ما الذي يريده نتنياهو من استبعاد رئيس الشاباك من فريق التفاوض وتعيين ديرمر؟

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يعتزم استبعاد رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، رونين بار، من فريق المفاوضات الإسرائيلي حول المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى مع حركة حماس.
كما أشارت تقارير إسرائيلية إلى أن نتنياهو قرر تعيين وزير الشؤون الإستراتيجية، رون ديرمر، على رأس فريق المفاوضات.
وكشفت القناة 13 عن لقاء متوتر جرى نهاية الأسبوع الماضي بين نتنياهو ورئيس الشاباك، حيث أبلغ نتنياهو بار برغبته في تغيير تركيبة الفريق المفاوض، وتعيين ديرمر على رأسه، ووصفت القناة النقاش بين الاثنين بأنه "صعب وحاد".
ويقول المحلل السياسي والباحث أنطوان شلحت، ""هدف نتنياهو هو إخضاع كل المفاوضات للاعتبارات السياسية لأنه واضح مما تنشره التحليلات الإسرائيلية أن وجود الأجهزة الأمنية سواء من الشاباك أو الموساد في مفاوضات وقف إطلاق النار يؤدي إلى أن تحتكم هذه المفاوضات إلى معايير قد تبدو بحسب القاموس الإسرائيلي ’مهنية’ في حين وجود وزير مثل روح ديرمر مقرب من نتنياهو والإدارة الأمريكية يجعل هذه المفاوضات تخضع فقط للاعتبارات السياسية أكثر من الاعتبارات التي توصف إسرائيليا أنها مهنية".
ويتابع، "من ناحية أخرى، واضح أن نتنياهو لديه سردية فيما يتعلق بعملية طوفان الأقصى والمسؤولية عن الإخفاق الذي تتهم إسرائيل بارتكابه بسبب هذه العملية وهو إخفاق يُنعت بالأدبيات الإسرائيلية التي كتبت حتى الآن أنه أكبر إخفاق استراتيجي حصل منذ قيام إسرائيل عام 1948، فعمليا من خلال إبعاد رؤساء المؤسسة الأمنية بعد استقالة رئيس هيئة الأركان يعزز السردية التي يتطلع نتنياهو لترسخيها وهي تحميل المؤسسة الأمنية مسؤولية الإخفاق قبل أن تقام لجنة تحقيق به".
ويضيف، "واضح أن نتنياهو بكل تصريحاته منذ بدء الحرب على غزة ومباشرة بعد طوفان الأقصى يقول إن المؤسسة الأمنية هي من تتحمل المسؤولية، فمن خلال استبعاد رموز المؤسسة من مناصبهم".
ويردف، "نتنياهو لم يستطع أن يبعد رئيس الشاباك من منصبه أو رئيس الموساد بعد أن أقال غالانت وبعد أن استقال هليفي، واستبعادهم من مناصبهم يسهل المهمة على نتنياهو لترسيخ هذه السردية، لأن نتنياهو منذ بدء الحرب على غزة لا تشغله هموم أكثر من هم البقاء في سدة الحكم وإزاحة المسؤولية عن كاهله باتجاه عناوين أخرى وأبرز هذه العناوين هي المؤسسة الأمنية".
هل هناك علاقة بين تعيين ديرمر بمسألة تهجير الغزيين؟
ويقول شلحت للجرمق، "لتعيين ديرمر علاقة مع ما طرحه ترامب حول تهجير سكان قطاع غزة، فما يطرحه ترامب يخضع للاعتبارات السياسية التي تحكم كل سلوك نتنياهو والدفع قدما لمثل هذه المقترحات تتطلب وجود أشخاص مقربين من نتنياهو يديرون المفاوضات ويفرضون الشروط التي تعتقد إسرائيل أنها ضرورية من أجل تحقيق الأهداف التي وضعت لهذه الحرب، ويضاف إلى ذلك أن ديرمر تقريبا أحد كبار المسؤولين عن ملف العلاقات الأمريكية الإسرائيلية وكان سفير في الولايات المتحدة أثناء ولاية ترامب الأولى".
ويتابع، "ديرمر لديه علاقات وثيقة مع ترامب ومع إدارته الجديدة ويدرك خفايا السياسة الأمريكية الجديدة ويأمل أن يعيد هذه العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة إلى ما يوصف أنه المربع الذهبي الذي كان سائدا أثناء الولاية الأولى لترامب وهو أحد أكثر الأشخاص قربا من نتنياهو، وبهذه الطريقة يمكن لنتنياهو السيطرة على مجرى المفاوضات وكل خفايا العلاقة مع الولايات المتحدة خاصة بعد طرح تهجير سكان قطاع غزة من قبل ترامب".
هل لنتنياهو نية للمضي في المرحلة الثانية من الصفقة؟
ويضيف، "المضي في الصفقة مرهون بالاجتماع الذي سيعقد بين ترامب ونتنياهو، نتنياهو ليس لديه نية للمضي بالمرحلة الثانية من الصفقة والمفتاح في ذلك موجود لدى ترامب وليس بيد نتنياهو، هل سيسمح ترامب لنتنياهو بعدم المضي قدما بالصفقة أو سيجبره على المضي بها كما أجبره على الذهاب قدما بصفقة التبادل ووقف إطلاق النار".
ويتابع للجرمق، "تصريحات ترامب الأخيرة تثير الشك بموقفه، حيث قال إن وقف إطلاق النار قد لا يدوم في قطاع غزة، هذا يثير الشك إن كان ترامب سيتساوق مع ما يريده نتنياهو أو سيفرض عليه الاستمرار بالصفقة".
ويقول، "معروف أن مواقف ترامب تتغير بتغيّر الساعات، ولا يمكن أن نحكم على الموقف إلا بعد انتهاء الاجتماع مع نتنياهو".