيف ومتى وأين ستقوم بالرد، أنا أعتقد أنه من 24 إلى 48 ساعة فقط ستبدأ إسرائيل بقصف إيران ومناطق أخرى في الشرق الأوسط".

هل دخلت المنطقة معركة القصف والرد التبادل؟

ويقول مخول للجرمق، "هذا موجود حاليا، وفقا لوتيرة كل دولة كما ترى الأمور، إسرائيل اعتقدت وهذا ما أبلغته لإيران أنها نجحت بتقويض قدرات حزب الله، وهذا كان لأيام، ولكن المواجهات ستكون عنيفة في لبنان في حال حدث اجتياح بري بشكل غير مألوف سابقا، في المقابل بالنسبة لإسرائيل لو نجحت فعلا بتقويض قدرات حزب الله، عمليا لأصبحت إيران مكشوفة، في الماضي كانت إسرائيل تعتقد أنها إن وجهت ضربة للمنشآت النووية الإيرانية، سوف يكون الرد ليس فقط من إيران وإنما من حزب الله ولكن، بالاعتقاد الأولي لإسرائيل التي يعتريها جنون العظمة أنه تم تقويض قدرات حزب الله، فلم يعد لإيران هذا الدرع التي تخوفت منه إسرائيل".

ويتابع للجرمق، "المنشآت الإيرانية مبنية بشكل موزع جدا وليست بمنطقة واحدة، وأعتقد أنهم جاهزون بتصميمها لمثل هذه الضربات، وبالذات من الولايات المتحدة، لذلك قد تكون هناك حرب صواريخ وتبادل، ولكن صعب أن نسميها حرب بالمفهوم الحربي المباشر، لا يوجد حرب يمكن حسمها لا بسلاح الطيران ولا بسلاح الصواريخ من بعيد".

ويضيف، "الحروب عادة تدار أرضيا وهذا يجعل الجبهة الأخطر لإسرائيل ليست إيران وإنما الجبهة الشمالية وهذا سيحدده الرد الإيراني، قد يكون مفاجأة، وقد يكون اجتياح بري سريع للبنان أو محاولة لاجتياح لا ندري إن كانت ستنجح أيضا، الخيارات كلها مفتوحة".

ويتابع للجرمق، "قد يكون موضوع الأعياد رادعا نوعا ما بالرد الإسرائيلي، لأنه الوضع قلق إسرائيليا، وهناك قضية أخرى قد تجعل نتنياهو يفعل شيء مع إيران، وهو استبعاد تركيز 7 من أكتوبر، على 7 من أكتوبر".

ويقول، "لذلك لا يريد نتنياهو أن تعود قضية الأسرى والمحتجزين في غزة ولا يريد لجنة تحقيق في أحداث 7 أكتوبر، ولا يريد أن تعود الأمور حيث هُزم هو سياسيا واستراتيجيا ليعوض ذلك بالحرب والتوتر مع إيران".

ويردف للجرمق، "قد تكون هذه من المهمات الصعبة أمام نتنياهو، لذلك قد يكون هناك تصعيد قبل 7 من أكتوبر القادم، للحاجة الداخلية الإسرائيلية وليس للحالة الاستراتيجية، ولكن في نهاية المطاف، إسرائيل رؤيتها الاستراتيجية تراجعت في المنطقة، وأعتقد أن الضربة كانت موجهة للعنجهية الأمريكية التي تتحدث أنها موجودة حتى تمنع أي رد فعل من إيران على إسرائيل، في حال تعرضت إيران لضربة من إسرائيل بهذا المنطق الأمريكي، ونظرة الولايات المتحدة الأمريكية بعين الرضى التام لما حدث للبنان والضربات التي وجهتها إسرائيل لحزب الله".

ويوضح للجرمق أن، "المعركة فيها أكثر من لاعب فيها، الولايات المتحدة ستأخذ بالحسبان الصراع مع الصين وروسيا في المنطقة إقليميا وعالميا لأن هذا قد ينعكس على دول الخليج، دول الخليج لم تعد معنية بالحرب مع إيران، ولم تعد معنية بقطع العلاقة مع الصين، الأمور لا تزال في البدايات وبعيدون جدا عن نهايتها".

وبدوره، يقول المحلل السياسي والكاتب فايز عباس للجرمق، "أعتقد أن الحرب بدأت مع إيران، عندما وجهت إيران ضربات صاروخية لإسرائيل، مع أن إيران أبلغت الإدارة الأمريكية أنهمن ناحيتها انتهت المعركة لكن بالنسبة لإسرائيل لم تنته المعركة وبدأت منذ أمسن الحرب الإقليمية التي يتحدثون عنها في إسرائيل أو حتى في الإدارة الأمريكية التي قد تحاول وهي كاذبة في تصريحاتها منع حرب إقليمية ولكن هذا لن يكون لأن إسرائيل هي من ستقوم بهذه الحرب على إيران وحُلم نتنياهو منذ عام 2015 هو جر الولايات المتحدة لحرب مع إيران لأن إسرائيل دون الولايات المتحدة لن تدخل بأي حرب إن لم تكن الولايات المتحدة شريكا لها وليس فقط داعمة، إسرائيل في طريقها لجر واشنطن لحرب على إيران وهذا سيكون إنجازا لنتنياهو".

عقيدة "إسرائيل" الأمنية خوضْ حروب قصيرة

ويقول أمير مخول للجرمق، "فكرة أن إسرائيل غير قادرة على خوض حروب طويل غير صحيحة، ولكن العقيدة الإسرائيلية تاريخيا تقول إن إسرائيل تخوض حروبا سريعة وخاطفة وتجري في أرض العدو وهذا كان مركب أساسي في العقيدة الإسرائيلية، وهذا ما حدث في حرب عام 1967 وفي عام 1956 وهذا ما حدث في الحرب على لبنان التي تورطت بها إسرائيل، لبنان ورطة إسرائيلية كبرى، في 1982، وفي 2000 وفي 2006".

ويختم، "إسرائيل تملك القدرة ونتنياهو يدرك أنه لا يريد أن يحارب إيران إسرائيليا وإنما يريد محاربتها أمريكيا، أن تقود الولايات المتحدة هذه الحرب، هل سينجح في ذلك؟ الولايات المتحدة تدرك هذا المخطط، فهل سينجح نتنياهو هذه قضية أخرى تحددها الإدارة الأمريكية وطابع الرد الإيراني، أعتقد كان الرد مع رسائل سياسية واضحة وليس فقد ردا من أجل الانتقام".

. . .
رابط مختصر



مشاركة الخبر